جاء في الحديث أن الإمام الحسين "عليه السلام" عَبرة وعِبرة، على أعتاب شهر محرم الحرام انطلقت جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية برنامجها المخصص للفتيات (مدرسة الإحسان الحسيني) بتاريخ ٢١ إلى ٢٩ ذي الحجة المصادف ١/٨ الى ٩ /٨ / ٢٠٢١ وذلك في مدرسة أبناء كربلاء الأهلية الخيرية .في محافظة كربلاء المقدسة.
وتعتبر هذه المدرسة الحسينية الأولى في المحافظة من حيث تقديم الدروس التربوية والأخلاقية الحسينية بنمط المدارس ونظام الصفوف التي أطلق عليها أسماء خيم الإمام الحسين (عليه السلام) .
وفصل الأعمار المسجلة في المدرسة فالصفوف مخيمات حسينية منها خيمة السيدة رقية الذي كانت تستقبل الفتيات من عمر ١٠ سنوات إلى ١٢ سنة .خيمة السيدة خولة من ١٢ سنة الى ١٤ سنة .خيمة السيدة رملة من ١٤ إلى ١٦ سنة. وخيمة السيدة زينب (عليها السلام) من ١٦ إلى ٢٠ سنة.
واستمرت المدرسة لمدة تسعة أيام متتالية من الساعة الرابعة إلى السادسة والنصف عصرا مع توفير النقل المجاني.
وبلغ عدد الطالبات في المدرسة النموذجية أكثر من مئة طالبة على اختلاف أعمارهم وموقعهم السكني.
ومن الجدير بالذكر أن المدرسة الحسينية قدمت المنهج السلوكي والأخلاقي والتركيز على القضية الحسينية وأهدافها وبشكل واضح، بما يتناسب مع ذهنية الطالبات وقناعاتهم، فهناك نماذج كثيرة حصلت في عاشوراء ومن الممكن أن تكون مدرسة في أيام شهر محرم الحرام وتعليم الأجيال، من هو الحسين بن علي، وماذا كانت ساحة كربلاء، حتى نعرف أن عاشوراء ليست فقط دماء وأجساد ومعركة انتهت، هناك أعظم من هذه الأمور هي انتصار الحق وأتباعه، وبقيت صامدة أمام كل هذه الحروب التي تتعرض لها والشبهات في قضية الحسين إلا أنها تتجدد في الأحداث فتصبح كربلاء عاصمة الأحرار في العالم، وما يطرح في هذه المدرسة هي المفاهيم والقيم كالمعرفة، الانسانية، القدوة، اتخاذ القرار، الحرية المسؤولة، الحب، التسامح ولا تكن رصاصيا وبعدها مناقشة هذه المحاور والتعمق فيها واعطاء نماذج من التاريخ.
ومن الفقرات الموجودة داخل المدرسة هي الاصطفاف والسلام على الإمام الحسين (عليه السلام) ومقطع من النشيد الحسيني.
وكان للكتاب والقراءة ركن خاص في المدرسة حيث تم عرض الكتب الثقافية والأخلاقية بنظام الاستعارة والبيع المباشر لترسيخ حب الكتاب والمطالعة في الفتيات وتكوين عادة القراءة حيث تعتبر من العادات المهمة التي تغير حياة وتفكير الإنسان.
وركنا آخر عرض فيه المأكولات (حانوت) في فترة الاستراحة.
وركن التصوير الخاص في المدرسة الحسينية وطباعة الصور على الخشب وكل ذلك لدعم وتشجيع الفتيات لترك انطباعا جميلا في نفوسهم.
وفقرات متنوعة وجديدة طرحتها المدرسة الحسينية ومنها أيضا فقرة المسابقة وهي أسئلة حول أحاديث الإمام الحسين (عليه السلام) وتوزيعها للفتيات وتوزيع الجوائز في الختام للمشتركات في المسابقة .
