صفحات التاريخ مليئة بشتى أنواع الاحتلال، فالوطن العربي مرَّ بمجموعة الطامعين فمن العثماني وإلى الصفوي وحتى المغول والفرنسي والبريطاني، وغيرهم وتعيش الشعوب بجو مشحون بالموت والفقد والسرقات وضياع الحقوق، وأمام كل غزو هناك مجموعة من الثائرين، يبيحون أصواتهم وأرواحهم لإرجاع الحقوق إلى أهلها والمطالبة بالدماء التي تهدر، منهم من أحدث تغيير ومنهم من لا زالت أرضه تنعى غربتها.
اليوم ونحن نعيش ثورة غزة وفلسطين وبين المطالبين بنصرتها وإرجاعها إلى أهلها وبين الذين ذهبوا ليعلنوا أن أرواحهم فداء لهذه الأرض التي احتلها وسيطر عليها اليهود واتخذوها دارا لهم في وضح النهار وأمام أعين العرب الذين يستنكرون اليوم ما سكتوا عنه لمدة من الزمن، هذا السكوت جعل هذا السرطان يتغذى على الأرض التي كانت أول قبلة للمسلمين وعندما انتشر ليأخذ مأخذه من جسمها، تذكروا علاجه وحاولوا أن يقفوا بوجهه عسى أن ينقذوها من سطوته، وفي جانب آخر هناك من تخلى عن عروبته لينقذ عماراته الشاهقة التي تبدو أكثر أهمية من دينهم ممن شرى آخرته بالثمن الأوكس، وباع حظه بالأرذل الأدنى، هؤلاء يهود الأمة فلا غرو أن تراهم يقفوا مع القضية الأكبر التي لا تجد ناصر ولا معين إلا من وآلى الآل بقلبٍ سليم.
يهود الأمة العربية الذين وضعوا أيديهم بأيد اليهود لم تعنِ لهم البقيع شيئا كما لا تعني لهم فلسطين شيء، ولا يعني لهم بيت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حيث بنوا عليه خدمات عامة بذريعة أن سيستخدم للشرك!
إن السكوت المطول والذي بدأ من لحظة هدم البقيع وهدم المراقد في سامراء وختامها ما حدث على الصحابي حجر ابن عدي والمساجد في الموصل وما يحدث من حرب مباشرة وغير مباشرة والتي يذكرها كتاب الله عز وجل بوضوح في قوله: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا)، هذه الخطط التي بدأتْ منذ ولادة الرسول الأكرم عندما نقّب عنه اليهود بشتى الطرق ليقتلوه، ثم انقسموا إلى من حافظ على يهوديته وعداوته ومنهم من زرعَ نفسه بين صفوف المسلمين ليحقق أغراضه ومطامعه، فمشاريع اليهود المباشرة ذهبتْ لتسلب فلسطين، ومشاريع اليهود التي خُطط لها في السقيفة وجدتْ في البقيع وهدم المراقد وقتل الشيعة متعتها الدائمة.
الوقوف بوجه هؤلاء لا يحتاج سوى عزيمة وإرادة حقيقية وعقيدة والشعور بمسؤولية هذه الأماكن وغيرة مستميتة على الدين وهذا ما وُجِدَ في أقوال الكثيرين أما في الأفعال ففقر التوجه لتحرير هذه الأراضي هو العامل الأساسي في عدم تحريرها فستبقى هذه الأراضي مغتصبة، والأرواح التي فيها تستغيث بمن يظهر ليحررها من أهل الجور والظلم.
اضافةتعليق
التعليقات