الصفحة الرئيسية

العدد 76

اتصلوا بنا

ومضات من نور

مقتطفات من بيان آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله)

بمناسبة الذكرى السنوية لوفاة المرجع الديني الأعلى

الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره)

 

كان الأخ الأكبر آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي (أعلى الله درجاته) نبراً وهاجاً في شتى المجالات الإسلامية والإنسانية، يستضيء منه الناس، بمختلف فئاتهم، واتجاهاتهم، ويستفيد من هديه وإرشاده وتوجيهه ومدرسته المتكاملة عامة الطبقات، ولذا كان فقده فجيعاً للجميع في هذا المستوى الشامل.

وقد كان (قدس سره) جامعاً لفضائل كثيرة، ورد الثناء في القرآن الحكيم وعلى لسان أهل البيت (عليهم السلام)، على كل من اتصف بواحدة منها.

فهو الفقيه في الذروة، وفّق في مجال الفقه الإسلامي لتأليف أكبر موسوعة شاملة بالإضافة إلى مئات الكتب الأخرى في شتى العلوم والفنون، والتي بلور من خلالها نظرية إسلامية شاملة في مختلف المجالات، وهو الزاهد في الدنيا في مأكله ومشربه وملبسه ومسكنه وغيرها، والمجاهد المثابر في حياته الحافلة بأنواع الجهاد ضد الطغاة الجائرين والظالمين، والصابر في البأساء والضراء والمهاجر في سبيل الله ومن أجل العترة الطاهرة (صلوات الله عليهم أجمعين) هجرات عديدة والمربي لجيل من الفقهاء والعلماء والخطباء والمؤلفين، والهادي لجمهرة عظيمة من الناس في شتى الأديان والفرق والمذاهب والطرق، شيوخاً وشباباً، ورجالاً ونساءً، وعلى شتى الأصعدة.

والمتبني بجد ونشاط للقضية الحسينية وشعائرها العظيمة عبر عقود متتالية وفي مختلف المستويات، وهو الذي أولى اهتماماً بالغاً بـ(القرآن الكريم) و(نهج البلاغة) و(الصحيفة السجادية) و(الأحاديث الشريفة) بشكل عام، وقد حفظ القرآن الكريم عن ظهر القلب وكتب له ثلاثة تفاسير مفصل ومتوسط ومختصر وشرح نهج البلاغة والصحيفة السجادية، وألف العشرات من الكتب فيها يرتبط بشؤون الحديث الشريف..

وبالتالي كان (رحمة الله تعالى عليه) مصداقاً واضحاً للآية الكريمة: (الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله، والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقاً لهم مغفرة وأجر كريم) الأنفال: 74.

وفي هذا المجال يأتي حثه الأكيد والدائم على تطبيق القرآن بجميع آياته الكريمة ـ دون تبعيض ـ وخاصة ما استنسي منها أو قل العاملون بها أمثال: (آيات الشورى) في مجال التطبيق والعمل، و(آيات الحرية) و(الأمة الواحدة)، و(الأخوة الإسلامية) والاستنان بسنة رسول الله (ص) وسيرة آله الأطهار (عليهم السلام) في القول والعمل، بالتبليغ والإرشاد ومكارم الأخلاق وغيرها.