في ذلك اليوم من ليل السبت عمّ الظلام في أرجاء المنزل، وكانت الأجواء مخيفة بعض الشيء، كان فيها المطر كالسيل يجري في الأرض حاملا معه البرق والرياح والرعد الذي نخاف منه كثيرا، حينما تبرق السماء الزرقاء الملبدة بالغيوم السوداء وتجرّ معها الرياح الباردة، كانت ليلة مظلمة جدا من كل شيء حتى لم يكن هنالك كهرباء، فشعرت بأني وحدي في وسط الظلام المعتم ويا له من يوم، كان مرعبا، اقلّب نفسي يمينا وشمالا لكي أصطاد النوم ليغلق عينيّ ذات اللون الأسود في ذلك الظلام الذي عمّ أرجاء غرفتي.
الخوف يأتي إلي لحظات من الوقت ويمضي، وخيالي وعقلي بدءا يسرحان في كل شيء وذهبت بالتفكير بعيدا عن تلك الحياة التي أعيشها، أخذني نحو طريق لونه أبيض طويل لا ينتهي ولا أعرف أين انا، فقط كنت أسير فيه، شعرت بالفرحة التي غمرتني ووجناتي أحمرتّا من الضحك والبهجة، وثمة سرور ألمَّ بي، وكلما أقترب نحو الطريق يبعد عني، فقلت ما بك أيها الطريق؟! أنا اريد هذا الطريق الذي لونه أبيض وعم الحزن في عينيّ، لِما ذلك؟ وبدأت أتساءل ما أنا فاعلة لكي يفعل بي هكذا، وبينما أنا أفكر وأتساءل مع نفسي مرت ثواني فإذا بي أسمع صوتا خافتا يجيبني، فشعرتُ بالفزع وأخذت أتلفّت يمينا وشمالا، حاولت أن أعرف من أين يأتي ذلك الصوت.
أمعنت النظر مرة أخرى ودققت فوجدت الإجابة في قلبي الذي أخذ يقول لي: أنظري إلى أعمالك وذنوبك فهل أنتِ عاملة فيها بطريق الصواب؟ وهل صفحة قلبك بيضاء اللون، لم تحقدي في يوم ما او تتكلمي على أحد، وهناك تساؤلات عن الكثير من أفعالك؟ لهذا السبب فإن هذا الطريق ليس لكِ، وعليكِ أن تسيري نحو الصحيح، ولتكوني في طريقك جاعلة الله نصب عينيك، واحمديه كثيرا ولا تتلعثمي، بالدعاء الصادق للجميع..
فززتُ من نومي فإذا بي أراه حلماً وليس واقعاً، لكني رغم ذلك حزنت فأنا قصدت بذلك ظلام قلوبنا التي ملئت سوادا كظلام الليل، ولم نسِر في ذلك الطريق، طريق الحب والوفاء والاخلاص والدعاء والقربة إلى الله تعالى، ودائما نحمل غيبة الآخرين ونتكلم عليهم، لِما لا نكف عن ذلك؟ ولنبدأ بصفحة نرسمها بلوحة ملئت في قلوبنا بالنور ونرسم الابتسامة على شفاه الوجوه الباسمة للجميع، ولنعِد الأمل بالله ولنرتقي سلم النجاة نحو المعبود والخالق، ليكون طريقنا أبيضا كلون الثلج، ولنمحو سيئاتنا بالتسامح والحب للغير مثلما نحب أنفسنا، لنكون قلبا واحدا من أجل الوصول إلى قمة السلام والروح الطاهرة، ولنجعل الله تعالى هو وسيلتنا لصعود سفينة العاشقين الوالهين إليه السائرين في نهجه وشريعته، ولتكن أعمالنا مقبولة، لنجعله صديقنا الوحيد في كل شيء وكل لحظة وثانية والحمد لله رب العالمين.
اضافةتعليق
التعليقات