الصفحة الرئيسية العدد 71 اتصلوا بنا

 

مشاكل وحلول

1) عشت مع زوجي حياة سعيدة، وأنجبت له البنين والبنات، وبعد ما يقارب العشر سنوات جاء أهل زوجي للعيش في نفس المدينة التي نقطن فيها، وبدأوا بالتدخل في حياتنا حتى وصل بهم الأمر أن أوقعوني من عين زوجي، وحاولت معهم بشتى الطرق والوسائل ولكن لم تنفع، بحيث تحول بيتنا إلى دار شقاء لا يطاق، فأرشدوني ماذا أفعل؟.

ماجدة. س. (الكويت)

الأخت الفاضلة: ماجدة. س (الكويت)

لكي تستمر الحياة الزوجية بلا شد وإزعاجات مستمرة، لابد من عزل كافة المتغيرات الدخيلة التي تتوسط العلاقة بين الزوج والزوجة، وعدم السماح لأي كائن كان (سواء من طرف أهل الزوج، أو من طرف أهل الزوجة) في التدخل بحياتهما.. أو من أصدقاء الزوج أو من صديقات الزوجة، بالإفتاء بأية مشكلة أو قضية خاصة فيما يتعلق بهما.. وبعد ذلك عند حسم موضوع التدخلات الخارجية اللجوء إلى المناقشة العقلية من خلال طرح الإيجابيات الجميلة قبل بدء المشكلة وتضخمها، والعودة إلى أجمل اللحظات وتذكرها واستدعاءها من خلال الأكوام المتناثرة من السقطات والسلبيات المتضخمة.. يكون حينئذٍ البدء بالعلاج أو ما يسمى بالإرشاد الزواجي، يفتح الحوار ليس بإظهار نقاط الاختلاف، وإنما بإظهار نقاط الإتفاق.. من خلال تنازل أحد الطرفين ولو جزئياً دون أن يخسر شيئاً من هذا التنازل، وإزاء ذلك يتم التوصل تدريجياً وليس دفعة واحدة لالاتفاق.. فلا يوجد محو سحري للتراكمات، وإنما هناك استبعاد للمسائل التي تثير آنياً.. وتحويل الآراء المثيرة وإبعادها عن حيز الواقع الحالي المعاش.. فالنفس الإنسانية عندما تنهك، تستنزف طاقتها المتاحة للعمل، حتى ليبدو الإرهاق والتشتت الفكري بادياً على الشخص الذي يتعرض للمواقف المنهكة والضاغطة نفسياً.. وأفضل علاج هو المناقشة العقلية من خلال تفتيت وتسفيه القضية وإن كانت كبيرة لا تطاق.. فالعلاج العقلي المعرفي كفيل بإزاحة التراكمات عندما تناقش مناقشة عقلية..

2) أنا فتاة ملتزمة ومحافظة ولله الحمد، ومشكلتي إن أخوتي يتحكمون في حياتي بكل شيء،  إن أبي رجل طاعن في السن ولا حول له ولا قوة، ورغم أنه ليس مثلهم وهو يثق بي لكن ليس بيده حيلة..

إن أخوتي يراقبونني وكأنني أرتكب ذنوباً أو أفعل شيئاً محرماً والعياذ بالله، هم يعرفون حق المعرفة إنني متدينة ومحافظة، وذلك ليس خوفاً منهم، بل قناعة مني بضرورة الدين للإنسان ومع ذلك فهم يراقبونني بكل حركة، ويمنعونني من الكتابة والقراءة، في حين أنهم يتصرفون بكل حرية مما يمنعونني عنه. أما أمي فهي امرأة لا حول لها ولا قوة، وإن تدخلت فسوف تأخذ نصيبها من الإهانة.

ر-ك

إن الحياة لا تسير إلا بالاعتدال بكل شيء، وإذا ما زاد طرف على باقي الأطراف اختل التوازن وانتهى الأمر إلى حالة الانحراف البسيط ثم ليتطور حتى يصل إلى حالة المرض النفسي.. إن قليلاً من التفكير يدلنا على أن الحياة نفسها مستحيلة بغير هذا الاعتدال.. إننا نعرف وضمن تخصصنا في مجال علم النفس وخاصة التحليلي، إن التشدد المبالغ فيه حد التطرف في التوجيه والتربية، قد يكون غطاء للكراهية، أو قد يكون ممتزجاً بقدر عظيم منها.. فالوسواس الزائد، هو بحد ذاته تعبير مرضي عن حالة تزعزع الإيمان وليس العكس..

