في كتاب الله العزيز هناك قانون إلهي جميل على كلا من الزوجين أن يفعلاه في حياتهم المشتركة، فالحياة لا تخلو من المشكلات، ولا يوجد شيء اسمه (توافق تام) منذ البداية، إنما لابد من وجود (اتفاق) على أن يكون هناك تقبل من قِبل أحدهما للأخر بمحاسنه ومساوئه لتستمر الحياة؛ وفي دستور الحياة المنزل من قبل الرب المتعال هناك قانون الهي الذي نستطيع أن نعبر عنه بأنه قانون مغذي ومنمي لهذه القناعة بين الزوج والزوجة وهو بقوله تعالى: {...إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا} (النساء: 35).
فالعلاقة المبنية على أساس نية صادقة لتكوين علاقة جيدة مع الطرف الآخر، وتكوين حياة طيبة مبنية على البساطة في التعامل أي عدم التدقيق على كل جزئية وكل كلمة وكل موقف صغير وعابر، والسعي أن يُصلح أحدهما عيوب الآخر هذا من موجبات نجاح حياتهما والله تعالى تكفل بتهيئة الأسباب وتليين القلوب لأجل تحقيق ذلك المسعى وتجلي تلك النية على أرض الواقع.
فوجود عيب أو خلل أو صدور موقف غير طيب على أثر الاختلافات في الثقافة أو السلوكيات الناتجة بالدرجة الأولى عن اختلاف البيئة والحياة التي عاشاها كلاً من الزوجين قبل الارتباط ببعض، إذا كان التعامل معه وفق هذا القانون سوف تتغير الكثير من سلبيات حياتنا اليومية الأسرية المليئة بالمشاحنات والمشاجرة.
لذا دائما اطرقا باب الله تعالى وبنية خالصة أن يصلح تعالى فيما بينكما واعملا وقدما ما عليكما- وكما يقال -اجعلا عملكما بعين الله تعالى ثم تيقنا أن الله تعالى يتولى كل عمل لأجله عُمل، فتعالى قال: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} (مريم: 96)، فآمِنا بعطايا الله تعالى، واعملا صالحاً سيجعل الله تعالى ودكما ومحبتكما في قلوب بعضكما، لا على الاقل سيجعلكِ/ سيجعلكَ تنظران لنفسكما ولما تقدمانه للشريك وإن لم يشكر أو يقدر برضا وحب وستتذوقان طعم السعادة المبنية على إنكَ/ انكِ أعطيت وأديت واجبك الذي به قد ارضيت مولاك، فاكتساب حب الله تعالى ورضاه لا يعدله شيء آخر عند كل مؤمن.
اضافةتعليق
التعليقات