نعيش في زمن ساد فيه الجهل وانتشر فيه الفساد وعُدِمت فيه أخلاق البعض، نعيش في زمن الجاهل فيه يُحترم ويُقدّر، والمحترم الملتزم بمعالم دينه فيه غريب مُحارب يسخرون منه ..
نجد أهل الفساد أخذوا حيزاً كبيراً في التأثير على أغلب الشباب وعملوا على انجرافهم وانحرافهم، ونراهم في كل مكان سواء كان في الواقع أو المواقع وسؤال كل مؤمن ومؤمنة في هذا الزمن هو كيف أحافظ على ديني في هذا العصر؟
إذا أردتم أن تحافظوا على دينكم إليكم وصيتي :
نحن اليوم كشباب مؤمنين ومؤمنات نعيش الجهاد والصراع من أجل الحفاظ على الدين ونصرته، ومن أول مهام الحفاظ على الدين هو أننا نبتعد عن كل كلام لا يعنينا ولا نقول ما لا نعرف ولا نتكلف ما لا نقدر عليه ولا نتّبع طريق أهل الضلال حتى لو زيّنه الشيطان بعدة ألوان من المعروف أن توجد طرق لأهل الضلال وليس طريق واحد وهذه الطرق تؤدي إلى جهنم فعلينا نحن أن نكشف طرقهم وننتبه منها، لأن طريق أهل الضلال يتخذ من الدين غطاء له !
تجد تارة يأتي بزي الدين ليوهم الشباب وتارة يأتي بزي المنفتحين والتطور وتارة يأتي بالمغريات وينشر الشهوات وتارة يأتي من حيث لا تدري !
لذا يجب أن نكون في هذا الزمن منتبهين لا غافلين وعلينا أيضاً أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر بكل ما نستطيع، ولا نسمع إلى اللقلقيين ولا نسمح لهم أن يهزمونا، البعض يقول (لمن تنصح هل تجد أحد يسمع) وبعض يقول (أسكت كل شخصاً هو حرا في حياته) ... ولكن إذا أسكت أنا وأنتم هل نحافظ على ديننا؟ ومن يحافظ على الدين؟
لابد أن تكون لدينا قوة ورغبة وعزم وإصرار وتوكل على الله العلي العظيم وتوسل بأهل البيت (عليهم السلام) ليعينونا على أمر ديننا، اليوم إحدى مسؤولياتنا (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) ولكن كيف أُؤدي هذه المسؤولية؟
بطريقة مناسبة ومؤدبة وهدوء عندما أتكلم مع الطرف الآخر، لا تهجم ولا إساءة ولا إستخدام كلمة (أنا أنصحك) لأن البعض عندما يسمع هذه الكلمة يشعر بأنك قللت منه وأنك أعلى منه وأنك تسيدت عليه لذا سيبدي هو بقول (لا عليك أنا حر) ..
هل في الدين حرية؟!
حتى بين حين وآخر نسمع كلمة (أنا حر) أو (لا إكراه في الدين) أو (أنت لست نائب عن رب العالمين) ... وغيرها الكثير إجابة هذا السؤال تبدأ بسؤال أيضاً: (هل أنت مؤمن أو مؤمنة) يقول نعم (إذن أنت عبد لله تعالى ولست حرا في دينك حتى تختار منه ما يرضي نفسك وتدع منه ما لا يناسب رغبتك).
نعم أنت حر عندما تختار نوع طعامك وملابسك وسيارتك ومدرستك وبيتك (أنت حر في فروع الحياة) ولكن (أنت لست حر في أصول الحياة)، وإن قلت أنا حر في كل شيء...
أقول: إذن أنت حر في إختيار رب غير رب العالمين عزّ وجل، وحر في إختيار نبي غير النبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم) وحر في إختيار كتاب غير القرآن الكريم ، ألست أنت حر؟!
الله تعالى جعل الحرية في بعض الأشياء لا كلها ..وأيضاً لا أأمر بالمعروف وأنهي عن المنكر في لساني فقط وأنا لا أعمل به !! لابد عندما أأمر بالمعروف وأنهى عن المنكر في يدي ولساني وقلبي حتى الطرق الآخر يتأثر بي ..
ومن المحافظة على الدين ايضا أن لا أهتم بكلام الجاهل الذي يلومني على التزامي واحترامي لديني ، لأن الإهتمام بهذا الكلام سيؤدي إلى ضعف الإيمان في النفس وقلة الهمة والابتعاد شيئا فشيئا عن الدين والعمل به، والعلاج الوحيد هو التجاهل .. ولا تأخذني في الله لومة لائم.
اضافةتعليق
التعليقات