أمام كل المتناقضات تقف بحب إلى جانبي، تلاطفني بإسمك الذي يملأ كياني، فيزهر في أيامي آمالا وتمنّي. ما أحلى اسمك المعطر بالأرجوان، فأنت الحبيب الذي ذكره ملأ الأرض والسماء، وصلاة الكائنات عليك دأبهم مع العيش ليكونوا سعداء.
يا رحمة إلى الوجود، ساقتها يد الغيب فلوّنت الكون بمختلف الألوان. حروف اسمك دليل عليك، وإلى ما احتوت جوارحك، وجوانحك من حنان.
كل السعادات أنت مصدرها، ومنتهاها يامن اختاره الله فكان عند حسن الإختيار. أتساءل دائما كيف وفّقت إلى هذه المعالي، وأنت اليتيم.. أكان لأسرتك ما أحتوت من الإدراك أن تدرك ذاتك القدسية، بأنك رسول الله إليهم وحبيب أختاره الله له، ولهم.. صلى الله عليك وعلى آل بيتك، منذ عهد ابراهيم ويقال قبله، كان قد قَبِلك الله، واختارك حبيبا، فكنت رمز الحب، وإدراكه لمن فَهِم، فلا حبيب سواك، أنت وأهل بيتك.. كنا حرمنا من رؤيتك لكنك تعيش فينا، نتنفس طيب الهواء عند ذكرك، ونطرب بسماع ألقابك، فأنت المصطفى والمؤيد والمرتجى لعصاة هذه الأمة المرحومة بك، طوال سيرتك العطرة نقرأ، ونتبين فيها سلوكك، فتبدو بألق لا يشبهه ألق، وامتياز ليس لغيرك من امتياز.
على سحب الرجاء عرج بك الله إلى سدرة المنتهى، وفي البراق كان علوّك إلى ما لا يستطيع أحد أن يرقى، فوصلت قاب قوسين أو أدنى.. كانت منك أهليّة ومن الله العطاء ليتنا يا سيدي ببركتك ننال بعضها لتكون فخورا بنا.
كان خلقك القرآن، هذا الكتاب المنزل عليك، فطهّرنا وزكّانا وعلّمنا، بأن نصر الله آت تتطّهر به أرواحنا، ونهزم به وساوس الشيطان وحزبه وخيله ورجله.
أردتنا أن نتنعم بالسعادة التي أخترتها لنا، فكنا بك سعداء، عندما نتقرب إلى الله ونتوجه إليه ليستنقذنا من ذنوبنا بك. أيها العظيم الذي لا يبلغ العظماء عظمته، ولا يستطيعون استيعابها.
كثيرون هم المهتدون بالآيات التي نزلت عليك، ورقيقة هي القلوب في احساسها لرحمة الله، فيرتجون رحمته كلهم بفضل حملك الرسالة، وتبليغها لنا، وكان أن أراد الله منا الأجر، أن نودّ قرباك وها نحن نودّهم ونحبّهم، ونقتدي بهداهم، فأنت المربّي والأب الروحي لنا، نتعلم من كل سكناتك، وحركاتك، ومواقفك، وسننك ما نستعين به في حياتنا.
يانبي الرحمة يا رسول الله ويا حبيب الله، وحبيبنا خذ بأيدينا دائما إلى الجنان، فحدائق الأرض ليست بشيء أمام بساتين رأفة الله وحنانه، ولو أدركنا ذلك لكفانا إدراكنا بطلب المزيد، فنتلذذ بسماع اسمك والصلاة عليك، والركون إلى منهجك، يا هادي المضلين، ويا همس المحبين العاشقين ويا نغمة أرددها في كل حين.
اضافةتعليق
التعليقات