نعلم أن الحياة طويلة لدرجة تجعلنا نمر بكل المآسي ونزور الألم مرات عدة.. وقصيرة جدا حين يستضيفنا الفرح، وخطوات الاستمتاع قليلة فنتوه عنها بسرعة، ولكن مذاقها كلما تذكرناه أمدنا بطاقة روحية ايجابية تقوي مناعتنا ضد الهزائم والأحزان...
وكلما تصورنا أن السعادة تأتي بشكلها البسيط والسهل سننالها وكلما وضعنا حواجز عالية هربت منا.. وليست السعادة فقط بل كل الأشياء هي جميلة ببساطتها.. (فكلما سهلتها تسهل وإذا صعبتها تصعب).
الكثير منا لفت انتباهه السلوك الفطري من بعض الواعين والمدركين لجوهر الأشياء ومعناه الحقيقي، حين يتبادلون الهدايا ولا يهتمون لقيمتها المادية بقدر قيمتها المعنوية وطريقة تقديمها..
وردة أو هدية بسيطة يقدمونها بكل حب وامتنان تمنح السعادة والرضا لمن يأخذها... فقط اكبح جماح الطمع سترى كم الأشياء جميلة وتسعد.
يقول مارتن لوثركينغ: (سيأتي زمان يجبر الإنسان على اتخاذ موقف ليس آمنا،ليس دبلوماسيا، وليس مألوفا، ولكن يجب أن يأخذه فقط لأن ضميره يخبره بأنه الموقف الصحيح)، هناك من حزم أمره رغم كل الظروف، واتخذ موقفه الشجاع، فقد اتخذ الموقف ليكون انسان حر في اختياره أو متعلم ليبني مستقبله أو موقف ضد الفساد أو الظلم حتى لو كلفه الأمر حياته أو موقف ليحافظ على سعادته وسلامه الداخلي، هذه الموقف التي يقصدها الكاتب، لا يخلقه إلا العقل الناضج، غير المسير لم يستعمره الخوف والتردد وتشتت الفكر. وربما استعمره في السابق واستطاع اخراج المحتلين من أفكاره وتحرر من براثن لغوهم.. فقط اتخذ موقفك واصمد واصر عليه ستكون سعيد.
الانسان هو من يبدأ في بناء نفسه الداخلية مستعينا بفطنته والبيئة من حوله، ولكن يبقى العماد القوي هو البناء الأساسي المتين الذي يبنيه ليحمي سلامته، والذي يهذب سلوكه خوفا من لسان المجتمع وضوابطه، سيفعل كل ما تأمره به شهواته ونزواته في الخفاء، ولهذا فالرابح الوحيد هو من يجعل صوت ضميره يصدح ولا يترك أثقال الحياة تنهك منكبيه وتخرس الصوت بداخله حتى لو عقله أخطأ.. فقط اعمل على جعل ضميرك يتكلم بالحق ستنال السعادة.
(والَّذِين آمَنُوا وعمِلُوا الصالِـحَاتِ وَامنُوا بِمَا نزِّل عَلَى مُحَمد وَهُو الْـحَق مِن ربّهِمْ كَفَّر عنْهُم سَيِّئاتهِم وَأَصلَح بَالَهم). ماذا يقول قلبك وعقلك وبماذا ابتلى، هذه هي الاجابة على اصلاح الحال، هل بالقلق والتوتر والكدر بأمور الدنيا واحتياجاتها، أم كان قلبك مطمئنا وعقلك قانعا بقضاء الله وقدره إن أصابتك سراء شكرت الله وحمدته، وإن أصابتك ضراء صبرت فكان خيرا لك..
هذه هي الحياة الطيبة وهي راحة القلب حالة ارتياح وشعور بالرضا والقناعة، فإن طابت نفسك صلح حالك وشعرت بالسعادة.
اضافةتعليق
التعليقات