الأخ هو العزوة والروح والصديق، هو تلك النعمة التي وهبنا الله إياها، ونظراً لأهميته ومكانته فهو السند والقوة في الدنيا وهو مصدر فخرنا..
كلنا على علم ان الأسرة هي الوسط الاجتماعي المصغر الذي ينشئ جيلا متشبع بالعادات والأنماط السلوكية فإن كانت تلك الأسرة متماسكة ظاهرياً ومفككة داخلياً، يسعى أحيانا الأخ الأكبر لتقمص دور الاب بطريقة سيئة ولكن بسبب تخلي أحد الأباء عن مسؤولياتهم وضعف شخصياتهم وعدم قدرتهم على مواجهة مختلف المواقف مما يؤدي الى مناوشات وخلافات تدمر العلاقة الجميلة بين الأخ والأخت، وكذلك تدليل الأم لإبنها على نحو مبالغ فيه من دون إدراك بأنها تصنع فرعونا صغيراً مما يؤدي الى تغليب الأخ على أخته والزامها دائماً بتنفيذ اوامره كونها ملزمة بطاعته حتى لو كان على حساب حقها ناهيك عن تدمير صورة الفتاة مما يسبب لها ازمة نفسية في المستقبل.
ومن الأسباب الرئيسية للعنف الغير مبرر والذي يستخدمه الاخ اتجاه اخته يعود الى نمط التربية فبالرغم من ان الاسرة تنتمي الى الجيل الجديد إلا ان الكثير منهم يتخذون الطرق التقليدية سبيلاً لتنشئة الابناء واعطائهم الاحقية في قيادة العلاقات داخل الاسرة ومنحهم الامتيازات على حساب الاخت التي تحصل بالمقابل على الاهمال والحرمان وعدم الانصاف، فبعضهن يحرمن من حق التعليم والعمل وبعضهن يحرمن من حق التعبير عن آمالهن وطموحاتهن وتلك المعادلة الغير منطقية في دورها تولد نزاعات وصراعات عميقة بين الأخوة التي تؤدي احياناً الى الغيرة والاستحواذ.
كثيراً مانرى صوراً واشكالاً متعددة لقهر الاخوات داخل الاسرة وحرمانهن حقوقهن الانسانية مما يجعلها تشعر بالاغتراب وكأنها داخل غابة موحشة وتحولها الى انسان سلبي فاقد للثقة في نفسه عاجزاً عن التفكير والتدبير، وقد تسلك طرق التمرد والرغبة الجامحة في التخلص من الواقع الأليم فقد تضطر الى الموافقة على الزواج من اي شخص يتقدم اعتقاداً منها انه درب الخلاص الذي قد تدفع احياناً ضريبته..
تلك الكوارث التي تقع بها الفتيات يكون احد اسبابها هو ان الاخ في ظل التفسخ الاجتماعي للقيم الاخلاقية للنساء والرجال والذي يجعله يسقط افكاره الاجتماعية على سلوك اخواته تفادياً للواقع الذي يتنافى مع القيم الاخلاقية من الشرف والعفة والرجولة، كل تلك التناقضات من شأنها ان تؤثر سلباً على رؤية الاخ جاعلةً منه شخصاً قاسياً يحاول ملئ الفراغ النفسي والاجتماعي الذي يترجمه على شكل الهجوم والتهجم على اخواته، كل هذه التعقيدات كان من الممكن تلافيها لو ان الاخ وعى دوره وان سلطته تكون في اطار النصح والارشاد ليس القهر والسيطرة.
لو كان الملجأ الدافئ لأخته، المحتضن والناصح لها، مقتنعا ان الاشياء الجميلة والحفاظ على اخته من المجتمع الفاسد بالتفاهم والاحتواء لا بالترهيب، والفتاة التي تكون مسندة بحنان وحب اخيها، لن تقع ابدا فريسة للمنحرفين الذين يطوقوهن بشباك الحنان والامان الكاذب، فالاحترام المتبادل يقيم علاقات متوازنة اجتماعيا ونفسيا.
اضافةتعليق
التعليقات