الصفحة الرئيسية

العدد 76

اتصلوا بنا

 

قراءة في كتاب (الفقه البيئة)

قرأته: زينب تاج

مقدمة:

تلوث البيئة: مشكلة العصر التي عجز الإنسان أن يجد لها حلاً، فهل للإسلام موقف واضح منها؟ في هذا الكتاب وكما عودنا الإمام الشيرازي في كتبه، تناوله مشكلة التلوث والعلاج من هذه المشكلة على ضوء القرآن والشريعة الإسلامية.

ويبدأ سماحة السيد في تعريف البيئة على أنها مجموعة الظروف والمؤثرات الخارجية والداخلية وتشمل البيئة الوراثية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والطبيعية وهي متفاعلة بعضها في بعض الآخر تأثير وتأثراً.

ويمكن القول أن بيئة الجنين داخل الرحم لأنه الجزء المؤثر فيه فعلى سبيل المثال فقر الوالدين وسوء التغذية يسبب هزالاً وضعفاً عند المرأة وبالتالي يتسبب في ضعف الجنين، ومن لحظة ولادة الجنين يبدأ تفاعله المباشر مع البيئة الجديدة ويكمن هنا دور البيئة الاجتماعية في تشكيل شخصية الإنسان فإذا كانت هذه البيئة إيمانية ينشأ الطفل على الإيمان وإذا كانت بيئة منحرفة ينشأ الطفل نشأة منحرفة وطبعاً حضن الأم هو الأساس في البيئة الاجتماعية، والبيئة الوراثية تؤثر على الولد فالولد يخرج من رحم أمه وهو يحمل في ثناياه خصوصيات الوراثة المطبوعة في كل  خلية من خلايا صبحة، وللبيئة الثقافية تأثير في نشأة الطفل وتفوقه العلمي والفكري كما أن للبيئة الطبيعة  أثر كبير على حياة الإنسان من حيث تكوينه الجسماني والنفسي، ثم لا يخفى أن السنان يتأثر كذلك بالبيئات المعنوية التي لا طريف لنا إليها إلا بسبب ما ورد عن الأئمة المعصومين.

 ويتابع سماحة السيد في كتابه (أن مشكلة تلوث البيئة بدت في أول الأمر مشكلة إقليمية إلا أنها تحولت إلى مشكلة عالمية وعائق من عوائق الحضارة البشرية والإسلام موقف واضح في مثل هذه المشاكل قال سبحانه )تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) ومعنى ذلك ضرورة أن يتعاون الإنسان مع أخيه الإنسان  وإن كان كافراً لدفع الأذى ولدرء المفاسد والأخطار.

ومن أهم مشاكل التلوث: تلوث الهواء وأهم ملوثات الهواء الملوثات الناجمة عن المخلفات الصناعية والملوثات الناجمة عن حرق أو إعادة استخدام النفايات وينتج عنها غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يسبب اضطرابات عضوية في جسم الإنسان وتسمم وعقم وكثر من الأمراض، كما جاء اهتمام فقهاء الإسلام بحماية البيئة من أدنى تلوث حتى ولو كانت الرائحة الكريهة الناتجة على أكل الثوم أو البصل أو الكراث والابتعاد بأكلها عن المساجد لئلا يتضايق أحد.

أما عن مشكلة تلوث المياه فمن المعروف أن الماء سبب حياة كل شيء (وجعلنا من الماء كل شيء حي) ويتلوث الماء عن طريق

المغلفات الإنسانية أو الحيوانية أو الصناعية التي تلقى في الماء ومما يزيد من خطر تلوث الوسط المائي كونه متصلاً في كل أنحاء الكرة الأرضية لذا فإن تلوث مكان ما سينتشر على مساحة كبيرة لذا نلاحظ كثرة  الأمراض وانتشارها في أوساط البشر مما لا سابقة له في التاريخ، ويأتي النفط في مقدمة الملوثات خطورة كونه يشكل طبقة عائلة تمنع التبادل الغازي بين الماء والهواء، كما أن الزئبق يعتبر من أخطر الملوثات للبيئة كونه يهاجم خلايا المخ عبر الأسماك والنباتات الملوثة ولا يوجد علاج حقيقي لحالة التسمم الناتجة عن الزئبق وتعتبر إسرائيل من أهم مصادر تلويث البحر المتوسط بالزئبق، كما أن الأرض قد تتعرض إلى التلوث نتيجة لتراكم المخلفات الصلبة التي تنتج من المصانع والمنازل فالتلوث يفقد الأرض خصوبتها حيث يتسبب التلوث في قتل البكتريا النافعة التي تعمل على تحليل المواد العضوية، ولا يخفى أن هناك تلوّثاً صوتياً وذلك عند التعرض للضوضاء والأصوات العالية والتي تؤدي إلى ضعف السمع لفترة من الزمن ثم يعود الإنسان إلى حالته الطبيعية ومن هنا يشكو كثير من الناس التقلب المزاجي في العصر الحديث وكما هناك التلوث الصوتي يكون التلوث الضوئي فإن وسائل الإضاءة الحديثة تسبب في ضعف الأبصار كما يعد جهاز التلفزيون والكمبيوتر مصدراً لأشعة ضارة بالإنسان كأشعة  إلكس أما عن المشكلة التي تشغل العالم كثيراً وهي مشكلة ثقب الأوزون، فطبقة الأوزون الموجودة في طبقة الغلاف الجوي تحجب الأشعة فوق البنفسجية التي إذا ما وصلت إلى الأرض ستقتل جميع الكائنات الحية ومن المعلوم أن الأشعة فوق البنفسجية إذا كانت متوازنة لها أهمية بالغة للكائنات الحية إلا انه وبسبب وجود ملوثات عديدة أدت إلى وجود ثقب أوزوني وبالتالي لشرب كمية كبيرة من الأشعة فوق البنفسجية والإصابة بالكثير من الأمراض والحروق والتشوهات الجنينية.

 ومن الملوثات الخطيرة ملوثات الحروب فيما يتعلق بقتلها الإنسان وهددها للطاقات والأموال والى تشريد البشر وتحويلهم إلى لاجئين في ظل ظروف معيشة سيئة للغاية فما دام نقص الإيمان بالله واليوم الآخر وما دام جشع الدول الكبيرة يستثمر هذه الحالة ويختم سماحة الإمام كتابه بالحلول ويبدأ بضرورة أن تعي البشرية خطورة التلوث والالتزام بالسنن التي سنها الله في الكون والتي أوصلها إلينا عبر تعاليم الدين الإسلامي.

والوقوف وقفة حازمة أمام المشاريع التي تلوث البيئة وضرورة إصدار قانون دولي من قبل الأمم المتحدة لحماية البيئة ومكافحة جذور التلوث سواء كان مصدره دولة أو شركة أو فرد وبذلك وبالعمل بآيات الكتاب الحيوية (استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم).