المشاعر حبوب الاستمرارية بعلاقاتنا وبالأخص العاطفية..
هي العنصر المسير لكل حركة نتخذها في موقف ما، هي الإشارة التي تعطينا الضوء الأخضر عند كل محطة سفر..
هكذا المشاعر عملها استراتيجي صعب للغاية تدخل في آلاف الأزمات عند كل تعقيد يطرأ عليها فتتدفق وتحارب بلا توقف للخروج من كل أزمة تتعرض لها ولكنها أحيانا عند أزمة ما تفقد رونقها وتتوقف عن سباقها مع الزمن.
وعلى سبيل صور المشاعر وشخصياتها التي نتعرف عليها خلال حياتنا تصبح أحيانا هي الأزمة عند أول كذبة وأول خيانة وتسويف ومماطلة وغدر وغيرها..
تذكر الآن أول جرحٌ لك كيف خذلت وعانيت حتى تمكنت من مواصلة حياتك مرة أخرى،
استعيد كل تأوهاتك ومشاعرك السلبية التي مررت بها في اللحظة التي تشعر بها أنك ستدخل بأزمة مشاعر أخرى قد تخذل في نهايتها.. لا تسمح لخريفهم أن يطيلك.
الحياة ليست وردية وبابها أبيض وتقبل جباهنا والأشخاص الذين نحبهم لا يمكن أن يكونوا جميعهم مثاليين كما نريد لذا دقة اختياراتنا هي دفة الحكم في استقرارنا العاطفي الذي ينعكس على مجالات حياتنا الأخرى وتظهرنا على ما نبدو عليه من داخلنا.
والمشاعر السوداء التي تغطي أرواحنا فجأة هي في الحقيقة أكثر من مؤشر شعوري قمنا بتجاهله لعدم رغبتنا في تصديقه حيث إن التجاهل الذي نعطيه لمؤشر المشاعر هو خوفنا من الفقد ومن أن يحدث ما لا نريده فنجد معظمنا في نهاية المطاف مشروع خسارة على طاولة حياتنا الشخصية!.
مخاوفنا من الفقد هي فقد آخر تجعل الفرد يعيش بخوف دائم من أن يحدث يوما ما يخيفه.
فعلى كل منا أن لا يخفي مشاعره ويعترف بها لنفسه على الأقل كما هي دون تردد لأن المشاعر وليدة المواقف.
إن أحببت أفصح لا تخف، وإن شعرت بالحزن لا تخبئ حزنك وتحاول ضمه عن الأعين ففي النهاية سينعكس على بشرتك وملامح وجهك وعينيك أولا.
تأقلم على مصارحة نفسك وغيرك بما تشعر لا تجعل من الظروف حجة تتكئ عليها، القوة التي يحتاجها الإنسان تكمن في داخله وهو الوحيد الذي يستطيع فك تعقيدات مشاعره التي تنحصر بين الحب واللاقبول أو بين اللاحب والقبول أي المشاعر المزدوجة بين شعورين متضادين.
هنالك طرف مهم بأزمة المشاعر ينتج عن الأخذ بآراء البعض والذين بدورهم يقيمون الوضع كلٌ حسب نظرته وأفكاره وشعوره مما يجعل المعني بالأمر يمر بأزمة مشاعر بين ما يشعر به تحديدا وما روي لمسمعه عن طريقهم.
فالخلاص الوحيد من المشاعر المبهمة وغير المعروفة أو مشاعر الشك أو مشاعر الحب.. الخ
هو تصفية الذهن من جميع الآراء وتنقية الكلمات والمواقف التي مر بها الشخص مع من لديه تجاهه مشاعر متخبطة ومع الأهمية بأن لا ينكر الأخطاء التي وردت بحقه مهما كانت صغيرة فربما تراكمها أدى إلى تعقيد وتشابك المشاعر لذا من الضروري المصارحة مع النفس وتقبل فكرة الابتعاد والانفصال في حال اتفقت كل جوارحه على أن الشخص المقابل لا يستحق العناء مهما بلغت درجة الحب عنده.
وعلى منصة الأهمية المشاعر التي لا تكون واضحة يجب أن لا تُعاش لأن الثقة في العلاقات العاطفية أو ما شابهها تعتمد على المشاعر المتبادلة وليست مناورات معقدة تخلق أزمة مشاعر.
اضافةتعليق
التعليقات