يتمتع بعضنا بشعر مجعد، بينما يحظى آخرون بشعرٍ أكثر استقامة. لكن هل خطر ببالك يوماً أن تعرف ما الذي يجعل الشعر مجعداً؟ لا نتحدث هنا عن عامل الوراثة والجينات المكتسبة من والديك – التي تلعب دوراً بالطبع في نوع شعرك -، بل عمّا نُشر الخميس 22 مارس/آذار 2018، في دورية “البيولوجيا التجريبية”، والذي كشف أن النظريتين المتنافستين منذ سنوات عديدة لشرح أسباب تجعّد الشعر لدى الأغنام، غير صحيحتين تماماً. قبل أن نشرح ما توصّل إليه الباحثون، فإن النظريتين اللتين أقيمت الدراسة عليهما هما: الأولى: مع بناء جديلة الشعر المجعدة، تنقسم الخلايا على جانب واحد بسرعة أكبر من تلك الموجودة على الجانب الآخر. وهذا من شأنه أن يصنع مُنحنى في الجانب الذي يحتوي عدداً أقل من الخلايا. الثانية: تشمل الاختلافات بين نوعي الخلايا اللذين يشكلان ألياف الصوف: الخلايا الأطول والخلايا الأقصر. في هذه النظرية، تترتب نسبة معينة من الخلايا الأطول إلى الخلايا الأقصر على جانبي الجديلة، ويتجعَّد الشعر، وتُحدد نسبة نوعي الخلايا درجة الانحناء. ماذا حدث حتى تغيّرت هذه النتائج؟ بحسب صحيفة New York Times الأميركية، قام باحثون بقيادة العالم في أحد مراكز الأبحاث في نيوزيلندا دوان هارلاند، بقصّ عيناتٍ من 6 أغنام نيوزيلندية من فصيلة ميرينو، التي تكون خلايا صوفها أكثر ترتيباً. بعد غسل العينات في ماء فائق النقاوة، جفَّف الباحثون الشعر على منصة، للتأكد من أنَّ الألياف لا تلتصق، ما يشوه منحنياتها. ثم قاسوا تحت المجهر انحناء خصلات الشعر، وحسبوا أعداد أنواع الخلايا المختلفة، وسجلوا أطوال الخلايا. وكان العلماء في هذه الدراسة يختبرون النظريتين المتنافستين، عن تجعد الشعر. النظريتان: غير دقيقتين وعندما فحص الباحثون الجدائل، وجدوا أنَّ عدد الخلايا داخل التجعيدة ليس أقل من الخلايا خارجه، مما يُناقض النظرية الأولى التي تقول إنه مع بناء جديلة الشعر المجعدة، تنقسم الخلايا على جانب واحد بسرعة أكبر من تلك الموجودة على الجانب الآخر. وهذا من شأنه أن يصنع مُنحنى في الجانب الذي يحتوي عدداً أقل من الخلايا. وعندما اختبروا النظرية الثانية التي تشمل الاختلافات بين نوعي الخلايا اللذين يشكلان ألياف الصوف: الخلايا الأطول والخلايا الأقصر، وجدوا أنَّ مجرد معرفة نسبة الخلايا الطويلة إلى الخلايا القصيرة لم يسمح لهم بالتنبؤ بدقة بانحناء الألياف. ويقول هارلاند، “ما لم نكن نتوقعه هو أنَّ النظريتين لم تكونا دقيقتين تماماً من حيثُ التنبؤ”. وليس من الممكن استنتاج علاقة مباشرة بين عدد كل نوع من الخلايا وحجم الانحناءات الموجودة في جميع الجدائل وفقاً لهارلاند. فلا تستطيع أن تقول إنَّ وجود 60% من الخلايا القشرية Ortho cortical cells و40% من الخلايا جنبية القشرة Para cortical cells سيؤدي دائماً إلى تجعيدة بزاوية 15 درجة على سبيل المثال. ما توصلوا إليه هو أنَّه في أي جديلة معينة، ستكون أي خلية قشرية مستقيمة أطول دائماً من أي خلية جنبية القشرة. وهذا يُعزِّز فكرة أنَّ الاختلافات بينهما مرتبطة بتجعيدة الشعر. قد لا تكون استنتاجات الفريق مطابقة تماماً للشعر البشري، لكن ما زال هناك الكثير مما يمكننا تعلمه من خلال دراسة صوف الأغنام. حسب عربي بوست.
اضافةتعليق
التعليقات