هل تتناول الأسبرين يوميًا للوقاية من النوبات القلبية؟ قد يبدو الأمر في حاجة إلى نظرة جديدة، وفق ما برهنت عليه أبحاث طبية حديثة.
ولسنوات، كان الأطباء ينصحون مرضاهم بتناول الأسبرين لتفادي السكتات القلبية، لكن الأمر تبدل كليا مؤخرا، مع صدور دراسات توصلت إلى نتائج مغايرة، كان أبرزها مراجعة بحثية جديدة.
ووفقا للمراجعة، التي نشرت في المجلة البريطانية لعلم الأدوية الإكلينيكي، تأكد عدم وجود أي دليل على ضرورة تناول جرعة منخفضة من الأسبرين، أقل من 325 ملليغرام يوميا، بواسطة أكثر البالغين الذين لا يعانون من مشكلات قلبية.
وتوصلت المراجعة، التي ركزت على مخاطر وفوائد تناول الأسبرين، إلى أن خطر حدوث نزيف نتيجة لأثر ترقيق أو سيولة الدم الجانبي المصاحب للجرعات المنخفضة من الأسبرين، يفوق الفوائد التي يمكن الحصول عليها من تناوله.
ولا يزال الأسبرين واحدًا من أكثر الأدوية استخدامًا في العالم، على الرغم من أنه لم يعد موصى به كعلاج وقائي من قبل العديد من السلطات الصحية.
واكتشفت المراجعة، بعد مراجعة 67 دراسة سابقة، إلى أن تناول الأصحاء الذين لا يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية لجرعات منخفضة من الأسبرين، ارتبط بـ17% من حالات الانخفاض في حدوث الإصابات القلبية الوعائية مثل النوبة القلبية أو السكتة الدماغية.
لكن، وفي الوقت ذاته، ارتبط تناول الأسبرين بذلك المعدل يوميا، بارتفاع خطر حدوث نزيف الجهاز الهضمي بنسبة 47%، وبارتفاع خطر نزيف الجمجمة بنسبة 43%، بحسب ما نقلت شبكة "سي إن إن".
وراجع الباحثون أيضا الأبحاث التي أوصت بتناول الأسبرين للوقاية من السرطان، لكنهم قالوا إن ذلك لم يثبت أنه يؤد إلى نتائج إيجابية أيضا.
وخلص الدكتور لي سميث، من جامعة أنجليا روسكين في المملكة المتحدة، والدكتور نيكولا فيرونيز، من جامعة باليرمو في إيطاليا، إلى رسالة مهمة هي: عدم تناول الأسبرين ولو بجرعات منخفضة، إلا عند الأفراد المصابين بالفعل بحالات قلبية وعائية. حسب سكاي نيوز
العلاج بالأسبيرين يوميًا: التعرف على المنافع والمخاطر
يمكن للعلاج اليومي بالأسبيرين أن يقلل من خطر الإصابة بالأزمة القلبية، ولكن هذا النوع من العلاج بالأسبيرين لا يصلح لجميع الأشخاص. هل هو مناسب لك؟
إذا أصبت بأزمة قلبية أو سكتة دماغية، فربما يوصي الطبيب بتناول الأسبيرين يوميًا ما لم تكن تعاني من حساسية شديدة أو سبق وحدث لك نزيف. وإذا كانت لديك خطورة كبيرة للإصابة بأزمة قلبية للمرة الأولى، فقد يوصي الطبيب بتناول الأسبيرين بعد المقارنة بين مخاطره وفوائده.
ومع ذلك، لا يجب أن تبدأ العلاج اليومي بالأسبيرين من تلقاء نفسك. على الرغم من أن تناول الأسبيرين في حالات قليلة غير منتظمة لمرة أو مرتين يتميز بالأمان لأغلب البالغين بحيث يستخدمونه لعلاج الصداع أو آلام الجسم أو الحمى، فقد تكون لتناول الأسبيرين يوميًا آثار جانبية، ومنها النزيف الداخلي.
كيف يمكن أن يقي الأسبيرين من الأزمة القلبية؟
تعارض الأسبيرين مع فعل تجلط الدم. عند التعرض للنزيف، تتراكم خلايا تجلط الدم ــــــ التي تسمى الصفيحات ــــــــ في مكان الجرح. وتساعد الصفيحات في تكوّن سدادة تغلق فتحة الأوعية الدموية لإيقاف النزيف.
ولكن قد يحدث هذا التجلط أيضًا داخل الأوعية التي تمد القلب بالدم. وإذا كانت الأوعية الدموية مصابة بالتضيق بسبب تصلب الشرايين ــــــ أيْ تراكم ترسبات دهنية في الشرايين ــــــ فقد يتمزق أحد الترسبات الدهنية المتراكمة في بطانة الأوعية الدموية.
وعندئذ، يمكن أن تتكون جلطات الدم سريعًا وتسد الشريان. وبذلك، يعاق تدفق الدم إلى القلب؛ مما يؤدي إلى الأزمة القلبية. يحد العلاج بالأسبيرين من تكتل الصفيحات، وربما يقي من الإصابة بالأزمة القلبية.
