المضادات الحيوية عقاقير تستخدم لعلاج أو منع العدوى البكتيرية، وتعمل على قتل البكتيريا أو منعها من التكاثر والانتشار.
وهي لا تعالج العدوى الفيروسية مثل نزلات البرد والإنفلونزا، وبعض حالات السعال والتهاب الحلق. كما أن العديد من حالات العدوى البكتيرية المعتدلة تتحسن من تلقاء نفسها دون استخدام المضادات الحيوية.
وتتوافر المضادات الحيوية بعدة أشكال مثل كبسولات أو شراب عن طريق الفم، وكريمات وبخاخات وقطرات لعلاج الالتهابات الجلدية، والحقن.
ومن الضروري الالتزام بإرشادات الطبيب وتناول "كورس" المضادات الحيوية كاملا، ويجب إكماله حتى إذا شعر المريض بالتحسن.
وإذا توقف الشخص عن تناول المضاد الحيوي قبل توصية الطبيب فيمكن للبكتيريا أن تصبح مقاومة للمضاد الحيوي.
وكأي دواء، يمكن أن تسبب المضادات الحيوية آثارًا جانبية، ولكن معظمها لا يسبب مشاكل إذا تم استخدامها بشكل صحيح، كما أن الآثار الجانبية الخطيرة نادرة.
وقد يكون لدى بعض الأشخاص رد فعل تحسسي تجاه المضادات الحيوية، وخاصة البنسلين وسيفالوسبورين. وفي حالات نادرة جدا، يمكن أن يؤدي ذلك لتفاعل تحسسي خطير (التأق) وهو حالة طبية طارئة يجب التعامل معها وإلا فإنها قد تؤدي للموت.
أنواعها
هناك المئات من المضادات الحيوية، ولكن يمكن تصنيف معظمها في ست مجموعات:
- البنسلين (مثل البنسلين والأموكسيسيلين).
- السيفالوسبورينات (مثل السيفالكسين).
- الأمينوغليكوزيدات (مثل الجنتاميسين والتوبراميسين).
- التتراسكلين (مثل التتراسيكلين والدوكسيسيكلين).
- الماكروليدات (مثل الإريثروميسين والكلاريثروميسين).
- الفلوروكينولونات (مثل السيبروفلوكساسين والليفوفلوكساسين).
وأدى الاستخدام غير المناسب للمضادات الحيوية في السنوات الأخيرة إلى ظهور بكتيريا مقاومة التي لا يمكن للمضادات الحيوية علاجها.
تحدث مقاومة المضادات الحيوية عندما تصبح البكتيريا قادرة على تحمل العلاج أو المضاد الحيوي الذي كان يقتلها ويقضي عليها في السابق.
ومقاومة المضادات الحيوية حالة خطيرة تتنامى في الوقت الحالي حتى إن بعض المتشائمين يرون أنها قد تؤدي إلى ظهور بكتيريا شرسة قادرة على قتل الآلاف أو الملايين من البشر، مثلما كانت تفعل الأمراض المعدية قبل اكتشاف المضادات الحيوية.
آليات مقترحة
- على الأشخاص عدم تعاطي المضادات الحيوية إلا بناء على وصفة الطبيب.
- يجب اتباع إرشادات الطبيب وإكمال مدة العلاج كاملة.
- العناية بالنظافة الشخصية تقلل احتمال العدوى، وبالتالي تقلل الحالات المرضية والحاجة لاستعمال المضادات الحيوية.
- على الحكومات والمؤسسات الدولية دعم أبحاث المضادات الحيوية، وتمويلها لاكتشاف الجديد منها القادر على التعامل مع السلالات المقاومة. (1).
وفي هذا السياق، نبه باحثون بريطانيون، مؤخرا، إلى تبعات كارثية للمضادات الحيوية التي يتناولها الناس باستمرار لمواجهة الأمراض العابرة التي تلم بهم بين الفنية والأخرى.
وبحسب ما نقلت صحيفة "تلغراف"، فإن أخذ مضادات حيوية لمرة واحدة قد يكون كافيا لتدمير بكتيريا مفيدة في الأمعاء، بشكل دائم أو لفترة لا تقل عن عام.
وكشف باحثون من كلية لندن الجامعية "يونيفرسيتي كوليدج لندن"، أن وصفة واحدة من المضادات الحيوية تستطيع إحداث تغيير في تركيبة "المكروبيوم" وهو مجموعة تضم تريليونات البكتيريا والفطريات التي تعيش في جسم الإنسان وتعمل على ضبط الجهاز المناعي، فضلا عن إنتاج الفيتامينات وتسهيل تخلص الجسم من الفضلات.
ويوجد نحو ألف نوع من البكتيريا في أمعاء الإنسان الذي ينعم بصحة جيدة، وكلما زاد هذا العدد كان الجهاز المناعي للإنسان أكثر تحصينا.
وأوضح الباحثون أن المضادات الحيوية تؤدي إلى تراجع أنواع البكتيريا في الأمعاء، وهذا الأمر يؤدي إلى تزايد احتمال الإصابة بالأمراض.
وفي وقت سابق، ربط علماء بين مشكلات في بكتيريا الأمعاء واضطرابات مثل السمنة ومرض باركنسون والربو والحساسية والسكري والتوحد والسرطان.
وتحرص هيئة الصحة العمومية ببريطانيا، في الوقت الحالي، على تقليل تناول المضادات الحيوية، وسط مخاوف من أن يؤدي الإكثار منها إلى ظهور متاعب صحية مستعصية عن العلاج. (2).
اضافةتعليق
التعليقات