تتغير توجهات وأفكار نظرة المجتمع إزاء أمورٍ كثيرةٍ ، بحسب ما تفرضه ظروف كل عصر ولا تتزعزع الجذور الراسخة كالثوابت الدينية والتقاليد البناءة سوى عند القلة القليلة.
ومن هذه المتغيرات على سبيل الذكر لا الحصر هي مواصفات زوجة المستقبل التي يتمناها كل من يروم دخول عش الزوجية، فبعد أن كانت (ربة البيت) هي الزوجة المثالية للشاب المقبل على الزواج أصبحت الموظفة منافس شديد والطلب متزايد عليها لكل من يفكر بالارتباط، وهناك من يعد فكرة معينة بشأن نوع الوظيفة ومقدار الراتب الذي تتقاضاه.
فالحياة العصرية وكثرة متطلباتها مع ارتفاع نسب البطالة والوضع الاقتصادي المتدهور دفع الشباب لتغيير الفكرة السائدة والمتعارف عليها لتكون الزوجة الموظفة هو الاختيار الأفضل بحسب رأي الكثير.
يقول قاسم الفتلاوي، المرشد التربوي إن تكاليف المعيشة في تزايد مستمر ومع القوانين التي منحها لها الدستور العراقي يضاف لها فرص العمل المتوفرة لها بشكل واخر وأصبحت المرأة شريك جيد ليس فقط في إدارة المنزل بل وتكاليفه أيضا.
ويضيف الفتلاوي، بعد الاهتمام بدور المرأة وتطويرها من خلال فرص كبيرة للدراسة والتعليم وتوفير الورش والدورات التي تقيمها الدولة والعتبات المقدسة ومنظمات المجتمع المدني التي تخرج نساء ذات مهارات مختلفة لتكون المعيل الثاني لعائلتها.
ويعارض هذه الفكرة وسام صاحب خريج كلية القانون وعاطل عن العمل، فهو يرى إن الزوجة ليس لها سوى دارها فهو سترها وكرامتها ومهمتها المكلفة بها تربية الأولاد ورعاية الزوج.
لافتا إلى أن، المرأة في العمل ستنشغل عن أولادها وزوجها فأوقات العمل ما يقارب 6 إلى 7ساعات فسينشغل كلا بعمله، ناهيك إذا كانوا متضاربين في ساعات العمل!.
وأضاف، صاحب المرأة المتفرغة ستكون أكثرُ اهتماما بزوجها وأولادها ومن يفضل الزوجة الموظفة فهو يحسب فقط المردود المالي وهروبا من المسؤولية التي كلفها الله بها والمرأة الصالحة هي من تتحمل العوز ومصاعب الحياة مع زوجها.
أم محمد مدربة في التنمية البشرية لها رأي آخر: الشراكة الحقيقة بين الزوج والزوجة هي من تنجح الزواج سواء أكانت ربة بيت أو موظفة، يقول الإمام الصادق عليه السلام: (الِبّر وحسن الخلق يعمران الدّيار ويزيدان في الأعمار) والتي تدير متطلبات البيت بشكل متوازن وتعتبر نفسها سند للزوج والمعين مسكت مفتاح السعادة بيدها.
وتابعت، ليس المردود المادي العالي هو من يسهل حياة العائلة بقدر المدبرة الجيدة التي تنجح وتديم أواصر المحبة والألفة بينهم.
مشيرة إلى، الأعراف الاجتماعية لا تزال تفضل ربة البيت وكثيرٌ من العوائل لا تتقبل خروج الزوجة من البيت ولكن الظروف الاقتصادية الصعبة جعلت متطلبات الأسرة تحتاج إلى مردود مالي كبير يرهق الزوج مما جعل الكثير يعزفون عن الزواج لحين استقراره ماديا في وظيفة مضمونة، وهذا ما دفع وشجع الكثير من الشباب لتغيير تقاليد الاباء.
وتابعت، يقال إن حظوظ الموظفة ارتفعت ولكنها تدفع ضريبة كبيرة إذا تزوجت من رجل غير متعاون ولا يقدر ظروفها فتكون في دوامة بين التزامات البيت والوظيفة.
يقول الإمـام أمير المؤمنين عليه السلام: (مـن حسنت خليقته طابت عشرته). أن تسكن بقصر أو ببيت بسيط فلا تنال راحة البال وتكسب سعادة يومك إلا مع من يحبك ويقدر مجهودك وتعبك، ويحرص على راحتك ويملك حس المسؤولية فلا يبدد أموالك أو يبذرها، هذه هي مواصفات الزوجة الصالحة إذا كانت موظفة أو ربة بيت، فليست الأموال والمناصب من يجعل الزوجة مثالية بقدر ما تملكه من أخلاق وتربية جيدة وتراعي الله في تعاملها مع زوجها.
اضافةتعليق
التعليقات