تقول احدى الامهات: ابني الذي يبلغ من العمر سبع سنوات في الصف الاول الابتدائي كل ما يشغله بعد عودته من المدرسة هو جهاز الآيباد الذي يسيطر على تفكيره واهتمامه وقليلا مايهتم بواجباته المدرسية وما ان احاول منعه من استخدامه يبدأ بالصراخ والبكاء الشديد ويتذمر وينطوي على نفسه وكأنه مظلوم تحت سلطة ظالم جائر!!
ويتمرد قائلا: اذا لم تسمحي لي باللعب فلن اقرأ دروسي ولن اذهب الى المدرسة، وما عساي ان افعل سوى تنفيذ رغبته على امل ان يهتم بدروسه لاحقا..
غالبية الاطفال في عصرنا الحالي يتوقون لاقتناء جهاز الآيباد والبلاك بيري وغيرها من الاجهزة الذكية المتنوعة التي تطرح بشكل مستمر في الاسواق، واغلبية الاهالي يعارضون ذلك لمدى معرفتهم بالاضرار الجسيمة على صحة اطفالهم، فقد حذر خبراء الصحة من ادمان الاطفال على استخدام الاجهزة التكنولوجية لاوقات طويلة فقد يعرضهم ذلك الى مخاطر صحية ونفسية كاضطرابات النوم وحدوث الكسل والخمول والعزلة والتوتر الاجتماعي وفقدان التركيز وعدم المقدرة على التفكير الحر، اضافة الى امراض العيون من ضعف النظر مع الالم والدموع والرؤية الضبابية وغيرها الكثير من اصابات قد تنتهي بهم الى الاعاقة مما اوصل الحال الى فتح مراكز خاصة باسم (ضحايا الالكترونيات).)
ولكن يبقى الطفل بحاجة ملحة لامتلاك تلك الشاشة التي يرى من خلالها عالما جميلا بالنسبة اليه حيث يتقمص الشخصية الموجودة في اللعبة التي تستهويه ليطلق العنان لخياله الواسع وطموحاته لان يكون المحارب الشجاع والقائد المنتصر ويستمر بالجلوس لساعات حتى يربح ذلك النزال بل وينقل ما حققه من نجاح في العالم الافتراضي الى العالم الحقيقي في حياته اليومية تارة في الحديث المستمر عن انجازاته وتارة اخرى بتجسيد الحركات والقيام بتطبيقها ضد من يقاربونه في السن سواء داخل المنزل او خارجه وهذا ما يجعله طفلا عدائيا يميل للعنف ويتصف بالتمرد وعدم الاكتراث فيضطرب سلوكه وتتناقض تصرفاته بسبب تلك الالعاب القتالية العنيفة وما لها من تأثير سلبي وعميق في نفسية الطفل.
ومن المؤسف ان هناك الكثير من الآباء والامهات يوفرون لاطفالهم ما يبتغون حبا وعطفا منهم، بقولهم لا نستطيع ان نسلب الطفل حق من حقوقه بامتلاك ما يحبه فبذلك قد يرى من نفسه مظلوما ومهمشا وليس كاصدقائه والاطفال الآخرين، هذا صحيح ولكن ان توفر له المطلوب دون نظر ودراسة وتلافي ما يحمله من سلبيات وتأثيرات جانبية على حياة الطفل فهذا ما لا يحمد عقباه.
لا شك ان لكل مشكلة حل فبعد ان تحدثنا عن السلبيات والمخاطر التي قد تنتج عن استخدام الاجهزة الذكية من قبل الاطفال فعلينا الانتباه للحد من اضرارها، واليكِ عزيزتي الأم بعض النصائح لاستخدام الاجهزة الذكية بصورة ذكية تعود عليه بالفائدة:
اول ما يجب ان تفكري فيه هو تحديد وقت زمني معين وثابت لجلوس ابنك خلف تلك الشاشة للحفاظ على سلامة بصره ويا حبذا ان تكون شاشة الجهاز من نوع فلاترون لكونها اقل ضررا من الشاشة العادية والافضل منها شاشاتLCD .
يستوجب مراقبة الطفل وتوعيته واقناعه قدر الامكان بالابتعاد عن الالعاب القتالية كونها سيئة ومضرة وتستنزف طاقته وتركيزه وتؤثر على ذاكرته لتجعل منه تلميذا كسولا.
ابحثي له عن البرامج والالعاب التعليمية المفيدة ويوجد منها الكثير التي يتعلم من خلالها التعرف على كل ما هو جديد بطريقة محببة ومفيدة.
جربي ان تستخدمي معه اسلوب المقايضة سيخدمك كثيرا، مثلا: ان حفظت هذا الدرس وكتبته دون اخطاء املائية سأسمح لك بقضاء وقت اضافي لاعادة اللعبة او تكملتها.
ان كان مستوى طفلك الدراسي غير جيد جربي معه محاولة القراءة والكتابة من خلال الجهاز اللوحي ومن ثم على الورق لكونه محبب لديه، سيركز على معرفة الحروف وكتابتها وبذلك سيعزز قدرته على النطق بصورة صحيحة والحفظ بشكل جيد.
جربي ان تسجلي ما يقرأه من الواجب المدرسي المخصص للحفظ، وكرري تشغيل التسجيل ليستمع اليه عدة مرات وبذلك سيستمتع بحفظ واجباته ويواظب على ذلك.
اطفالنا اكبادنا، رعاة المستقبل، يجب علينا احتوائهم واعدادهم بصورة صحيحة كما قال نبينا محمد صلى صلى الله عليه وآلة وسلم): (لاعبه سبعا وعلمه سبعا وصاحبه سبعا ثم اطلق له العنان). )
الهدف من الموضوع هو ان كنا لانستطيع لجم العامل الذي يسبب الضرر فباستطاعتنا جمع سلبياته واجتنابها قدر الامكان والبحث عن الايجابيات واستغلالها وبذلك نكون قد حققنا ما نبتغيه وما يبتغي المقابل دون ضرر.
اضافةتعليق
التعليقات