لقد تم طرح العديد من البحوث والمقالات تحدثت عن السلطة التشريعية والحكومية والسياسية في حياة الإمام، ولكن قليل جدا ممن تناولوا السلطة التنفيذية. بل حتى أنني تصفحت العديد من المواقع الإلكترونية عدة مرات لأبحث ما إذا كان أحدًا قد سلط الضوء على هذا الموضوع ولم أجد ذلك في أي موقع قطعًا!.
لذا ارتأيت أن أخوض في هذا المضمار ولاضير أن نطبق السلطة التنفيذية في حياتنا الاعتيادية خصوصا الأمهات في بيوتهن، هن مسؤلات عن تنفيذ السلطة التي طبقها الإمام علي (عليه السلام)، وقد اختارك الله أيتها الأم العزيزة اختيارا دقيقا وهذا يدلُ على أن وجودكِ ذو أهمية وأنكِ أهلاً لتطبيق هذا الدور العظيم.
نحنُ نرى في حياتنا كيف يتم إختيار المسؤول بدقة عالية ليُطبق سلطته ويُنفذ رؤيته ويتم اختياره وفق معايير خاصة تتفق مع هذهِ المسؤولية المهمة الملقاة على عاتقه. فالسلطة هي سلطة، المسؤولة على فك النزعات والخلافات والتنظيم والسير والسلوك والأدب. ولكن الله حباكِ بمنزلة أرفع حيثُ أضاف إلى هذه المسؤوليات مسؤولية التربية والتعليم والتنظيف..
فمن المفروض والجيد اطلاعكِ على حياة الإمام علي (عليه السلام) وعلى جانب سلطته التنفيذية الفذة التي استطاع من خلالها زرع المفاهيم والقيم التي مازالت دروسًا لايمكن تجاوزها.
هذه التجربة الغنية للإمام علي (عليه السلام)، لا تزال غير مُعلنة ويُعاز السبب إلى ضعف الترويج، والحقد غير المبرّر، وغياب الجهد الإعلامي المنظّم لإظهار ونشر هذه التجربة، فأمةُ اليوم والأم بحاجة إلى منظومة حياة وسلطة راجحة وعادلة، لاسيما أن الظلم بات العلامة الأوضح في الأسرة ظلم الأم لأولادها أو زوجها فهي لا تفهم من السلطة إلا ظواهرها وهي (التحكم، رفع الصوت، وإصدار الأوامر عن جهل تام) إن السلطة التي نتحدث عنها هي كيفية إدارة الأسرة بشكل جيد وزرع المفاهيم والقيم التي حثَّ عليها الدين الإسلامي مع الكلام اللطيف والأسلوب المناسب لكلِ موقفٍ وفرد.
يقول السيد الشيرازي:
(ممّا يؤسف له حقاً أنّ العالم اليوم غير مطلع على قضاء أمير المؤمنين (عليه السلام)، فما أحوجنا إلى إيصال ذلك للعالم وتعريفهم به).
في نهاية الكلام وخُلاصتهُ، الجميع يعرف أهمية المسؤولية في تنظيم حياة الناس والأسرة على وجه الخصوص، لذا على جميع الأمهات ومن يعنيهم هذا الأمر الإطلاع على تجربة الإمام علي القضائية ومسؤوليته تجاه الأمة، بشكل دقيق ومفصّل، حتى يتسنى لكِ تصحيح ما هو خاطئ. وتطبيق واعتماد السمات والصفات والطرائق التي جعلت من الإمام علي (عليه السلام) قاضياً مسؤولًا لا يتكرّر للأُمة. لتُنشئي أُمةً مُصغرة للنهوض بأُسرٍ واعية..
اضافةتعليق
التعليقات