إن للحسين مكانة خاصــة كما لدمعتهِ فلها تأثير بالغ على النفس وقد ذكرنا سابقًا في حديثنا عن تحديد الهدف في موضوع "عاشوراء.. مُنحةٌ إلهيــة" .
وقُلنا أن الدمعة أحد المجاديف المهمة والأساسية في السير إلى المعبود وتحقيق الهدف.
فالارتباط التفاعلي مع الحُسين بدونه لا وصول للهدف حتى وإن طبقنا ما أمر به فسيكون العمل فيه نقصان. الدمعة على سيد الشهداء من أعجوبة الزمان والآثار السحرية التي لامثيلَ لها
وقد ذكرت الروايات إن الدمعة على سيد الشهداء عُرضت على نبينا محمد وعلي والحسن ونبي الله نوح ولم يعرفوا قدرها.. فعمل الدمعة تطهير القلب وتنظيف الباطن.
والآثار كثيرة، منها أنفراج للروح وحسرة القلب، وانشراح للدين فبها سيكون لك انشراح أي محبة وقبول للدين وتطبيقه. "من أبكى وبكى وتباكى على الحسين فلهُ الجنــة" .
وهنالكَ العديد من القصص والمعاجز التي نصتها الروايات وخلدها التأريخ في أثر الدمعة. كالقصة المعروفة في إيران/ أصفهان تلك المرأة التي كان لها ولدٌ شاب مصاب بالشلل التام والجرب وقد عجز الأطباء عن علاجـه، وقبل أن يهل هلال محرم الحرام وانطلاق مجالس الحسين أصاب المرأة ألم فهي لا تستطيع الحضور لمجالسه عليه السلام.
فندبت الحسين باكية وهي تقف على ينبوع من الماء لغسل قطعة من القماش لوضعها على رأس ابنها لتصنع منها كمادات له فبتلت القطعة وسقط من دموعها عليها ووضعته على رأسه ومن يومها تشافى ذلك الشاب ولم يعد يُعاني من أي مرض.
فهل يوجد لدينا هذا اليقين التام بالدمعة؟! إن كان نعم ، فلا نستغرب من الآثار الكثيرة والمُدهشة لها فلو اطلعنا على علم الفيزياء والأحياء فمن ذرات بسيطة تُنتج لنا نور وتكون تلك الذرات من القطع الأساسية في إنتاجه.
فكيف بدمعة الحسين التي هي من نور فلا نعجب من الآثار المُبهرة التي يمنحها الله لنا.
وقد خُصت هذهِ الدمعة بهذا القدر والعظمة أكثر من الدمعة من خشية الله فقد كان نبينا نوح (عليه السلام) كثير البكاء من شدة بكائه سموه نوحاً كان يبكي من شدة الخوف والحب لله تعالى.
وايضاً نبينا شعيب (عليه السلام)، كان يبكي كثيراً حتى ذهب بصر ، فقال الله تعالى له يا شعيب سلني حاجتك اعطيها لك واطلب طلبك اقضيه لك قال يا ربي لاحاجة لي إنما أبكي شوقاً إليك..
تلك الدموع القُدسية من الأنبياء والقديسين لها مالها من الآثار المعنوية البالغة ولكنها لم تصل إلى عظمة الدموع عليه؛ (عليه السلام ).
لهذا قال الإمام الرضا (صلوات الله عليه) لابن شبيب "يبن شبيب: إن كنتَ باكيًــا لشيء فأبكي على الحُسين"، تلك وصيته فلا دمعة أقدس وأعظم منها. وكان من الضروري ذكر اليقين بالاثار فكل عمل من دون يقين فاشل..
اضافةتعليق
التعليقات