تؤرقني تلك الحادثة وترهقني كثيرا، تاركةً أنيناً في قاع قلبي، لحظات شرود و تواهن ذهني، تدمع عيناي، أشعر بهما عندما تلهب الدموع وجنتاي، فأنتبه لأمسك بالمسبحة وأنادي: يا علي، في يوم لا أصدق ما جرى، ملأ أفكاري بالخوف، و يظل الضوء الخافت في أرجاء الغرفة، ليضيء شعاعاً فوق اقتاب افكاري المتناثرة، المتبعثرة، تنزل دمعتي وتكون بنزولها حارقة، صرخة تمردت بداخلي، وفتحت ذراعي علها تعود لجناحي الذي يرحل نحوها.
اراقب صوتها القادم، استجمع ابتسامتي لأزرعها على ثغري اليائس، اكتم انفاسي خوفا من الوسواس الخناس ان يقطف زرعي، يضعني القدر بين كفي الانتظار، لعلها تنجو من تلك الحادثة وتعيد لنا الحياة، ماذا يخبئه الدهر لها؟!.
تدور المسبحة بيدي كما يدور الليل الحزين حول الكرة ، كل حبة تمسكها يدي كانت ترانيم احبة، ليد تئن وجعا، اطرز الدعاء بخيوط من الرجاء لعل ليلة القدر تغير حالها، اعد الثواني ودموعي المتموجة: تنادي ربي اجعل ليلة القدر خيرا على ولاء.
تلك الزهرة النقية، جميلة كحبات العقد الابيض، قريبة من النفس كهواء، وشفافة كقطرات الندى السافرة، تعطي حياة كما تعطي الشمس الشعاع الذهبي، ابتسامتها تلك التي تغير خريطة همك، فتجعلك ضاحكا مستبشرا، دعوات تنتظر وجسد يرخي آهاته التائهة بين احضان السماء لعل الدعوة تفتح بها باب الامنيات، كعادتي منذ سنين استقبل ليلة القدر بدعوات متراكمة في قلبي افصح عنها، لكن هذه الليلة امنية واحدة طرقت بها باب السماء.
اخذتها تلك الطيور البيضاء وكأنها تودعني وعيوني تخبرها، انني غدا سألتقي منها الجواب، انتظرتها تطل علي بتلك البشارة تسابق الضياء بدمعة وبسمة فرح، ترفرف علي البشارة مكبلة انا بتلك البشارة ازحف عبر التغاريد لأصل اليها، والامس طرف من الخبر بين ربوع روحي وانفاسي السابقة، غبطة يعرفها الذين صادقوا وتعانقت ارواحهم في المحبة، فجاءت البشرى من السماء بشفاء تلك اليد فسبحانك ربي خلقت البلاء واشفيت ولاء.
اضافةتعليق
التعليقات