تقول رؤى: أنهيت دراستي الإعدادية، وكنت أصغر بنات العائلة التي تتكون من خمسة أفراد، تقدم احد اقربائي لخطبتي، ولم أكن أفهم معنى الزواج في وقتها، رغبتي في ان لبس الفستان الابيض، وتسريحة شعر كالممثلات، خمسة عشر عاما فقط هي سنين عمري، إلا أن أهلي وافقوا عليه حالا فحسب قولهم كان رجل من السماء، مواصفاته عالمية بيت و وظيفة، سيارة، وهو وحيد لعائلته، خلال ايام فقط وانتهى الموضوع، تزوجت، وكانت نهاية حياة العزوبية، والبداية في الحياة الزوجية.
لا اخفي عليكم كل هذه الامور موجودة ولعل اكثر منها لم اقوله لكم، خوفا من الحسد كما تقول أمي؟!
عائلة زوجي قوية وصعبة جدا، بعد مرور السنة الاولى من زواجي، تعرضت لكثير من المضايقات من عائلته وكانوا يعلقون افعالهم على شماعة انه وحيد ونخاف عليه، باتت حياتي مستحيلة، إلا أن طيبة زوجي جعلتني أتمسك به، سأزفر هنا غصتي.
ويحضرني الكثير من الألم، فقد دخلت حائطا مليئا بالأشواك، لم تكن بارزة حتى اتوخاها، صبرت الى مساء ذلك اليوم الذي حصل فيه مالم يخطر في بال احد.
دخل زوجي وبدأ يهل علي بالضرب والشتم؟ من دون أي سبب؟؟ ويصرخ: انت في نظري سوداء، تلك الكلمة كانت اقوى من الضرب، في الامس كان يمدح في جمالي وشدة بياضي، وانه محظوظ بي!! ماذا حصل؟ كيف تغير؟؟ وفي حين قادني خيالي الى الكثير من الافكار واحدة منها انه قد تعاطى شيئا او فقد ذكراته، اختفت ملامح الرجل المثالي، كان يردد: لا اريدك.. اخرجي.. هنا مقبرة؟؟ تبلد الحس حينها بحزن عميق، اتصلت بوالدتي اخبرها ماذا جرى بينا، فكان جوابها: الصبر يا ابنتي، الامر كان اكبر من اقوله لكم الان، مرت الايام وهو مازال على هذه الحالة، لا يطيق سماع صوتي، واما صورتي فكانت تخيفه جدا، لدرجة الصراخ والضرب، لا احد يصدقني.
اوهمني باني في هذا البيت مقبرة، صمت عائلته امام ما يحصل بيننا أثار انتباهي، فعادة لا يقول شيئا، ولا قد جاءت العائلة تكمل ما يريد قوله، لكن اين هم الان؟؟ مع كل هذه المصائب؟؟ يستحق ان اعيد النظر لعلي اعثر على خيط لا نهاء الموضوع، فجسدي لم يعد يتحمل الضرب، حتى اصبحت الالوان ترسم علية الازرق والاسود والاحمر، كلها خطوط ترسم احلام عروسة مذبوحة، تبعثرت الاحلام كما تبعثر الرياح الاوراق الجافة، وهاجت سنين عمري مع الرياح، لازالت وريقات عمري تتساقط كل يوم ، وتنثر في صباحي جحيما، ان اخرج لعائلتي يحرقها، وان بقي في داخلي احرقني.
في عالم اليقظة والنوم رأيت خيوط سوداء تحط على جسدي، وجسد زوجي وهنالك امرأة تحاول ان تحرقنا معا، والبيت كان مقبرة، والاموات من حولي، فزعت من نومي، خائفة والجدران من حولي تدور تقترب مني، لونها الابيض يرسم عليه اشكال مخيفة جدا، بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ماكنت اتذكره فقط ، تبتعد الجدران عني، تجلدت بذكر الله وقراءة سورة البقرة في البيت وعلى مسامع زوجي، فقط يهدأ قليلا ثم يبدأ جولته، بحثت في اركان البيت ومن حزن وضجر وطعم من الوجع، ابحث بين الجدران، الصدمة كانت هنا، قطعة قماش سوداء وعليها خيوط صغيرة ولعبة صغيرة سوداء رسم عليها بالخط الاحمر، المؤلم كانت لعبتي انا، تلك الخيوط دفنت بين الحائط الخلفي لغرفة نومنا، اريد ان اصرخ، وحدها الدموع تدوي، يدي ترتعش كعجوزة سقطت منها عصاها، قادتني قوتي ان افك تلك الاعمال واحرقها، لترحل ملعونة.
حرقتها وكنت اردد: لا يفلح الساحر حيث اتى، الدخان المتصاعد من داري جعل زوجي يرجع خائفا، واذا بالدموع تمتزج بسؤاله: هل انت بخير؟؟ فقلت له: الان انا بخير، الجروح في ثناياه اسرعت في الشفاء، وعادت حياتي من جديد، تخونني اناملي وترفرف اليكم كلماتي السعيدة، بعد سنين عجاف قضيتها، يمنعني رخام الفرح من نقش حروف اسمي واسم زوجي على قلب مزخرف.
اضافةتعليق
التعليقات