امرأة قاسية، ظالمة مستبدة، تضرب الاطفال وتعنّفهم، تسخّرهم لخدمتها، عرف عنها العنصرية والتعذيب، كما عرضها علينا التلفاز من مسلسلات كارتونية كسندريلا وبائعة الكبريت، وغيرها من المسلسلات التي تظهر فيها زوجة الاب شريرة ومتسلطة، فهل هي شريرة وقاسية كما اظهرها و صوّرها المجتمع؟!
سمعنا كثيرا من القصص التي تروي معاناة الاطفال من زوجة ألاب، وتحذيرات اجتماعية، من وجودها في حياة الاب، والطرف الاخر أعتبرها السبب الرئيسي في خراب العائلة، في سياق هذا الموضوع استطلع (موقع بشرى حياة) إحصاء مجموعة من الآراء والافكار في هذه القضية.
"تزوجت وانا صغيرة من العمر، لم اكن ادرك معنى الزوجة الثانية، تجاهلت زوجته الاولى واولاده الاربعة، ما كان يشغلني ثروته وشركاته، حصلت نزاعات وخلافات كثيرة مع زوجته الاولى، ولكن الاولاد لا ذنب لهم، الخلاف بينا نحن الثلاثة". هكذا فسّرت (السيدة نجلاء) أول مشاركة معنا.
تخالفها (الرأي السيدة هدى) وتقول، انها تزوجت على أنها الزوجة الاولى وبعد مرور سنتين، علمت بأن زوجها كان قد تزوج قبلها ولديه بنتان وانها الزوجة الثانية وليست الاولى، لم توافق في البداية ولكنها وافقت عند سماعها بمرض زوجته الاولى المصابة ب (سرطان ) وطلبت من زوجها أن يهتم بزوجته المريضة لتعيش باقي عمرها بهدوء.
تزوجت لان قطار الزواج فاتني..
اما (السيدة كفاح) تعترف بأن: العنوسة طرقت بابي لذلك قررت أن أتزوج من أول رجل يتقدم لي، وان كان متزوج ولدية أطفال، ولم أعلم بأن حياة الزوجية مليئة بالمصاعب، فبعد زواجي بعام ضربني أحد أبناء زوجي الذي يبلغ من العمر 20 سنة عندما علم بحملي، والى يومنا هذا مازال اولاده يضايقونني ويتهمونني بخراب بيتهم.
ابنتي زوجي سبب تعاستي..
وعن المعاناة نفسها تروي (يسر) معاناتها مع ابنة زوجها المراهقة والتي تسبب لها عراكا دائما مع زوجها، فكان شرط زواجها ان يكون لها سكن خاص، ما أن مضت سنة على زواجي، حتى انظمّ اولاده للسكن معي، بعدما رفضت الأم ان تعيش معهم فهي مازالت شابة وغير مستعدة أن تضحي بشبابها من أجل رجلا تزوج عليها، لكن مشكلتي مع هذه البنت فقط اما البقية فهم نوعا ما هادئين معي، حتى أصبحت عدائية وأكثرعنادا من السابق، ولظروف عمل زوجها خارج المحافظة المتكرر، تجد نفسها حائرة في التعامل مع هذه المتذمرة، التي تتعمد إيذاءها بشتى الاساليب والاقوال، بل تردد على مسامعها كلمات جارحة منها: والدي تزوجك لتكون خادمة لنا مما يجعلها تغضب منها كثيرا، وان زوجها يتجاهل الامر ولم يعره اي اهتمام، بل يقول لها ابنتي صغيرة ولاتعرف ما تقول، مما يجعل البنت قوية على التمادي والصلافة، بل تفتعل المشاكل في وجود أبيها لتبين أنها مظلومة.
اما الأبناء فكانت آرائهم مختلفة:
"م.. ج "، هربت ذات يوم من بيت والدها لتعيش عند الجيران بعدما أصبحت حياتها لا تطاق مع زوجة ابيها والتي كانت تعاملها بقسوة مفرطة، كالضرب، وحرق يدها، حتى شعرها لم يسلم منها، مبررة اجرامها بأنها تريد مصلحتها، لتصبح ربة بيت شاطرة، وبعد التعذيب والمشاجرات لجأت الى بيت جيرانها لتكون تلك نهاية زواج هذه البنت من رجل يكبرها من العمر، فقط من أجل ان تكون بعيدا عن زوجة أبيها.
وفي هذا السياق تحدثنا "الاء "عن قصتها مع زوجة أبيها، تزوج أبي بعد موت أمي بعشرة أشهر من ارملة شابة، في بداية زواجهما كنت خائفة جدا على أخي الصغير الذي يبلغ من العمر أربع سنوات، وكنت أسمع دائما عبارات تقلقني عن زواجي أبي، والبعض جعلني أعتقد بأنها ساحرة، والبعض قال انها قاسية لن ترحمكم، تزوجها أبي وسكن معنا في الدار، لم اسمع منها أي كلمة، ولم تعاملني معاملة سيئة و بالعكس كانت طيبة معنا، واهتمت بأخي الصغير كثيرا، حتى انها في ليلة زفافها طلبت من أبي ان يناموا الأولاد عندها وفي سريرها، ومن تلك الليلة، اتضح لي انها امرأة طيبة وليست شريرة ولاساحرة كما قالوا لي.
كيف تكسب الزوجة الثانية الابناء؟!
-تقدير مشاعر الاطفال وان كانوا يتصرفون بشكل لا ترغبين به، والتحاور معهم بهدوء بعيدا عن العنف.
-لا تستخدمي معهم اسلوب البديل، مهما كنتي طيبة، فلا تجعلي نفسك بديلا لامهم.
-تحلي بالصبر وحاولي كسب ثقتهم وتوددي لهم،
-لا تكوني صارمة.
-لا للتفضيل بين الابناء.
-اجعلي من نساء أهل البيت مثال في تعاملك مع ابناء زوجك كما فعلت ( السيدة ام البنين).
في ختام التحقيق تذكري ايتها الزوجة، ان لزواج الاب الثاني وقعا قاسيا على الابناء، ومن الصعب جدا استيعاب الموضوع وتقبّله، لذا يجب ان تكوني حليمة، وتكون علاقتك مع الابناء مبنية على اساس الوعي والنضج.
اضافةتعليق
التعليقات