جلسا ، وبعد دقائق,
طلب أحدهم كوباً من الشاي ، والآخر كان يرتشف الصمت حتى جاء كوب الشاي ، فلما نظر اليه وهو بيد صاحبه اعجبه لون الشاي الزاهي فلم يتمالك نفسه حتى طلبه منه .
وحين ارتشف منه الرشفة الاولى فأذا به مر المذاق !
واذا بصاحبه مُصاب بداء السكر !
في هذة الحياة ، نحن احد هذين ، اما صاحب الشاي او الآخر ، دون ان نعي دور كلُ منهم,
فحين يمنحنا الله عزوجل نفس الشمس بنفس كمية الضياء ، نتذمر ونشتكي من قلة الكمية التي بين أيدينا وكثرتها عند المقابل ، وبهذا نمنح أنفسنا خليطاً من التعاسة وضياع ما عندنا في الوقت الذي نحن منغمسين بالنظر الى ما عند الاخرين ..
فعندما تتسرطنُ أيامنا بداء ( عدم الرضا ) فيفتك بها حتى تستحيل رمادية ، نفقد طعم الاستمتاع بما وهبه الله لنا من النعم ، ونغرق بمحيط ماذا لو كنتُ مكانه وليتني املكُ ما يملك ، ليتني أحيا حياته ، ولو إنني مثله لكنتُ ..
كف عن هذه السموم التي تسقي أيامك بها دون ان تعي مدى سُميتها وكيف انها قادرة على القضاء على حياتك وبسهولة تامة.
فأنت لا تعرف حقيقة ما بين ايديهم ، فالامور تبدو مُختلفه تماماً عما تبدو لنا ، فكثرة الماء يقتل النبات تماماً كما يفعل انقطاعه.
كن متيقناً ان الذي بين ايديك ما كان ليصلكَ لولا رحمة الله ثم تقديره بأن الذي يكفيك هو الذي وصلك ، لا تهدر دقائق يومك محاولاً عد ما يمتلكه الاخرين ، تاركاً ما بين يديك يضيع من بين اصابعك دون اي تقدير يُذكر ؛ تفكّر دائماً فيما عندك وليس فيما ليس عندك ! فإن ماعندك من كرم الله ، وما ليس عندك مِن حكمة الله ؛ سعداء ان عرفنا حجم النعم التي بين أيدينا ، وسقيناها بالشكر لتدوم ( لئن شكرتم لأزيدنكم ) وعداً إلهياً وان الله لا يخلفُ وعدا.
اضافةتعليق
التعليقات