الصفحة الرئيسية

العدد 76

اتصلوا بنا

 

من هنا نبدأ

هدى الموسوي

عام مر علينا، يحمل في طياته.. أرجوزة ألم... ولحظات تأمل... لسنوات من التجربة...والتقدم والعطاء.. بأروع صورة.

ماذا يمكن للمنتمي لمرجعيته أن يعبر، عما تختلجه نفسه من مشاعر، وهل تعد التجربة الفكرية، عبارة عن عصارة، وخلاصة للمبدأ..كيف يستطيع أي امرئ وصف وقائع معروضة عليه تتفق وأفعاله الشخصية.

لا نستطيع أن نقول سوى بضع كلمات معبرة.. أننا فقدنا فكراً.. وعلماً من أعلام الهدى.

نعم فقدناه جسداً، ولكن ليس روحاً؛ فهو النبض الدافئ، الذي من أجله نعيش ونموت ونحيا معاً...

شخصية عظيمة، وعملاقة مثل المرجع الديني الأعلى الإمام الراحل آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره)، لا يمكن أن تكون مجرد حالة يحتفي بها التاريخ فحسب.. وإنما هي جزء كوني، وتكويني، وحق إلهي لا بد أن يطاع ويتبع.

فلابد من إبقائها حية ماثلة في الذاكرة..  ولكن ماذا يعني الإحياء...؟!.

هل هو قائم على دعامات ثقافية واسعة، ربما يكون كذلك ولكن ثمة إجابة سريعة.. تلبي استفسارنا، وتغني أذهاننا.. هي أن يكون الإحياء بحيث تُرتسم معالم منهج (متأس) منسجم مع متطلبات الوقت الراهن.. وبالشكل المطلوب، وتعميم ذلك حتى ينتفع منه الجميع، لأنه حق طبيعي، كي لا يبقى سؤالاً مغلقاً خاضعاً لقوى غامضة، متسلطة خارجة عن سيطرة الإنسان.

وتقويم الفكر يعد أمراً خاضعاً لمحورية العنصر العقلاني، والذي لولاه، لأثار جدلاً واسعاً، وعلى مستوى الأطراف المتناقضة.

ولعل مشروعية قائمة على أسس مبدئية قويمة متينة، تجعل من الفكر حصناً منيعاً، ليس فقط قائماً على المنطق والحوار الموضوعي، الواسع الأفق، وإنما حضارة شاملة متنامية من حيث المنهج والاختيار.

نحن إن أدركنا ماهية الحوار، وتركنا الجدل، واستوعبنا أدوار التاريخ لرأينا أن كل ما هو ذو قيمة في الحياة، هو حق إلهي، وأمر غير اعتباطي، وينبغي امتثاله..

وإن ترك أي تراث دون أن يُدوّن، واستيراد أي ثقافة دون أن تدرك يعني ولوج الإنسانية في غموض ومتاهة هي في غنى عنها. وأكثر ما يعزّ علينا، هو غرس الفكرة دون دراسة وقناعة تامتين، وصياغة حضارة ذات ركيزة فكرية وحدود غير مألوفة.

هي تكون كذلك، في الوقت الذي يخوض فيه الفرد بعيداً عن واقعه ومنطقته الاستراتيجية الحرة، وكأنه تلميذ خاضع لتجربة الزمن.

المطلوب منا هو أن نحيا مع الهدف، كما يفعل الصالحون منا، ونموت معه، وأن نفهم المتغيرات والثوابت، كي نعطي صورة حية منبثقة من منهج تربوي خالد، وإلا فسوف نكون صورة من صور الحياة..