• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

اختراعات ابتكرها مكفوفون برؤية حسية تخطت الإدراك البصري

بشرى حياة / الخميس 23 كانون الثاني 2025 / صحة وعلوم / 749
شارك الموضوع :

بينت الأبحاث العلمية الحديثة المرفقة بالتجارب العملية مع المكفوفين أن فقدان البصر قد يكون تجربة حياتية مختلفة

هناك تجربة دانيال كيش الذي طور قدرة تحديد الموقع بواسطة الصدى (Echolocation) عبر إصدار أصوات "نقر" بلسانه، ليستمع إلى انعكاساتها من الأشياء المحيطة، فيتمكن من تحديد المسافات والتمييز بين أنواع المواد مثل الخشب والمعدن والقماش. وهي الطريقة التي يتبعها الخفاش والدلفين في رؤية العالم من حوله، أي ارتداد الموجات الصوتية، وهي الفكرة التي تطورت منها أجهزة السونار، ويقوم كيش بتدريب مكفوفين آخرين على تطوير هذه المهارة.

وبرز عدد من الرسامين المكفوفين الذين يستخدمون حاسة اللمس لرسم لوحات ليست أقل إبداعاً من تلك التي يرسمها رسامون مبصرون.

عندما نتحدث مع كفيف عبر الهاتف لا يمكننا أن نعرف أنه فاقد البصر، لأن عملية التواصل عبر الهاتف لا تحتاج إلى حاسة النظر كي تكتمل، ولهذا فإن ما يحاول العاملون في مجال رعاية الكفيفين ومنظمة الصحة العالمية والمؤسسات الخيرية العالمية إلقاء الضوء عليه هو مقاربة معاصرة لمعنى فقدان حاسة النظر، لتغيير النظرة الاجتماعية تجاه فاقدي هذه الحاسة الذين يحتاجون دائماً إلى مساعدة للاندماج، لعجزهم عن رؤية ما نراه، أي أشكال الأشياء والأشخاص الآخرين والألوان. فالكفيف في التعريف المعاصر لا يحتاج إلى المساعدة إلا في حالات محددة تتطلب حاسة النظر، وعدا ذلك فإنه يتمتع بقدرات قد تكون أكثر غنى عن قدرات الآخرين حين يستخدم حواسه الأخرى ليعوض حاسة النظر، فتقوى لديه حاسة السمع واللمس والتذوق والتعرف على الأشخاص من خلال أصواتهم وطريقة حضورهم في المكان، والقدرة على التعمق في العوالم الداخلية لخياله الشخصي، الذي منه يخلق الكفيف صورة ذهنية عن العالم الذي لا يراه، وتختلف عن الصورة التي يكونها كفيف آخر. وهذه الحواس التي يضطر الكفيف إلى الاستعانة بها لتعويض حاسة النظر قد تتكاسل لدى المبصرين الذين تشكل الرؤية مصدر ما يزيد على 80 في المئة من المعلومات لديهم كما بات معروفاً لعلوم الدماغ.

وبينت الأبحاث العلمية الحديثة المرفقة بالتجارب العملية مع المكفوفين أن فقدان البصر قد يكون تجربة حياتية مختلفة وغنية وتضيء على جوانب أخرى لكيفية فهم الحياة والموجودات، وسيؤدي التعامل مع هذه التجربة بعمق أكبر إلى فهم المجتمع المحيط وتسهيل التعامل مع الكفيفين، الذين أظهروا أن الدعم الذي يتلقونه من المجتمع يساعدهم في نقل تجربتهم أو رؤيتهم المختلفة للعالم إلى الآخرين المبصرين.

تجارب فاقدي النظر ممن تركوا أثراً

أثبت الكفيف أن بإمكانه أن يصف الحياة بطريقة أدق من المبصرين في حالات كثيرة، على سبيل المثال كان لدعم سوزان زوجة طه حسين المفكر والأديب والمثقف الموسوعي في مسيرة تحصيله العلمي، الدور الأهم في تحقيق ما حققه. فعلى رغم أنه ولد في أواخر القرن الـ19 في قرية فقيرة من قرى مصر، وفقد بصره وهو في سن صغيرة بسبب إصابته بمرض الرمد، فقد تمكن من دراسة علوم الدين واللغة، وكان من أوائل خريجي جامعة القاهرة ليكمل تعليمه في جامعة السوربون الفرنسية، إذ حصل على الدكتوراه في فلسفة ابن خلدون الاجتماعية. ثم عين وزيراً للمعارف بعد عودته لمصر، وجعل التعليم إجبارياً ومجانياً في كل أنحائها.

