• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الخطاب الأزلي

هدى محمد الحسيني / الثلاثاء 11 آب 2020 / ثقافة / 1569
شارك الموضوع :

قصّ لي قبل موته حكايا عن رجل اعتقدت في حينها أنّها من وحي الخيال

اتكأتُ على الحائط ومسحتُ جبيني الذي بدأ يتصبب عرقاً، صارت الأشواك تؤلم رجليَّ الصغيرتين والهجير بدأ يلعب دوره في جعلي أرفع واحدة وأضع الأخرى، لم أفقه سبب توقف أمي في مكان كهذا، أخذتُ أستظل برداء أمي الأبيض وأحاول أن أصّبر نفسي لأعرف الجواب لما يدور في خاطري.. فالأيام لم تدعني تلك الطفلة الصغيرة العجول.

كانت رؤيته مرة أخرى عزاءً لي عن الألم الذي أصابني من شدة الحر، نظرات عينيه تصيبني بالدهشة، رأيته أول مرة عند الكعبة المشرفة في مكة، مسح على رأسي بيديه الحانيتين فلم أشعر بعدها بمرارة الفقد، أصبح الشك يراودني منذ ذلك اليوم هل هو هذا الشخص الذي حدثني عنه أبي؟

كنت صغيرة في حينها ولكنّي أذكر مايقول وأعي معناه، قصّ لي قبل موته حكايا عن رجل اعتقدت في حينها أنّها من وحي الخيال ولا يوجد مثيله على وجه البسيطة قال لي: أتمنّى ياصغيرتي أن تلتقي به في يوم من أيامك العامرة بطاعة الله، له أخلاق الأنبياء وصفاتهم، ولكنه ليس بنبي سوف يكون أباً لكِ من بعدي فهو أبٌ لكل الأيتام.

إزدادت نبضات قلبي تسارعاً لم أكن مستعدة لفقده ولا أُريد به بدلاً، خرجت هائمة على وجهي وحين عدت إلى أرض الدار لم أجد سوى صدى كلمات أبي المتناثرة التي جعلتني أبحث عن هذا الشخص الذي حدثني به قبل رحيله، ندمت إني لم أبقَ إلى جانبه كي يحدثني أكثر وأكثر ولكن دق ناقوس الفراق.

قطع صوت أمي الحاني سلسلة أفكاري قائلة:- هلمي يابنيتي كي نرى ماذا يريد منا رسول الله فهذه هي حجة الوداع.

لا أتخيل كيف يكون الكون بعد رسول الرحمة، وها قد أمرنا بالوقوف في هذا المكان لأمر مهم وقبل أن يفرقنا الطريق فهنا تلتقي كل القبائل قرب هذا الغدير كي ترتوي منه وتستريح الماشية.

نُصبت خيمتنا الصغيرة على مقربة من خيمة الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) لم ألتقي بالرسول عن قرب سوى هذه المرّة وآلمني سماع كلمات أمي بأنه سيرحل قريباً لماذا يرحل الطيبون سريعاً من هذه الدنيا؟

هل لأنها لا تلائم طبعهم الحنون وحسهم المرهف! أم لأن موعد رحيلهم قد أتى وحسب؟

لا أعلم مذ رحل أبي ومرارة اليتم تلوك بي ولا تجعلني أشعر بأي حلاوة في هذا العالم سوى ذلك الذي حدثني به أبي؛ نعم هاهو أراه مراراً  وتكراراً جنباً لجنب مع الرسول {صلى الله عليه وآله وسلّم} وكأنهم روح واحدة في جسدين.

كانت الشمس قد ارتفعت في كبد السماء عندما استيقظت بعد أخذي غفوة قصيرة كان لأبي نصيب منها فقد رأيت وجهه الرؤوف وهو يبتسم قائلاً: (لابد أن تأتي أشياء جميلة تخلف التي سترحل سيأخذ الله عز وجل نوراً ويضع آخر بدله فالرسول سيرحل لربه ويخلفه علي ولياً لهذه الأمة كي لا تتوه في ظلمات هذه الأرض وعلي (ع) ومحمد (ص) هما وجهان لعملة واحدة يابنيتي ستفتقدون نبي الرحمة كثيراً ولاشك في ذلك وسيأتي علي أباً للأيتام من بعده، أخمن أنكِ ستعيشين في دولته سترين كم هيَ جميلة وعادلة لا يأكل فيها الغني حق الفقير، ولا لقوي فيها سلطة على ضعيف، إنها دولة من نوع آخر..

استيقظت على صوت جموع البشر المتجمهرة قرب خيمة رسول الله روحي له الفداء ثم هدأت جموع الناس شيئاً فشيئاً..

ودعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) أربعة من خواص أصحابه وهم المقداد وسلمان وأباذر وعمار، وأمرهم أن يهيِّؤوا المنبر تحت الأشجار القائمة على امتداد واحد. فقاموا بكسح الأشواك ورفع الأحجار وقطع الأغصان المتدلِّية، ونظَّفوا المكان ورشُّوه بالماء، ومدُّوا ثياباً بين شجرتين لتكميل الظلال، فصار المكان مناسباً.

ثم بنوا المنبر وسط الظلال، فجعلوا قاعدته من الأحجار ووضعوا عليها بعض أقتاب الإبل، حتى صار بارتفاع قامة ليكون مشرفاً على الجميع ليروا النبي (صلى الله عليه وآله) ويسمعوا صوته، وفرشوا عليه بعض الثياب.

كل الأعناق تتطاول لرؤيته وتكاد العيون تخرج من محاجرها لترى ماذا يفعل النبي ومن هو الذي بقربه؟

إنه علي، نعم إنه علي ولا أحد سواه يقف جنب رسول الله وقد رفع النبي يداه حتى بان بياض ابطيهما وصاح بأعلى صوته تلك العبارة التي خلدها الدهر ولم يستطع الحاسدون والحاقدون محوها: (من كنت مولاه فهذا علي مولاه).

الامام علي
عيد الغدير
تاريخ
قصة
مفاهيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال

    السر الأعظم في معاملة الناس

    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    آخر القراءات

    هل تعلم أنَّ عثرات الفشل توصلك إلى النجاح؟

    النشر : الأثنين 11 تشرين الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    عندما يطغى جمال القلب على القالب

    النشر : الأحد 27 آب 2017
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    ملتقى المودة للحوار يناقش: آفاق التفكير بين المحلية والعالمية

    النشر : الثلاثاء 07 نيسان 2020
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    جمعية المودة تحتفي بالكتابين: أحلام مبتورة وعندما يكتمل القمر في أمسية ثقافية

    النشر : السبت 15 شباط 2020
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    الحب الاعظم

    النشر : الثلاثاء 03 كانون الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    ثقافة الحزن!

    النشر : الأثنين 20 آذار 2017
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3326 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 427 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 343 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 342 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 308 مشاهدات

    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث

    • 295 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3326 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1341 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1320 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1191 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 854 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 849 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال
    • منذ 2 ساعة
    السر الأعظم في معاملة الناس
    • منذ 2 ساعة
    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية
    • منذ 2 ساعة
    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • الأحد 18 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة