نقرأ في زيارة آل يس هذه الفقرة [السلام عليك في آناء ليلكَ](١). ورد أن كلمة [آناء] "هي جمع (انا)- على وزن كذا- وتعني ساعة أو مقداراً من الوقت"(٢)، أي ساعات الليل، هنا السلام أتى فيه نسبة وقت ساعات الليل للإمام (عجل الله فرجه) إذ قالت [اناء ليلك] ولم تقل [آناء الليل] أي السلام مخصوص بخصوصية ساعات الليل التي يقضيها الإمام لا أي ساعات وعندما نعود للقرآن الكريم نجد هذه العبارة مذكورة في ثلاث موارد .
المورد الأول: {لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللَّـهِ آناءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ}(آل عمران:١١٣).
المورد الثاني: {فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ غُرُوبِها وَ مِنْ آناءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَ أَطْرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَ تَرْضى}(طه:١٣٠).
المورد الثالث: {أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَ قائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَ يَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لايَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ} (الزمر:٩).
وبما أن الامام (صلوات الله عليه) هو المصداق الأكمل للإنسان الكامل والعابد لله تعالى فيمن جاء ذكرهم في كتابه الكريم وهو ترجمان آياته نجد إن هذه الآيات تعطي خصوصية لبعض الخلق وتفرقهم عن غيرهم في عبارة (لَيْسُوا سَواءً -قُلْ هَلْ يَسْتَوِي -لَعَلَّكَ تَرْضى}، بالنتيجة يمكن أن نتوصل إلى حقيقة إن صفة هذا الليل وهذه الساعات التي نسلم بها على الإمام (عجل الله فرجه) هو أن الامام فيها يتلو كتاب الله وهو ساجد… يسبح… يقيم الليل بالصلاة… أي لعل في هذا المعنى المذكور في كتاب الله باب لنا لنسلم على الإمام برجاء أن يرد علينا السلام بكرمه لا بعدله.
إذ أن كرم الإمام (عجل الله تعالى فرجه) أوسع من أن يرد السلام بالسلام فقط بل ليس بعيد أن يشرك هذا الموالي المسلم عليه بهذا السلام، بأن يذكره في قنوته في صلاة الليل أو يدعو له في أعظم مواطن القرب والإجابة ألا وهي السجود أو يهدي له من صلاته وتسبيحه.
إذن هل لنا أن نتخيل كم سيكون هناك أثر عظيم وألطاف وبركات تنزل على من يقول هذا السلام فقط لو قلنا هذه العبارة بتوجه وأدب في حضرة إمامنا الحاني.
——————
اضافةتعليق
التعليقات