    فالوسواس الزائد عن حده في معالجة الأمور إنما هو خلل في العلاقة الأضعف وليس الأقوى.. وبما أن حالة الفتاة المحافظة الملتزمة هي الأضعف في هذه العلاقة، فإن إسقاط مشاعر العدوانية عليها إنما يعبر عن علاقة وسواسية تجاهها.. فلكي تعالج المشكلة، علينا إقناع الطرف الأقوى في العلاقة والذي يعد هو السيد والمسيطر، وتخفيف انفعالات العصاب (المرضي) الوسواسي، لا سيما أن الوسواس باعتباره علاقة منقولة وليست أصيلة في الشخصية، ويمكن أن تكون حيلة دفاعية يلجأ إليها الشخص الذي تمتلكه الأفكار الوسواسية.. فالإرشاد والعلاج يجب أن ينصب على الأخوة.. وإقناعهم بخطأ ما يقومون به..

3) أنا امرأة متزوجة ولدي أربعة أطفال، نعيش أنا وعائلتي عيشة بسيطة، مشكلتي وباختصار أن أطفالي في المنزل ينالون حقوقهم أكثر مني هذا إذا لم أقل أنني لا أنال أي حق، فزوجي بخيل جداً، وبالأخص علي أنا، فهو يعاملني وكأنني جماد وليس لي أي احتياجات، إن زوجي لا يقدر مدى معاناتي، فهو يرى أن المرأة لا حاجة لها بالمال والملابس المهم أن يكون هو في أحسن حال، فأنا هنا غريبة وليس لدي أهل كي أستعين بهم، والشيء الأمر من هذا كله أن زوجي مثقف وملتزم ظاهرياً، ولكن الله أعلم بحالي معه أما إن كلمته وناقشته في الأمر، فالضرب هو جوابي، بالله عليكم ماذا أفعل؟ أنا تعبة جداً وقد بدأ هذا يظهر على شكلي، أرجوكم أن تجدوا لي حلاً..

ن - ع (دمشق)

الأخت المتزوجة وزوجها البخيل..

من المشكلات التي تواجه الزوجين خلال بداية حياتهما ومسيرتها بعد ذلك أما ضعف الاهتمام بالأسرة أو اهتمام الزوج بأهله أكثر من اهتمامه بزوجته، أو الخروج المستمر للزوجة عند بيت الجيران أو لأهلها.. فضلاً عن الصفات الخاصة التي تتعلق بشخصية الزوج، ومن أهمها البخل والتقتير المرضي.. وهي سمة من سمات الشخصية، وتعد سمة مرضية، فصاحبها لا يحب غير المال، ولا صديق له غير كسب المال والمحافظة عليه.. وحتى ما يظهره تجاه أبناءه من عطف مغموس بكرم، سينتهي حال النمو وتقدمهم في سنوات المراهقة، حتى يجد نفسه بأن مصاريفه زادت عليهم بفعل متطلباتهم، مع ازدياد حالة البخل والتقتير من قبله..

إن أفضل وسيلة للحفاظ على كيان الأسرة في ظل هذه المعاناة والظروف، هو مجاراته وتحويل قناعاته بأنك (الزوجة) الحارس الأمين على مصالحه، ولا تظهري أية مظاهر معاكسة لذلك، أو الإلحاح عليه بالمصروف وزيادته، وتوسيع دائرة متطلبات الأسرة، حتى وإن كانت حاجات أساسية وضرورية.. فهو لا يعير للضرورات أهمية، ولا للمستلزمات الكمالية دوراً.. فما يهمه هو أن الذي يخرج من المال لا يرجع، ولا يعوض.. فقدرك أختي العزيزة مجاراته وإظهار أعلى درجة من الضبط وتمشية ما يريد.. فهو لا يرعوي لأي نداء كالضمير أو الحاجات أو مما سيؤدي لا سمح الله للانحراف المتوقع مستقبلاً..

وينعكس على سلوك الأبناء تماماً.. فيجب عليك أن تكوني المسايرة لهذه الحالة.. فهو قدرك الذي ابتليت به.. وإن مع العسر يسرا..