كان اعتماده على قراءة المقربين للكتب والمقالات التي يطلبها منهم، وتردادها على مسامعه وتحديداً من زوجته، هي طريقته للنظر إلى العالم. وفي سيرته الذاتية "الأيام"، يروي كيف تحول فقدانه النظر إلى دافع قوي للبحث عن المعرفة والانغماس في التعلم، وأظهر أن العقل والخيال مع الحواس الباقية يمكن أن تكون أدوات أقوى من العينين لفهم الحياة. وجاءت قدرته على التحليل والنقد عميقة وواقعية، وتدل على فهم واضح للمفاهيم بدلاً من الانشغال بالتفاصيل البصرية.

وهناك تجربة دانيال كيش الذي طور قدرة تحديد الموقع بواسطة الصدى (Echolocation) عبر إصدار أصوات "نقر" بلسانه، ليستمع إلى انعكاساتها من الأشياء المحيطة، فيتمكن من تحديد المسافات، والتمييز بين أنواع المواد مثل الخشب والمعدن والقماش. وهي الطريقة التي يتبعها الخفاش والدلفين في رؤية العالم من حوله، أي ارتداد الموجات الصوتية، وهي الفكرة التي تطورت منها أجهزة السونار، ويقوم كيش بتدريب مكفوفين آخرين على تطوير هذه المهارة.

وتمكن لويس برايل، الذي فقد بصره في الطفولة، من اختراع نظام الكتابة بالنقاط الناتئة يمكن قراءتها باللمس، وسميت هذه الوسيلة للقراءة والكتابة التي يعتمدها معظم الطلاب المكفوفين في العالم اليوم باسمه. وأسهمت هذه الوسيلة في إدماج الكفيفين بالتعليم الثانوي والجامعي، وبات عدد الخريجين من فاقدي النظر كبيراً حول العالم. وساعد نظام برايل المكفوفين في بناء خرائط معرفية عن العالم، وأظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يقرأون برايل ينشطون قدرتهم البصرية من خلال اللمس، وكأن الدماغ يعيد استخدام المنطقة البصرية لتفسير المعلومات الملموسة.

وبرز عدد من الرسامين المكفوفين الذين يستخدمون حاسة اللمس لرسم لوحات ليست أقل إبداعاً من تلك التي يرسمها رسامون مبصرون، ومنهم الرسام التركي إيسرف إربيل، الذي يرسم باستخدام ملمس الألوان والأدوات الملموسة، ويقول إنه "يرى" اللوحة في عقله قبل رسمها، ثم يعتمد على إحساسه بالملمس لتوجيه يديه.

أظهرت أبحاث أن المكفوفين قادرون على تكوين "صور لمسية" معقدة في أذهانهم، وبدلاً من رؤية الألوان يقومون بربطها بالأحاسيس أو الأصوات، مثلاً اللون الأحمر هو شبيه بالحرارة أو بالصوت القوي، أما اللون الأزرق فهو كالبرودة أو كصوت موسيقى هادئة. أما المبدعون عبر تطوير حاسة السمع اشتهر منهم راي تشارلز وستيفي واندر والسيد مكاوي والشيخ إمام، الذين استطاعوا نقل مشاعرهم الذاتية عن الحياة بتعبيرات عاطفية مختلفة ومبدعة من خلال الموسيقى، متجاوزين حدود الحاجة إلى الإدراك البصري.

ماذا يرى الكفيف؟

لا يرى الكفيف ظلاماً أو فراغاً كما قد يتخيل بعضنا، بل يعيش في عالم خال تماماً من مفهوم الرؤية البصرية. وفي غياب الصور تصبح الحواس الأخرى أعمدة عالمه، فالسمع واللمس والشم والإدراك الداخلي توصله بالواقع ليصنع عالمه المختلف داخل ذاكرته، وهذا العالم مليء بالأصوات والروائح والذبذبات والتلمس. وتكون علاقته بالآخرين أكثر واقعية ومباشرة لغياب الأحكام التي تعتمد على المظاهر والشكل والتقاء العينين ومراقبة حركات جسد الآخر، وهي الأحكام التي تلعب دوراً مهماً في قيام العلاقات بين المبصرين.

وتؤكد الأبحاث العلمية أن الطفل الأعمى يعرف اختلافه عن الآخرين تدريجاً، في البداية يبدو الأمر طبيعياً بالنسبة إليه، لأنه لا يملك تصوراً عن الرؤية أو الألوان، لكن مع مرور الوقت يبدأ في إدراك أنه يفتقد شيئاً يعتبره الآخرون طبيعياً. هذه اللحظة قد تكون مربكة أو حتى مؤلمة، لكنها تشكل أيضاً نقطة تحول في حياته.

إنها اللحظة التي يبدأ فيها بفهم ذاته والاستعداد للتكيف، وأظهرت دراسات حديثة أن الدماغ يعيد توظيف مناطقه المخصصة للبصر لاستخدامها في معالجة الأصوات أو اللمس، كما لو أن الدماغ يتكيف في سبيل الاستفادة من موارده. وبتنا نعرف أيضاً أن الأعمى لا ينقل صورة "بصرية" للعالم، بل صورة حسية وشعورية قد تكون أدق في الجوانب العاطفية والملموسة، إنما تفتقر إلى بعض التفاصيل المتعلقة بالألوان والمسافات التي يدركها المبصرون.