هل يجب أن تتناول الأسبيرين يوميًا؟
اسأل الطبيب عمّا إذا كان العلاج بالأسبيرين يوميًا يمكن أن يفيدك في الوقاية من الأزمة القلبية أم لا. يمكن أن يقترح الطبيب العلاج بالأسبيرين يوميًا في الحالات التالية:
الإصابة بأزمة قلبية أو سكتة دماغية سابقًا
عدم الإصابة بأزمة قلبية ولكن لديك دعامة في الشريان التاجي أو تم إجراء جراحة تحويل مسار الشريان التاجي أو تعاني من ألم في الصدر نتيجة مرض في الشريان التاجي (الذبحة الصدرية).
عدم الإصابة بأزمة قلبية، ولكنك معرض لخطر كبير للإصابة بها
الإصابة بداء السكري وتوفّر عامل آخر واحد على الأقل من عوامل خطورة أمراض القلب ـــــ مثل التدخين أو ارتفاع ضغط الدم ـــــ وتجاوز سن 50 عامًا للرجال أو 60 عامًا للنساء.
برغم أن الأسبيرين كان يوصى به في الماضي لفئات معينة لم تكن قد أصيبت بأزمة قلبية، فهناك اختلاف ما بين الخبراء بشأن تفوق فوائد الأسبيرين على مخاطره المحتملة. ولا توصي إدارة الغذاء والدواء بالعلاج بالأسبيرين للوقاية من الأزمة القلبية لمَن لم يسبق لهم الإصابة بأزمة قلبية أو سكتة دماغية أو غيرهما من أمراض القلب والأوعية.
وتتفاوت الإرشادات بحسب المؤسسات المختصة، ولكن يتم تعديلها كلما أجري مزيد من الأبحاث. لا تتفوق فوائد العلاج بالأسبيرين يوميًا على مخاطر التعرض للنزيف لمَن تقل لديهم خطورة الإصابة بأزمة قلبية. وكلما زاد خطر الإصابة بأزمة قلبية، زاد احتمال أن تتفوق فوائد العلاج بالأسبيرين يوميًا على مخاطر التعرض للنزيف.
ولدى النساء، قد يكون العلاج بالأسبيرين يوميًا فعالاً للوقاية من السكتة الدماغية أكثر من الأزمة القلبية. وخلاصة القول أنه يجب المناقشة مع الطبيب قبل تناول الأسبيرين يوميًا.
هل يجب أن تتجنب العلاج بالأسبيرين يوميًا إذا كنت تعاني من حالات مرضية أخرى؟
قبل البدء في العلاج بالأسبيرين يوميًا حسب نصيحة الطبيب، يجب أن تخبره بأنك تعاني من حالة مرضية يمكن أن تزيد من خطر التعرض للنزيف أو المضاعفات الأخرى. وتتضمن هذه الحالات المرضية ما يلي:
اضطرابات النزيف أو تجلط الدم (النزيف بسهولة)
الحساسية من الأسبيرين؛ مما قد يؤدي إلى الربو بسبب الأسبيرين
النزيف بسبب قرحات المعدة
ما أفضل جرعة ينبغي تناولها من الأسبيرين؟
سيتناقش الطبيب معك بشأن الجرعة الملائمة بالنسبة لك. يمكن لجرعات قليلة جدًا من الأسبيرين ـــــــ 75 ملليجرام (ملجم)، وهي أقل من جرعة الأسبيرين المعيارية الصغيرة (أسبيرين أطفال) ـــــــ أن تكون فعالة. وعادة سيصف الطبيب جرعة يومية تتحدد بنطاق يبدأ من 81 ملجم ــــــــ كمية أسبيرين الأطفال ــــــ وحتى 325 ملجم (قرص عادي مركز). إذا سبق وأُصبت بأزمة قلبية أو وُضعت لك دعامة للقلب، يجب تناول الأسبيرين وأي أدوية أخرى لمنع تجلط الدم مع الالتزام التام بتوصيات الطبيب.
ماذا سيحدث إذا توقفت عن تناول الأسبيرين يوميًا؟
قد تتفاجأ إذا علمت أن التوقف عن العلاج بالأسبيرين يوميًا يمكن أن يكن له أثر مرتد؛ مما قد يزيد من خطر الإصابة بأزمة قلبية. فإذا سبقت لك الإصابة بأزمة قلبية أو وضعت دعامة في شريان أو أكثر من شرايين القلب، فقد يؤدي التوقف عن العلاج بالأسبيرين يوميًا إلى الإصابة بأزمة قلبية تهدد الحياة.
وإذا كنت تتناول العلاج بالأسبيرين يوميًا وتريد التوقف، يجب التحدث إلى الطبيب قبل إجراء أي تغيرات. وقد يكون للتوقف المفاجئ للعلاج بالأسبيرين يوميًا أثر مرتد؛ مما قد يحفز جلطات الدم. حسب ويب طب
اضافةتعليق
التعليقات