كانت الليلة مظلمة وممطرة، وسط هذا الجو والغيوم الثقيلة التي تحجب القمر، كانت روحي تتأوه في خضم الحزن والأسى. تعاظمت آلامي وسط الظلام والوحدة، ولكن الألم الأكبر كان ندمي العميق الذي يتجاوز حدود الزمان والمكان.
كانت همسات الندم تراودني في كل لحظة من لحظات حياتي، تذكرت كل خطوة خاطئة أقدمت عليها، كل قرار خاطئ اتخذته، وكل محرمة ارتكبتها. كنت أشعر بأنني قد تجاوزت حدود السماء ، وأنا الآن أعيش في جحيم الندم.
كانت أيامي تمضي بسرعة، وكنت أتهاوى في عالم من الإغراءات والمعاصي. كلما ناداني الضمير، تجاهلته بلا همس، وكلما تحذرت من الأثر السلبي لتلك الأفعال، غضبت وتجاهلت صوت العقل الرشيد.
لم يكن هناك شيء يمكنني أن أفعله الآن سوى الندم . أتخيل الآن لو كنت قد امتنعت عن تلك الأعمال الشنيعة، وإن كنت قد أخذت الحذر واتبعت دروب الخير والصلاح. لكن الآن، لا يمكنني إلا أن أتأمل العواقب المريرة لتلك الأفعال.
أصبحت أرى صورة قديمة لنفسي، كانت تملك الأمل والطموح والاستقامة، ولكن الآن أصبحت هشة ومكسورة، وجهي يعكس الحزن العميق والأسف الشديد.
أعترف بأنني كنت طائشاً ومتهوراً، لم أكن أدرك قيمة الحياة وأهمية الاستقامة. الآن أشعر بأنني قد فقدت نفسي، أنا أبحث عن الهدف الحقيقي والسعادة الحقيقية، ولكن الندم يزعزع ثقتي ويعترض طريقي.
أتساءل دائماً كيف ستكون حياتي لو كنت قد اتخذت مساراً مختلفاً، لو كنت قد حافظت على قواعد الدين وتجنبت المحرمات. هل سأكون أكثر سعادة؟ هل سأنال الرضا الدائم؟ لكن الآن، لا يمكنني إلا أن أعيش في ذلك العالم المظلم الذي خلقته بنفسي.
أنا الآن أمام خيارين، إما أن أستسلم للندم والألم وأغرق في بحر التفكير في الماضي، أو أقف بثبات وأتحدى الندم بتغيير حياتي والسعي نحو التوبة.
قررت أن لا أدع الندم يستمر في سد الطريق أمامي، بل أستخدمه كوقود للتحول والتغيير. سأسعى جاهداً للتوبة والاقتراب من الله، وسأعيش كل يوم كأنه آخر يوم في حياتي، أستغل كل لحظة للخير والبر.
قد يكون الندم قاسياً ومؤلماً، لكنه منحني فرصة للنمو والتحسن. سأتعلم من أخطائي وأعمالي السيئة، وسأسعى لأكون شخصاً أفضل، شخصاً يعيش بالتقوى ويسعى لرضا الله.
عزيزي القارئ لا تغرق في الماضي أخرج من تلك الحلقة التي لا جدوى منها وكن أفضل ما يكون . الحياة حين تهديك يوم جديد تهديك فرصة للتغيير والتوبة .
اضافةتعليق
التعليقات