قد يكون العنوان ساخرا بالنسبة للبعض وربما مستحيلاً أو مناقِضاً لأقوال وشعارات الوقت الحالي والذي تشوهت به الكثير من المبادئ من المتحملقين على العالم الذكوري وسطوته والفروق الفطرية الكامنة به مقابل كيان حواء، ولكنه أكثر العبارات واقعية وحقيقية وإن كنا لا نتقبل هذا الأمر.
ولنقول أن من أعظم المشاكل التي زادت حدّة الوضع الحالي هو عدم إفصاح النساء السعيدات بحياتهن مع آدم ولا اللاتي استطعن الوصول للقمم من خلال آدم، فتراهن يصمتن مقابل المتذمرات أو تعيسات الحظ معه دون نصيحة تُذكر او طرق للمعاملة معه، فكما ان هناك من تتقن فن المعاملة مع آدم فيوجد من هي على العكس تماماً.. فتراها إن فشلت المرأة بذلك صبّت نقمتها على سلسلة الذكور ونشرت الشعارات والعبارات في كل وادي ولا رادع لهذه الهرطقات بأنواعها.
والجدير بالذكر أنه ليس جميع الرجال سعيدين مع حواء ومع ذلك قليلا ما نرى رجالاً بالوقت الحالي يشتمون او يقللون من قيمتها وشأنها بإنفعالية مفرطة كما يفعلن بعض النسوة الحديثات!.
ويتجاهل الطرفين أن من وضع حجر أساس الكراهية والتبعيض بين الجنسين هو ضغائن المجتمع والعادات والتقاليد البالية ربما وليس آدم أو حواء عنوة.. فلو تقبّل الطرفين اختلافهما الفطري لهدئت الفورات.
إن السبب الحقيقي الأول الذي يكمن خلف منع الرجل زوجته من الانجاز والنجاح في امور حياتها الاخرى هو خشيته من عدم قدرتها على الاتيان بواجباتها ووضعه في آخر قائمة اولوياتها ما يجعله يأمرها بأن تكون جليسة المنزل بلا هدف ولاعمل، وبالتأكيد لن يكون هذا التصرف منطقياً حكيماً، مقابل لو إتفقا على صنع قائمة اولويات تتضمن زواجهما في المقدمة لكي لا يصيبه الأذى فبذلك يكونا بوضع آمن وبعيد عن النزاعات النسوية والذكورية المقيتة والتي تزعزع كيان الطرفين وبلا جدوى!.
إن وجود آدم أساسي كما وجود حواء ولا ننكر الفضيلة العظمى التي قدمها آدم لحواء وهو أنه بسط الحجر والمدر تحت قدميها لتمشي عليه مطمئنة دون ان ينتظر منها شكراً ابدا.. فهل نستطيع نكران قوته الفطرية التي صنع بها القصور والبيوت والعمارات والبنايات ومع ذلك نرى بعضهن ممن يطالبن بالمساواة الفطرية في مابينهما نازعة لرداء اللطافة التي صنعه الله لها دون عناء ناسية ان هذه المساواة قادرة على ان تسحب منها آثار الأنوثة قطرة قطرة وتودعها متقشعة في مهبّ الوحدة والضياع.
تقول الأديبة غادة السمان: إن الوطن طائر لن يحلق إلا بجناحيه؛ المرأة والرجل.. فلنترك النزاعات ولنستند على الكتف المُكمّل كي تستقر سيكنة الروح.
اضافةتعليق
التعليقات
المغرب2018-09-06