في غرفة باردة ومعتمة، تجلس امرأة وحيدة على سريرها. تنظر من النافذة إلى السماء المظلمة، وتشعر بالفراغ الداخلي الذي ينخر في قلبها.
لطالما حلمت بأن تكون جزءاً من عائلة دافئة، حيث الحب والأمان. لكن الحياة كانت قاسية معها، فقدت كل من كان يهتم بها واحداً تلو الآخر.
الآن، في غياب كل من كان يملأ حياتها بالدفء ، تشعر وكأنها وحش مهجور. تتذكر بمرارة تلك الأيام الجميلة التي قضتها مع أحبتها، وكيف كان المنزل يملأه الضحك والأفراح.
تذرف دموعها بصمت، وتتساءل عما إذا كان هناك من سيأتي ليُنقذها من هذا العزلة المؤلمة. تتمنى لو أن هناك من يفهم معاناتها ويُقدم لها يد العون. لكن الوحدة قد أصبحت رفيقتها الدائمة، وهي تشعر بها تنخر في قلبها وروحها.
بمرور الوقت، غرقت في بحر من اليأس والحزن. لم يعد لديها القوة حتى للصراخ والاستغاثة. الوحدة قد أفقدتها إرادة العيش، وأصبحت تتمنى لو أنها ستنام ولن تستيقظ أبداً.
في إحدى الليالي الباردة، جلست المرأة على السرير تحتضن ركبتيها وتبكي بحرقة. لم تعد تحتمل وحدتها، ولم تعد ترى أي أمل في المستقبل. قررت أن تنهي معاناتها إلى الأبد.
لكن فجأة، سمعت طرقات على الباب. في بادئ الأمر،أعتقدت بأنها وهم أو خدعة من مخيلتها المُرهقة. لكن الطرقات تكررت مرة أخرى. بتردد، نهضت وتوجهت إلى الباب. عندما فتحته، فوجئت برؤية فتاة شابة تقف أمامها ممسكة ببعض الطعام.
قالت الفتاة بابتسامة لطيفة، "مساء الخير يا جدتي، رأيتك وحيدة هنا، فأحببت أن أجلب لك بعض الطعام . أتمنى ألا أزعجك".
في تلك اللحظة، شعرت المرأة بالدفء يسري في أوصالها. أدخلت الفتاة إلى داخل المنزل وعانقتها بحرارة، وهي تبكي دموع الفرح والامتنان.
تنامت العلاقة بين الفتاة والعجوز و أصبحت الفتاة تزور العجوز كل يوم لتقضي بعض الوقت معها . كانت تستمع باهتمام لقصص العجوز عن حياتها والتحديات التي واجهتها. في المقابل، كانت العجوز تشعر بالراحة والسعادة عندما تراها تأتي كل يوم لزيارتها.
بمرور الوقت، أصبحت الفتاة كالابنة التي لم تنجب بالنسبة للعجوز لو لم تلاحظ الفتاة وحدة المرأة وسارعت لمساعدتها، لكانت المرأة قد أنهت حياتها. هذا يؤكد على ضرورة الاهتمام بالآخرين من حولنا، فقد نكون في موقف ينقذ أحدهم من الوقوع في حالة يأس. بعض الاشياء التي نراها بسيطة، قد تعني الكثير لشخص آخر .
اضافةتعليق
التعليقات