في أعماق كل نفسٍ بشريّة، ينبض قلبٌ يخاف من الفشل. هو ذلك الصوت الخافت الذي يُوشوش في أذن الإنسان عند كل منعطف، محاولاً زعزعة ثقته بنفسه وإخماد شعلته الداخلية. هذا الخوف قد يشلّ عزيمتنا ويُضعف إرادتنا، ولكنه في الوقت ذاته يمكن أن يكون الحافز الذي يدفعنا نحو العظمة إذا ما عرفنا كيف نواجهه ونحتويه.
إن الخوف من الفشل ليس سوى وهمٍ يخلقه العقل، يضخم فيه الأمور ويرسم أمامنا سيناريوهات سوداوية لا وجود لها في الواقع. ولهذا، كان من المهم أن نتذكر قول الله تعالى في القرآن الكريم:
"إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً"
تلك الآية التي تحمل في طياتها رسالة أبدية، بأن وراء كل تحدٍ، تكمن فرصة؛ ووراء كل صعوبة، هناك طريقٌ نحو اليسر والنجاح.
حين نتأمل في هذه الآية، نجد أن الخوف من الفشل يتلاشى رويداً رويداً، ويتحول إلى حافزٍ للبحث عن النجاح الذي ينتظرنا خلف تلك العقبات.
تذكر بأن الفشل الحقيقي لا يكمن في التعثر أو السقوط، بل في عدم الجرأة على المحاولة من الأساس . كم من فكرة عظيمة ضاعت لأنها لم تجد من يؤمن بها! وكم من أحلامٍ بُترت في مهدها لأنها وُئدت بالخوف!
إن الحياة مليئة بالتجارب، ولكل تجربةٍ درسٌ مختلف. وإن تأملنا في سير العظماء، نجد أنهم لم يصلوا إلى القمة إلا بعد أن تذوقوا مرارة الفشل مراراً وتكراراً. ولكن ما يميزهم أنهم لم يسمحوا للخوف بأن يقيد خطواتهم أو أن يسلب منهم شجاعتهم.
ولعلنا نستلهم من قول الله تعالى:
"فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ"
معنى القوة والإيمان. فالعزم والإرادة يجب أن يكونا دائماً مقرونين بالتوكل على الله، لأنه وحده القادر على أن يسير بنا في الطريق الصحيح، حتى وإن بدا الطريق موحشاً وصعباً.
في نهاية المطاف تذكر :
• الحياة ليست سوى رحلة مليئة بالاختبارات والعقبات، حيث يتعين علينا أن نخوضها بكل شجاعة وإصرار .
• الفشل ليس عدواً يجب الهروب منه، بل هو معلمٌ قاسٍ يُعيننا على صقل شخصياتنا وتقوية عزائمنا.
• إن كل جرحٍ ناتج عن محاولة فاشلة هو شهادة على شجاعتنا، وكل سقوط هو فرصة للنهوض مجدداً بقوة أكبر.
اضافةتعليق
التعليقات