في خضم هذا العالم المتلاطم بعولمته، والعامل على سلب هوية شبابنا والزج بهم في بئر التفاهات والفراغ الذي يعود سلباً عليهم ويخضعهم لروتين قاتل..
أقامت جمعية المودة والإزدهار النسوية دورة تنموية ثقافية ضمن سلسلة من الدورات التي تسعى لأنقاذ فتياتنا وتحصينهم ثقافياً وإجتماعياً ودينياً، حيثُ كانت هذه الدورة ذات منحىً خاص جداً وحساس في نفس الوقت، لم يُسلط عليه الضوء حتى أُهمل، ليتلاشى تدريجياً فينا مُخلفاً كل تلك العقبات التي نُسجن بين شباكها دون ان نعي أنها من صُنعنا..
نافذة جديدة مليئة بالأمل نحو حياة مزهرة بالتغيير فتحتها جمعية المودة والإزدهار بدورتها التي أقامتها بمناسبة العطلة الصيفية، الدورة أُقيمت في يوم السبت المُصادف 15 / 7 / 2017 وإستمرت لسبعة أيام مُتتالية، كان محورها هو (الطفل الداخلي والذكاء العاطفي) وذلك في مقرها الكائن في كربلاء المقدسة.
حيث قدمت اليومين الاولين مروة ناهض وتطرقت الى المحاور التي تتلخص في:
معرفة وإكتشاف الطفل الداخلي بداخلنا والذي يمكننا من معرفة وتمييز الذات الحقيقية من الذات المُزيفة وكيف يمكن ان نعرف سمات هذه الذات وتفريقها عن الذات المُزيفة والتي نعيشها نحنُ دون ان ندرك..
ثم بعد ذلك تطرقت لأهم أسباب كبت وخنق الطفل الداخلي فينا (الذات الحقيقية)، والتيتُشكل عوامل خطورة اذا ما عُولجت بالطريقة الصحيحة فأنها تؤدي بلا شك لخنق الطفل الداخلي.. والتي كانت في طليعة الأسباب:
كما وقدمت اليومين التاليين حنين حليم حيث كان حول الحلول التي تُمكننا من شفاء الطفل الداخلي فينا ورعايته حتى يكبر ويتطور، من اهمها:
وأما فيما يخص الذكاء العاطفي فكان من نصيب المدربة خلود البياتي، والذي يعتبر غيابه العامل الأساسي في تدهور علاقاتنا الإجتماعية والعيش ضمن صندوق من القلق والوهم وتكون نهايته الخسران الذي يشوه أرواحنا ويتركنا عالقين بمنتصف الطريق..
فحتى يكون الشخص ناجحاً إجتماعياً وثقافياً وحتى دينياً لابد ان يتحلى بالذكاء العاطفي والذي يُشكل عامل خطورة في حياتنا دون أن نلتفت اليه..
وتطرقت البياتي الى أهم محاوره وهي:
- التعرف على الذكاء العاطفي، نشأته، اهدافه، مجالاته.
- ماهي الأُمية العاطفية؟ آثارها على المجتمع؟
- أهل البيت (عليهم السلام) هم سادة الذكاء العاطفي.
- الحواس الخمسة وكيفية برمجتها للذكاء العاطفي.
- استراتيجية إشارة المرور وطريقة استخدامها لتغيير العادات السلبية.
- التعرف على شجرة الذكاء العاطفي وما تحتويه من جذور وأساسيات لبلوغ الغايات السامية في المجتمع من نشر للتسامح والمحبة واستيعاب مشاعر الآخرين.
- تطبيقات عملية لتنمية الذكاء العاطفي.
هذا وقد كانت آراء اللاتي شاركن بالدورة تبعثُ فينا السرور وفي نفس الوقت تجعلنا أمام مسؤولية أكبر لحفظ أغلى ثرواتنا وتحصينها وتنميتها بالطرق التي تضمن لهم البقاء بالطريق القويم فغذاء الروح هو أهم بكثير من غذاء الجسد، محاولاتنا الحثيثة لتوفير السكن والمأكل يجب ان تُقابلها محاولات اعظم لتوفير غذاء الروح والعقل..
إبنك، إبنتك، أختك، أخوك، صديقك، جارك وحتى عابر السبيل في حياتك، قد يحتاجون لمن يسمعهم، يرشدهم ويدلهم للطريق، يوضَّح إليهم جادة الصواب إن أخفت الدنيا بانشغالاتها مسارها.. فلا تُضيَّع زرعك بالبحث عن إنشغالات لا تهم.
من الآراء التي جاءت بالاستبيان الذي عملناه من أجل تقييم الدورة والحصول على أهم الملاحظات لتقديم الأفضل.. كانت كالآتي:
-تعلمتُ كيفية التخلص من المشاعر السلبية وكيفية التخلص من الذات المزيفة والموازنة بين القلب والعقل..
- تعلمتُ كيف افهم نفسي وأُوازن بين عقلي وقلبي وأتخلص من ذاتي المُزيفة وكيف أعالج الطفل الداخلي.
- تعلمتُ كيف أتحكم بانفعالاتي واتخلص منها وأعالج الطفل الداخلي فيَّ.
- تعلمتُ كيف افهم مشاعر الآخرين حولي والسيطرة على غضبي..
- تعلمتُ كيف أكتشف الطفل بداخلي وأُحقق ذاتي الحقيقية وأظهر فيها امام الآخرين دون تصنَّع.
كل الآراء كانت تحتوي على طلب لأقامة دورات أُخرى في الثقة بالنفس وغيرها من المواضيع التي تبني النفس وتُشيدَّها..
جدير بالذكر ان جمعية المودة والازدهار النسوية تهدف الى توعية وتحصين المرأة ثقافياً لمواجهة تحديات العصر والعمل على مواجهة المشاكل التي تواجهها واعداد العلاقات التربوية الواعية التي تُعنى بشؤون الاسرة وكذلك دعم ورعاية الطفولة بما يضمن خلق جيل جديد واع وتسعى الجمعية لتحقيق اهدافها عبر اقامة المؤتمرات والندوات والدورات واصدار الكراسات واعداد البحوث والدراسات المختصة بقضايا المرأة والطفل.
اضافةتعليق
التعليقات