وليس هذا فقط وإنما كانت هناك رحلة تاريخية إلى متحف ذاكرة الإسلام .وتعريف الطالبات في أهم المشاهد التاريخية التي حصلت من زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإلى بيعة الغدير وحادثة الدار وختامها كان في المشهد الأخير حيث واقعة الطف ورجوع السبايا .
وكانت الأسئلة والاستفسارات التاريخية مهمة جدا والإجابة عنها بالدليل العقلي والنقلي.
ومن الجدير بالذكر أن الكادر التدريسي مختص وذو كفاءة عالية في التدريس الأكاديمي وطرائق التدريس الحديثة.
وكان مسك ختام المدرسة مأدبة طعام ومجلس عزاء لاستقبال شهر محرم الحرام وارتداء السواد وتعزية الامام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) بهذا المصاب العظيم، ومحاضرة توعية حول أهمية عاشوراء وتأثيرها في النفس وبعدها رثاء الحسين (عليه السلام) كما كانت هناك فقرة توزيع الشهادات لكافة الصفوف مع كتيبات صغيرة حول عاشوراء ودعاء الفرج.
بعض آراء الفتيات وأولياء أمورهم حول مدرسة الإحسان الحسيني:
قالت الطالبة زهراء محمود: السلام عليكم بارك الله بكم ونشكر جهودكم ووفقكم الله لكل خير وسدد خطاكم في ميزان حسناتكم، ياليت دائما تتكرر هذه الدورات جدا لطيفة ومفيدة لتعم الفائدة.
وأضافت الطالبة سعاد فاضل: أحسنتم ووفقتم لكل خير وبارك الله بجهودكم وتقبل الله منكم وجعلكم تحت رعاية امام الزمان وننتظر منكم الأفضل وجعله في ميزان حسناتكم.
وعبرت عن شكرها والدة إحدى الطالبات، أم علي : لله الحمد والمنة أن رزقنا الله هكذا أستاذات جديرات لكي ينتفعن من علومهن بناتنا الصغيرات الشكر والتقدير لكم. وخصوصا أستاذات الخط كان مجهودهن كبير جدا ومتعب حقيقة وفقكم الله وجعل عملكم هذا في سجلكم الذي يطلع عليه الامام صاحب العصر والزمان ونتمنى المزيد من هذه الدورات.
بينما عبرت الأمهات عن شكرهم وتقديرهم حيث قالت والدة الطالبة فاطمة: نشكر مبادرة الجمعية وكلمة الشكر قليلة بحقكم في مدرسة الإحسان الحسيني.
- نشكر الجهود المبذولة للادارة والمعلمات وجميع من ساهم في انجاح هكذا دورات ونطالب بالمزيد.
- حفظكم الله أينما كنتم جمعية المودة ووفقتم.
- إن شاء الله دائما نتواصل معكم ونحن ننتظركم فى دورات قادمة.
وأضافت المعلمة ضمياء العوادي:
إن مدرسة الإحسان الحسيني أخذت اسم المدرسة فطبقته من حيث الأسلوب، أما المحتوى فقد عرضت المدرسة مجموعة من المفاهيم كالقدوة والانسانية والحب والتسامح هذه المفاهيم التي تفتقر إلى تقديمها المدارس بصورة عامة وتم ربطها بقضية الإمام الحسين (عليه السلام) التي هي المنبع لكل هذه المفاهيم الإنسانية وأعطينا شواهدا من يوم الطف على كل المفاهيم لكي تنطبع في ذاكرة الطالبات القضية الحسينية من جانب وطريقة تطبيقها من جانب آخر.
وأضافتْ: لاحظنا تفاعلا وتقبلا من قِبل الحاضرات وبدأن يضعن سؤالا تلو الآخر للتعرف أكثر على هذه المفاهيم والسؤال عن تفاصيل في الطف، وهذا الهدف الذي أردناه اثارة الفضول الذي يجعل الطالبة تسعى للبحث أكثر عن مفاهيمها الدينية السامية.
وجدير بالذكر أن جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تسعى إلى التجديد والتنوع والعصرنة لبرامجها وتبتعد عن النمطية مع الحفاظ على الجوهر الأصيل.
اضافةتعليق
التعليقات