أبي قلق على مستقبل أخي ولكنهم لم يخرجا معاً أبداً إلى كافيه أو مكان آخر ليتكلما حول مستقبله أو ماذا يحب أو يكره أو كيف يجب أن يدير حياته، أليس هذا أيضا من واجب الآباء؟
أخي قلق على أبي والضغوط التي يواجهها في عمله ولكن لم يحدث أن يتراجع عن شراء الشيء الذي يريد بل دائماً يحصل على مايريد دون أي تعب أو تفكير بمصدر الطاقة!.
أمي لا تستطيع أن تنام لأنها تفكر بسعادتي ولكن لم يحدث لها أن جلست يوما وكلمتني عن السعادة أو ما يسعدني وما يؤلمني!.
أنا أستيقظ من النوم وأفكر بتعب أمي ولكن لم يحدث أن أخذت يدها وخرجت معها إلى المنتزه أو لمطعم
ونجعل التعب على جانب ونستأنس مع بعض لبرهة من الزمن، هذه الحالة تسمى بفقر الكلام تعني فقر الكلمات في إظهار الأحاسيس في مجتمعنا هذه الثقافة، ثقافة مرسومة حيث تتوارث بين الأجيال من جيل إلى جيل آخر.
وتبدأ القصة عندما نفكر أنه يجب أن نخفي الأحاسيس ولا نتكلم عنها عندما نشتاق لأحدهم، نخفي ذلك وبعد رؤيته لا نتكلم عن مدى إشتياقنا له كأن روحاً ما تلاحقنا لتقضي علينا إن تفوهنا بكلمة وبينا إننا أصبنا بحالة سيئة في فراق من نحب.
كأننا مجبرون على الصمت وعدم إظهار الكلمات الصحيحة في الوقت المناسب نحب الآخرين ولكن نصمت كي لا يتجرأون ويتمردون.
نحن فقراء، فقراء في بذل الكلمات واهدائها لمن يستحق، ننتظر إلى أن نفقد مالدينا ومن نحب كي نكتب له بعد فقده آلاف القصائد ومئات المقالات ولكن ما الفائدة؟.
من نقطة ما يجب أن نتحول يجب أن نكسر الصمت يجب أن نسمو ونتكلم يجب أن نكسر حواجز الخوف ونبين مافي داخلنا ونبين الأحاسيس في وقتها المناسب.
من مكان ما وفي زمان ما يجب أن يخبر الأب ابنه كم يحبه وكم يتمنى له النجاح ويخرجا معا كصديقين ويتكلما عن الأمور الخاصة بهما، من مكان ما وفي زمان ما يجب أن يأخذ الولد يد والده ويتجولا في الشوارع ويخبرا بعضهما البعض عن بعض أسرار الرجولة وفنون الحياة.
من مكان ما وفي زمان ما يجب أن يدعو الأخ أخته على العشاء ويكلمها عن غدر الزمن ويعلمها الحب
وكيف تثق بنفسها، من مكان ما وفي زمان ما يجب أن تتكلم الأم مع ابنتها وتخبرها أسرار السعادة وتسألها عن أسباب سعادتها وتكون الصديقة الصدوقة لها.
في مكان ما وفي زمان ما يجب أن يعرف الأشخاص مدى أهميتهم في حياتنا وكم إنهم يجعلون حياتنا أجمل ويجعلون لحظاتنا أسعد وكم إننا فخورين بوجودهم، وكم هو جميل أن يكون ذلك الزمان الآن!.
اضافةتعليق
التعليقات