كانت صديقتي ريحانة مريضة بعض الشيء، بعد ان تحسن وضع صديقتي الصحي اتصلت بها لنتفق على تناول الغداء في أحد المطاعم المطلة على البحر..
وبينما نحن هناك نتحدث ونضحك، اذ ظهرت على ريحانة اثار الغضب وبينما كنا نتجاذب أطراف الحديث الا انها كانت شاردة الذهن، ويبدو السبب وراء الجوال الذي بين يديها، اقتربت منها وسألتها ما بكِ؟!
فقالت: لي ساعات اتصل بزوجي ولكن خطه مشغول، سألتها وما هي المشكلة في ذلك؟
أجابتني ودموع عينيها تسبقها، أنا كنت أعمل مع زوجي وبعد الزواج منعني من العمل معه، وكانت معنا موظفة شقراء جميلة استمرت في العمل معه، ومع مرور الوقت صرت أشعر بالغيرة حيالها، فطلبت منه ان يطردها لكنه رفض بحجة انها لم تعمل شيء ولا يريد ان يظلم احد، وأصبحت كل يوم أكلمه عنها الى ان وصل الامر به الى الغضب وأخذ يندب حظه على هذه الزيجة، وهنا بدأت اشك انه على علاقة بها.
بدأت بتهدئتها وقلت لها بأن كل خطوة في حياتنا هي امتحان، من جملة الاشياء التي جعلها الله امتحانا في هذه الدنيا قضية الزواج، فعن طريقه يمتحن الزوج بزوجته والزوجة بزوجها، ولكي يطمئن قلبكِ، لا تظني بهما سوءا، جاء عن رسول الله صلى الله عليه واله: "شر الناس الظانون، وشر الظانين المتجسسون وشر المتجسسين القوالون، وشر القوالين الهتاكون"، فإن ما يفعله سوء الظن يكسر روابط الثقة بينكِ وبين زوجكِ فتصبحين مهلوسة بتفتيش اجهزته من تلفون وكمبيوتر وغيره، فتنعدم الثقه بينكما، ومن مهلكات سوء الظن أنه يجر إلى المهالك ويحطم العلاقة والصفاء بينكمل.
فلا تسمحي للشيطان ان يدخل لك من هذه الثغرة، وقد بيّن تعالى بعض أهداف الشيطان حيث قال:"إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء".
فان كنتِ تتبعين كلام الله فلا بد ان يكون عملك مضادا لإرادة الشيطان فلا تسمحي بالخصومة والعداوة والتشاحن والتباغض ان تطول مدتها، فإذا وصلت الأمور إلى التهاجر وصل اللعين إلى غرضه ومبتغاه، وحينها لا شكّ أنّه سيكون فرحاً مسرورا، فلا تجعلي عدوك يفرح فالاية الكريمة تقول "إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّ" فلنتخذ الشيطان عدو.
ومثلت لها بمثل؛ لو ان عصفوراً بيدكِ اليمنى ووضعتي له طعاماً باليد اليسرى لن يذهب ويهرب خوفاً منكِ، اما لو كنتِ قابضة عليه بأحكام، هل سيكون العصفور مطمئنا؟ ام انه يهرب بمجرد سهوك عنه؟.
استجابت لكلامي وقررت العودة الى حياتها السعيدة وان تترك الحماقة، وظلت تتحدث مع نفسها مستشرفة المستقبل بنظرة جديدة، "أعرف أنه يحبني أكثر من أي مخلوق آخر، سأعيد ترتيب حياتي من جديد"، وانتهى النقاش بهذا القرار المريح فاستقرت هواجسها وهدأت وساوسها.
وهنا عرفت بأن الطريق إلى السعادة الحقيقية واحداً، وهو اطاعة الإنسان لأوامر الله.
اضافةتعليق
التعليقات