تقدم القدرة على الرؤية أو حاسة النظر معظم المعلومات عن البيئة المحيطة، وتلعب العيون دوراً كبيراً في التعبير عن المشاعر والتفاعل الاجتماعي وتعزيز التفاهم والثقة بين الأفراد عبر قراءة تعابير الوجه ولغة الجسد، لكن الأشخاص المكفوفين يعتمدون على وصف الآخرين لتكوين فهم عقلي لما يحيط بهم. فإذا شرح أحدهم شكل شيء أو لونه أو وظيفته، يمكن للأعمى أن يبني تصوراً عقلياً خاصاً به عن هذا الشيء، وقد يكون هذا التصور مختلفاً لدى المكفوفين.

وبدلاً من الصور البصرية يقوم الدماغ بإنشاء "خرائط عقلية" باستخدام المعلومات التي يحصل عليها من الحواس الأخرى، فالشخص الأعمى قد يكون لديه قدرة مذهلة على تكوين "خريطة سمعية" للغرفة أو المكان من خلال ملاحظة الأصوات وانعكاساتها. وعند لمس شيء ما يقوم دماغه بإنشاء نموذج ثلاثي الأبعاد لهذا الشيء، وفي ما يخص المشاعر الناتجة من هذا التصور الخاص للعالم، تصبح نبرة صوت المتحدث مثلاً مصدر معلومات عاطفية وشخصية عنه لفاقد البصر الذي يسمعه وكذلك الأمر المصافحة. ويقوم الشخص الأعمى ببناء مشاعره استناداً إلى الذكريات السمعية واللمسية المرتبطة بالأشخاص والأماكن، وهي لا تشبه مجموع الصور المتكدسة في ذاكرة الأشخاص المبصرين، وهي الصور التي تختصر الحياة والعالم من حولهم. حسب اندبندت عربية 

العلم
الاختراع
النجاح
دراسات
التفكير
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين

    بالكلمة الطيبة قوة الأثر والتغير

    السيدة الزهراء.. أسماؤها وألقابها

    بويضات من خلايا جلد لإنتاج أجنة.. البشرية أمام علاج جديد ثوري للعقم

    في ثرى البقيع... كُلُّ الذي دون الفِراقِ قليلٌ

    في يومها العالمي... الترجمة لغة ثانية للحياة

    آخر القراءات

    احذفها فورًا.. تطبيقات "مفخخة" تسرق كلمات المرور على فيسبوك!

    النشر : الثلاثاء 15 تموز 2025
    اخر قراءة : منذ 23 دقيقة

    سماحة السيد مهدي الشيرازي: التفكير وتربية الأجيال والدفاع عن القيم من أهم وظائف المرأة

    النشر : الأربعاء 02 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ 23 دقيقة

    متى تُفرج؟

    النشر : الثلاثاء 06 شباط 2018
    اخر قراءة : منذ 23 دقيقة

    بالصور: مشاركة المرأة العراقية في المظاهرات

    النشر : الأربعاء 30 تشرين الاول 2019
    اخر قراءة : منذ 23 دقيقة

    الهجرة الى خارج البلاد: بين عوامل الطرد وعوامل الجذب

    النشر : الأثنين 30 آب 2021
    اخر قراءة : منذ 23 دقيقة

    ‫الرضاعة الطبيعية تحمي رضيعك من الموت المفاجئ

    النشر : الخميس 28 كانون الأول 2017
    اخر قراءة : منذ 24 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    استبدل ولا تحذف: الفراغ عدو التغيير

    • 821 مشاهدات

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 732 مشاهدات

    الزواج.. ميثاقٌ إلهيٌّ تُنسِجه المودَّةُ والرحمة

    • 654 مشاهدات

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين

    • 364 مشاهدات

    الشجاعة الحقيقية في مواجهة الهزيمة

    • 353 مشاهدات

    كانت مجرد كلمات… حتى بدأت أبكي دون أن أفهم السبب

    • 352 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 953 مشاهدات

    لغة الإيموجي… حينما تتحدث الصور وتصمت الكلمات

    • 906 مشاهدات

    استبدل ولا تحذف: الفراغ عدو التغيير

    • 821 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 780 مشاهدات

    قراءة في كتاب: في دقائق كيف نتغيّر؟

    • 756 مشاهدات

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 732 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين
    • منذ 21 ساعة
    بالكلمة الطيبة قوة الأثر والتغير
    • منذ 21 ساعة
    السيدة الزهراء.. أسماؤها وألقابها
    • منذ 21 ساعة
    بويضات من خلايا جلد لإنتاج أجنة.. البشرية أمام علاج جديد ثوري للعقم
    • منذ 21 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة