من المعلوم أن من أسس الادارة الاستراتيجية الناجحة لأي مشروع سواء مادي أو انساني أنه لا يمكن البدء بالمرحلة الأخرى من المشروع قبل الانتهاء من المرحلة السابقة لها؛ فالجودة في كل مرحلة تعتمد على جودة المرحلة السابقة لها؛ فهي متداخلة ومتكاملة مع بعضها البعض فالتغيير في كل مرحلة يؤثر على المراحل الأخرى السابقة أو اللاحقة كذلك الادارة الاستراتيجية الناجحة يجب أن تكون عملية مستمرة ولها قدرة على مواجهة التغيرات والسيطرة على التأثيرات والمتغيرات.
فالمشروع الذي بدأه محمدﷺ والإمام الحسين (عليه السلام) هو مرحلة امتداد لنجاح المشروع المحمدي فالنهضة الحسينية ليست مجرد ادانة من قبل شخص كالإمام الحسين (عليه السلام) لحاكم جائر بل هي نهضة المثل العليا ضد المثل الدنيا؛ نهضة يقودها رجل حمل كل اليقين إلى مجتمع وصل به الأمر إلى افتقار اليقين وادراكه؛ إن ملحمة الطف نهضة ضد الظالمين والفاسدين الذين جعلوا مبرر الحكم قدرة على قهر وظلم الرعية.
نهضة الامام الحسين (عليه السلام) احتوت العديد من المضامين والقيم منها الأخلاقية وذلك عبر فضح العدو بالوسائل الشريفة والأداة الطاهرة ليبقى قائد ملحمة الطف مدرسة لكل من يريد أن يتعلم من نهضته وهدفا ساميا وغاية عظمى كونه اتخذ الحكمة والمعرفة من جده رسول الله ﷺ وأبيه تلميذ المصطفى ﷺ وحامل لوائه علي المرتضى (عليه السلام) ومنها القيم الاجتماعية كمشروع حضاري تنموي ذو أبعاد انسانية وذو تخطيط سليم؛ فاستطاع أن ينجح ذلك المشروع المحمدي بل واستمراريته بالنجاح على مر الأزمنة والدهور ومن ضمنها القيم الانسانية فتجسدت كونه جاء مناصرا للضعفاء والمظلومين.
إن الامام الحسين القائد الملهم الذي حطم بأضلعه المهشمة تحت حوافر الخيل تلك الوجوه الفخارية التي حاولت وئد الانسان واستعباده ، الامام الحسين تلميذ المصطفى وحامل لواء مشروع الحرية والكرامة الانسانية كان أعظم قربان ملأ الزمان بروح نقية وأراد أن تكون شهادته من نمط آخر فهو -الثائر المدرك- لمن يسير في طريق الحق الموحش - لقله سالكيه -.
فكلما ازداد الاخلاص ازدادت التضحية لذلك أراد صلوات الله عليه أن يكون النصر حليفه وحاضرا في وجدان الأحرار والمخلصين فاستطاع هذا الانسان الباسق أن يجعل من ساعات معدودة مدادا لا ينضب.
اضافةتعليق
التعليقات