الصمت أرقى لغة ولكن ليس دائما، ففي بعض الأحيان يجب أن يتكلم الانسان ويدافع عن حقوقه ولكن كثيرا ما نجد المجتمع بين افراط وتفريط، في بعض الأحيان يجب ان يتكلم المرء ولكن يصمت واحيانا اخرى يجب ان يصمت ولكن يتكلم، من هنا يعيش الانسان في حالة يرثى لها ويتذمر الجميع من سوء المعاملات!.
كثيرا ما نشاهد الأم تحث إبنتها على الصمت وتقرأ على مسامعها آيات الذل وتزرع الخوف في قلبها الصغير كي لا تتكلم عن حقوقها أبدا، تقول لها تحملي كي تنالين اعجاب زوجك وعائلته فتعمل البنت على هذا الاساس ولكن سرعان ما تجد نفسها ضحية وتكون أمام خطأ فادح جلبته بنفسها وتجد جميع حقوقها مهملة.
وهكذا الحال بالنسبة لها في جميع مراحل حياتها تتحمل الظلم ولكن لا تتكلم عن حقوقها بسبب الخوف أو أمور أخرى.
ولكن كما نشاهد في حياة سيدة نساء العالمين انها طالبت بحقها فورا و(لاثت خمارها) بعد ان غُصب حقها كما ورد في كتاب من فقه الزهراء ص71يستحب المطالبة بالحق فوراً لأن ترك الظالم وظلمه بحاله لحظة واحدة حرام فإذا تمكن الانسان من مطالبة الحق والانتصار له وجب فورا ففورا فإن خير البر عاجله قال تعالى: ((وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين)).
مطالبة المرأة بحقها
يجوز للمرأة المطالبة بحقها، جوازاً بالمعنى الأعم الشامل للوجوب والاستحباب والإباحة ولا فرق بين الرجل والمرأة في هذا الباب .
قال امير المومنين علي عليه السلام: طلب التعاون على اقامة الحق ديانة وأمانة *1.
وفي الحديث ثلاث لا يستحيى منهن: ...وطلب الحق وان قل*2.
وقال: اخسر الناس من قدر على ان يقول الحق ولم يقل *3.
ولها ان تحضر مجلس القضاء وترفع الشكوى الى غير ذلك مما هو مذكور في ابواب الفقه، وان لم ينفع ذلك فلها ان ترفع ظلامتها على رؤوس الأشهاد كما قامت السيدة الزهراء صلوات الله عليها بذلك، فدين الاسلام دين الوسطية والمداراة يعلّم الانسان ان لا يَظلِم ولايُظْلَم ولنا في رسول الله أسوة حسنة وفاطمة سلام الله عليها بضعة منه تعلمنا أين نصبر وأين نتكلم وندافع عن حقوقنا كي لا يتجرأ الظالم على ظلمه وظلم الآخرين ويتمرد ويطغى، لأن فرعون لم يدعي الربوبية من البداية ولكن خضوع الناس وتواضعهم أمامه دفعه إلى أن يعلن ربوبيته..
اضافةتعليق
التعليقات