بشرى: تعتبر قارة استراليا من القارات الحديثة الاكتشاف ولهذا السبب أصبح سكانها من مناطق مختلفة أي من دول أوربا الغربية ومن أفريقيا وتشهد هذه القارة نزوح اعداد كبيرة من باقي مناطق العالم لما تتمتع به من مميزات تجعلها منطقة جيدة لجذب كثير من السكان لها.
ان التوترات العرقية على شواطئ سيدني والاشتباكات بالشوارع بين شبان بيض ونازيين جدد وسكان من أصل لبناني كانت البذرة التي أثمرت معرض الصور المتكون من أربعة طوابق يصور التنوع العرقي في استراليا.
ومن جدران مبنى يقع بوسط ملبورن يطل أكثر من 220 وجها من كل بلدان العالم تقريبا لتذكر الناظرين بأن استراليا قامت على الهجرة.
وعن أحداث الشغب العرقي التي اندلعت على شواطئ سيدني الجنوبية في ديسمبر كانون الأول عام 2005 قال المصور مايكل لورانس لرويتز رأيت تلك الإحداث ووجدت أنها مروعة وأردت ألا تتكرر من جديد هنا.
وأضاف: تملكني شعور بالاحباط من أن هذا الامر قد يحدث في فناء بيتي الخلفي وسألت نفسي.. ماذا يمكنني أن أفعل..
وتابع لورانس: فكرت في التقاط صورة لمواطنين من كل جنسية تعيش حاليا في استراليا.
واستراليا دولة مهاجرين اذ أن ما يقرب من ربع سكانها البالغ عددهم 21 مليون نسمة ولدوا في الخارج. وتدفق عليها كثيرون خلال موجة الهجرة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية في الخمسينات والستينات أو بعد حرب فيتنام في السبعينات والثمانينات.
ومعظم المهاجرين قدموا من بريطانيا (1.1 مليون نسمة) ونيوزيلندا (389 ألفا) والصين (207 ألاف). أما الجاليات الكبيرة الأخرى فتضم مهاجرين من ايطاليا وفيتنام والهند واليونان وجنوب إفريقيا.
البعض جذبه اعتدال الطقس وجمال الشواطئ والبعض جاء للتعليم والعمل في مجالات أفضل من تلك المتوافرة على أرض الوطن. واستقبلت استراليا أيضا أعدادا كبيرة من اللاجئين السياسيين من دول العالم الثالث.
وأمضى لورانس العامين التاليين بعد أحداث الشغب في التقاط صور للمهاجرين في عطلة نهاية كل أسبوع. وتعرض هذه الصور على مدى الشهرين القادمين في معرض جميعنا أو أول اوف اس الذي يطل على أحد ميادين ملبورن المزدحمة.
في صورة ضخمة يظهر ايفان لافلين الذي أتى يتيما من جواتيمالا بعد أن تبناه أبوان في استراليا عام 2002. يجلس ايفان ضاحكا فوق دب لعبة بني اللون على بساط مخطط. أما اندرو موجيروا الذي أتى من أوغندا فتظهر صورته وهو يقف في شارع تحيط به الخضرة مرتديا قميصا أسود بلا أكمام.
في حديث الى لورانس قال موجيروا كنا نطفئ الأنوار ليلا لكنهم مع هذا كانوا يقتحمون المنزل ويفتشون متذكرا أحداث طفولة مليئة بأصوات البنادق ووقع أقدام الجنود قبل أن يصل الى استراليا عام 1984.
أما فاطمة القراكشي فهي عراقية من مدينة النجف جاءت الى استراليا عام 2001 حاملة درجة الماجستير في علم الأحياء المجهري. وتظهر باحدى الصور وهي تقف بشموخ بوشاحها ذي اللون العاجي ممسكة بيد ابنتها أمام منزلها الجديد الواقع في بلدة إقليمية.
وتستند فرانسواز ليبوت الفرنسية المولد الى باب منزلها وذراعاها ملفوفتان حول حمامة بيضاء. كانت ليبوت قد جاءت الى استراليا عام 1990 بعد أن أمضت جزءا كبيرا من طفولتها في مشاهدة مغامرات الكانجرو على شاشة التلفزيون.
ومن بين المعروضات أيضا صور لسكان البلاد الأصليين الذين سكنوا في استراليا لما يصل الى 40 ألف عام قبل أن يستوطنها الأوروبيون.
يبلغ لورانس من العمر 59 عاما وقد ولد في سيدني ونشأ في ملبورن.
اضافةتعليق
التعليقات