• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

إعلانات وردية تسلّع النساء

مريم حسين العبودي / السبت 12 تشرين الثاني 2022 / حقوق / 1624
شارك الموضوع :

تتخذ معظم هذه الإعلانات الوجه الأنثوي كعامل جذب رئيسي في موادها الترويجية

في زمنٍ يضجُ بالاستهلاك اليومي المستمر لكافة أنواع المنتجات والخدمات والأطعمة، يمكنك اليوم أن ترى إعلاناً تجارياً حيثما تلتفت، في لوحات إعلانية على الطُرقات أو الجدران، في برامج وتطبيقات هاتفك الذكي، في التلفاز، الصحف، المجلات، شاشات إعلانات الشوارع، الملصقات الترويجية، واجهات المحلات، والكثير غيرها، بل وحتى إن لم تكن متابعاً أو مشتركاً في أي صفحة أو حساب تجاريّ، سيظهر لك إعلاناً ممولاً يُرغمك على مشاهدته.

تتخذ معظم هذه الإعلانات الوجه الأنثوي كعامل جذب رئيسي في موادها الترويجية، وتلجأ الوكالات وشركات الإعلانات إلى استخدام المرأة كعنصر للتأثير في سلوك المستهلك، لدفعه إلى الشراء أو لجذبه إلى خدمة أو سلعة أو فكرة معيّنة. في إعلانات السيارات، الأدوات المنزلية، أجهزة المساج، المواد الغذائية، الخدمات العامة، العيادات، تطبيقات التسوق، المجوهرات، آلات الحلاقة، العطور، الأجهزة الإلكترونية، المطاعم، وغيرها الكثير من المنتجات التي تروج لها الفواصل الإعلانية في أجهزة التلفزة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي والتي يمكن أن يُلاحظ دون عناء بأن العامل المشترك بين جميع هذه الإعلانات هو النساء. حيث يرى المروجين أنه لا يمكن أن يكتمل إعلان ويحقق الانتشار والتأثير اللازمين دون استخدام عنصر أنثوي فيه. 

استخدام المرأة بالإعلانات يعتبر الاستخدام الأكثر شيوعاً اليوم، ولسوء الحظ، أن هذا هو النموذج الأنجح وفق العديد من الدراسات عن أرباح المنتجات المُعلن عنها بملصقات المرأة وجسدها وزيادة مبيعاتها. ولذلك فإن التسويق يكاد لا يخلو من المرأة؛ والأمر الذي يثير الاستهجان هو طريقة ترويج المرأة لمنتجات لا تمت لها بصلة كمنتجات رجالية بحتة.

ولأن للإعلام الدور الرئيس في تنشئة الأجيال المتلاحقة من الشباب والعامل الذي يمكن أن يؤدي إلى تغيير جذري في البنية الفكرية للأفراد؛ تُعتبر الإعلانات وسيلة لا تقتصر على التسويق فحسب بل هي أداة تضيف وتغيّر الأفكار والأنماط الحياتية التي قد تُصبح جزءاً من معتقدات مجتمع بأكمله بل وقد تُعيد برمجته بالكامل مع تتابع بثها على المدى البعيد.

حيث أن لكل مجتمع تطلعاته وعاداته التي تستغلها الإعلانات طمعاً في المشاهدين وأملاً في زيادة الأرباح وجذب المستهلكين.

تُربى معظم النساء في المجتمعات الشرقية والعربية على وجه الخصوص من خلال الأسرة الصغيرة والكبيرة والأقارب والأباعد والمجتمع بشكل عام على تأطير أنوثتها وفق معايير مُقررة من قِبل المجتمع. وخلال مسيرة حياتها الكاملة يجب أن تكون فيسعى دائما لوضع إشارة (تم) أمام كل نقطة من هذه المقاييس لكي تحصل على الرِضا والمباركة تمام أنوثتها ليس بنظرها بل بنظر هذا المجتمع ومن فيه دون أن يُشدد الحرص الأكبر على تدعيم نموها العقلي ووعيها حول الحفاظ على هذه الأنوثة التي وُهبت لها.

تُمارِس الحملات الترويجية اليوم طرق نفعية مدروسة لكافة جوانب المرأة، كثير من النساء المحجبات والملتزمات يسهل التأثير عليهم بسبب هشاشة الوعي وعدم وجود دعامة قوية تحجب عنها الاستغلال الخارجي، فسرعان ما يُصبحن مشاهير في وسائل التواصل الاجتماعي وشيئاً فشيئاً يبدأ الأمر بإعلان بسيط عن عطر ثم تصوير مقرب لعدسات عين من ماركة شهيرة، وينتهي الأمر بإعلانات ملابس ومنتجات تتعارض كلياً مع الاحتشام والمبادئ الإسلامية التي كرّمت المرأة وصانت جمالها وجلالها وأبعدت عنها نظرات الشهوة والطمع. لمواجهة (تسليع) المرأة يجب أن يكون هناك وعي وبالذات عند المرأة نفسها لكي تحفظ بذلك حقها في الاحتشام، وهذه المواجهة لا تُحل بسهولة لأنها تخطت حدود الأخلاقيات العامة وتغلغلت بالمجتمع وبنسيجه ولذلك فإن (نية) الإصلاح والتغيير وحدها لا تكفي. بل يجب أن يكون هنالك قرار جمعي بين كافة جهات الدولة والمجتمع لمواجهة هذه السلوكيات الخارجة عن إطار الدين والأخلاقيات العامة، وأن توّعى النساء حول حقيقة أنهنّ أصبحنّ أداة يُتحكم بها وتعرض في وسائل إعلانية لتحقق المتعة البصرية للرائي، عليها أن تعلم أن الجمال الذي تتمتع به لم يُخلق ليروّج لماكينة حلاقة أو خلاط منزلي، أن تعرف قدر نفسها وأن الله أعزّها في حين أن المجتمع يأبى إلا أن يُذلها.

المرأة
الاعلام
الانترنت
المجتمع
السلوك
الشخصية
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    آخر القراءات

    البشرة.. درع الحماية الأكبر في جسدك

    النشر : الثلاثاء 14 آيار 2024
    اخر قراءة : منذ 15 دقيقة

    آثام حمراء

    النشر : الثلاثاء 15 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ 15 دقيقة

    تعاني من شعور سلبي دائم؟ طرق فعَّالة للتخلص من الإحساس بالضيق

    النشر : الأثنين 27 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ 15 دقيقة

    القضية الحسينية: مدرسة الأجيال الناجحة

    النشر : الأحد 07 تشرين الاول 2018
    اخر قراءة : منذ 15 دقيقة

    الإساءة إلى جسدك.. أسبابها وآثارها

    النشر : الأثنين 31 تموز 2023
    اخر قراءة : منذ 15 دقيقة

    مبتكر مغربي يطور سلة تسوق متحركة صديقة للبيئة

    النشر : الثلاثاء 19 شباط 2019
    اخر قراءة : منذ 15 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 553 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 481 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 420 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 377 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 352 مشاهدات

    علماء يكتشفون سببا مفاجئا لتناول الناس كميات أكبر من السكر

    • 318 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1201 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1167 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1105 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1087 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1069 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 677 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة
    • منذ 22 ساعة
    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟
    • منذ 22 ساعة
    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة
    • منذ 22 ساعة
    مع تغيّر الفصول… الصحة النفسية في الخريف تحت المجهر
    • منذ 22 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة