نرى البعض عند أقدامه على الزواج والشروع بِه ينقسم الناس هنا الى قسمين منهم من يبدأ بالبحث عن فتاة لم يُرَ لها ظل، جميلة خرساء نحيلة بيضاء لا تسمح للهواء بتحريك خصلات شعرها، ذو اخلاق وحسب ونسب ويفضّل ان تكون ربة بيت ليجعل منها زوجته كي يعلن راحته على اعتاب اهتمامها به وببيته، وإن كانت طالبة او ذات وظيفة وأعجبته يبقى في دوامة تفكير وانزعاج ويفكر بشتى الطرق لاقناعها كي تترك وظيفتها وتعيش معه كربة بيت حسب رغبته، ثم يبدأ بإقناع الطرف الاخر بما امتلأت اسماعه من قول أن المرأة خلقت لادارة شؤون المنزل وإلاهتمام بمن فيه وان العمل وجد للرجل كونه يستطيع ان يعمل اي عمل دون حرج او خوف او تردد، بينما للمرأة حواجز ومعوقات كثيرة تمنعها من مزاولة اي عمل خارج إطار استطاعتها ومن باب الخوف عليها يتم الاعتراض على عملها خارج المنزل.
وبالرغم من نجاح الكثير من النساء في تحقيق التوازن بين عملها وإدارة شؤون بيتها المفروضة عليها في حياتها المهنية التي تتطلب منها وقتاً خاصاً أيضاً فإن ذلك يتطلب تعامل خاص معها كونها في مجتمع لا ينظر لنجاح المرأة بعين الإنجاز بسبب التقديس الذكوري الطاغي على المجتمع، وإن التغيرات التي حدثت في البنية الاقتصادية للمجتمعات سمحت للمرأة المشاركة بشكل مكثف في الحياة المنتجة.
وإن دخولها مجال العمل والإنتاج جعل منها شخصاً مميزاً لِه خصائصه النفسية المميزة التي تجعلها مختلفة عن المرأة القديمة التي كانت تلبي احتياج المنزل والاسرة فقط.
أما القسم الاخر والقليل من يكون من هذا الصنف الذي يفضّل الارتباط بالمرأة العاملة او يبحث عن موظفة لإكمال مسيرة حياته معها وانه لا يمانع على خروجها بل يحاول ان يقدم لها الدعم والمساندة لأنه قد علم أن نجاحها يعود عليه أيضا، وانه فهم واقع اليوم الذي وفر مكان للمرأة وسمح لها بمزاولة الاعمال المختلفة بسبب التحضر والانفتاح الذي مرت به البلاد في السنوات الاخيرة مما جعل الناس ينقسم صنفين منهم من يتقبَّل نجاح المرأة في مجال العمل بالاضافة الى عملها المنزلي ومسؤولية منزلها ومنهم من لا يرغب بذلك النجاح المهدد لمستقبله لأنه يرى نفسه ضعيف امام نجاحها ولا يتحمل ان يرى نفسه مهزوماً.
في الوقت ذاته نذكر انه ليس شرطاً ان تكون المرأة عاملة خارج منزلها وعليها ان تخرج تاركة واجبها الأوجب ألا وهو بيت زوجها وأولادها والاهتمام بشؤونهم لأنها تمثل المدرسة الاولى لتنشئة الطفل والبيئة الاولى التي ينبثق منها أفراد المجتمع لذلك من واجبها ان تهتم لأمر اولادها وان لا تقصر في حقوقهم وان تعادل بين كفتي واجبها وعملها كي تكسب نجاحها الحقيقي..
هنا وجهنا سؤالا للإطلاع على آراء الناس حول هذا الموضوع وكان السؤال كالتالي؛ برأيكم هل ترون ان المرأة العاملة تنافس الرجل إيجابياً ام انها تهدد نجاحه؟!
الست ايفان/ مدرسة تقول:
إن العمل عبادة وقد ذكر ذلك في القرآن الكريم والاحاديث الشريفة، لما يحمل العمل من نتائج إيجابية تعود على الفرد نفسه وعلى المجتمع أيضاً، وبالنسبة لعمل المرأة لا ارى اي شيء يعيب ذلك او ينقص من شأنها بالعكس من ذلك لأن العمل لها وخصوصا في الوقت الراهن جعل منها شخصاً له كيان وشخصية تستطيع مواجهة ظروفها، لذلك نرى الكثير من النساء اليوم في الدوائر والمؤسسات الحكومية والأهلية تعمل باخلاص وباصرار كي تحرز على اداء عملها بأمانة لتنافس قرينها الرجل الذي يبرز في مقدمة الاعمال دائما، وبرأيي إن عمل المرأة منافسة للرجل كي تكون أقوى منه في مواضع كثيرة.
ام زهراء/ موظفة أبدت رأيها قائلة:
العمل شيء جميل يعطي للمرأة كيان يجعلها قادرة على مواصلة مسيرتها الحياتية رغم ماتمر به دون الاتكاء على احد وبطبيعة المرأة تكون اكثر حرصاً من الرجل على اداء العمل بإتقان مما جعل الرجل يتخوف من نجاحها الأمر الذي اجبر الكثير من الزوجات ترك وظائفهم والجلوس في البيت والاهتمام بشؤونه ليبقى الرجل سيد المنزل المالي.
ابو علي/ محلل كيميائي:
بالنسبة لرأيي في هذا الموضوع لا أتفق مع عمل المرأة خارج المنزل لأن خروجها يسبب ارباك في مهام المنزل بإعتبارها احد الأركان المهمة لاكتمال الاسرة الناجحة، وأما المرأة اعترف بنجاحها في اي محل تضع نفسها فيه فإنها قادرة على فرض وجودها رغم دور الرجل المؤثر إلا ان حضورها في بعض الأحيان يطغي بسبب الاتقان الذي تتمتع به وحبها للإخلاص في عملها وبرأيي فإن عمل المرأة هو منافسة للرجل.
سيد علاء/ موظف:
عمل المرأة شيء لطيف للغاية ونحن نرى أن البعض يعارض ذلك لأنه لا يستطيع تقبل الهزيمة من امرأة بسبب شخصياتهم الضعيفة وتقييمهم للنساء على إنهن فقط للمنزل فإن رؤيتهم لها كناجحة في عملها يشكل تهديد لمستقبلهم العملي.
حنين/ موظفة:
نجاح المرأة في مجال عملها ومهامها يعتبر إنجاز عظيم لِها باعتبار المرأة مجاهدة سواء ان تواجدت في بيتها او خارجه، بالأضافة الى ذلك قدرتها على إدارة اكثر من امر في آن واحد، كأن تكون موظفة وطالبة او زوجة وموظفة او طالبة وزوجة ولا يستطيع الرجل التركيز على عدة أمور في آن واحد بخلافها، ونجاحها في جميع ماتحت مسؤوليتها يشكل تهديد للرجل بشكل مرعب لأن كل هؤلاء النساء استطعن ان يحققن اهدافهن ويخطن نجاحهن بحروف من ورد على أوراق الزمان.
سيد احمد/ موظف:
عمل المرأة اليوم اصبح أمراً طبيعياً على خلاف السنوات التي مضت التي كانت المرأة معدومة الحقوق وقليلة التواجد في ميادين العمل بسبب انغلاق المجتمع وتمسكه بالعادات والتقاليد التي تسبب التضييق عليها وكبت مواهبها وحرمانها من المطالبة بممارسة حقوقها المشروعة، اما اليوم اصبح لديها كيان خاص واسم في عملها الذي تديره وأن تثبت وجودها بكل ثقة وان عملها اصبح منافسة للرجل.
سارة/طالبة وموظفة:
عمل المرأه اليوم اصبح ضروري جداً بسبب ظروفها وما تقاسيه المرأة من معاملة سواء في البيت او من قبل المجتمع فإن العمل والشهادة التي تحصل عليها اصبحت بمثابة السلاح الذي ترد على كل من يواجهها بكامل ثقتها لتسكت اصواتاً اخذت تصرخ عالياً بأنها كائن ضعيف لاتقدر على تولي أمورها او ادارتها فإن ذلك ساعدها ان تنجح في ميدان العمل والإنتاج وان تنافس الرجل لتصبح تهديداً له.
ولاء/ ناشطة دينية:
للرجل دوره في الحياة وتكاليفه وللمرأة ايضا، فليس بالضرورة أن يكون عمل المرأة تنافسا للرجل أو تهديدا لنجاحه، فعمل المرأة بحد ذاته لا ضير به إن كان لا يضر بكيانها وتكوينها، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته كما جاء عن نبينا اﻷكرم صلوات الله عليه وعلى آله الكرام وهو بذلك أوضح ان كل فرد من البشرية عليه مسؤوليات وله دور عليه أن يؤديه بأفضل مايكون ليؤدي تكليفه.
فإن كان عمل المرأة لا يعود سلبا على مسؤوليتها في بيتها من أداء حق زوجها وتربية أولادها فلا ضير في ذلك وقد يكون معينا لها في حياتها لتقدم أكثر وتتقدم.
وأمر جيد إن استطاعت امرأة أن توافق وتوازن بين مسؤوليتها في بيتها وبين عملها وقد يكون عمل المرأة في ظل ظروفنا التي نعيشها حافظا لكرامتها ومقويا لها بالاعتماد على نفسها وتحمل مسؤوليتها إن لم تجد المعين.
فكل بحسب دوره إن كان رجلا أو إمرأة والنجاح يتحقق بما يبذل كلاهما من جهد ويمتلك من عزم وقوة.
وايضاً اجاب احد رجال الدين عن السؤال وأبدي رأيه في ذلك فقال:
العمل في نفسه لايترتب عليه شيء، المهم هو تأثير العمل على الحياة العائلية، فبعض الاعمال في بعض العوائل موجب لتقوية الالفة وارتياح الرجل.
وفي بعض الموارد بالعكس لحساسية الزوج او لكيفية العمل او قلة اهتمام الزوجة او غرورها الى اخره...
اضافةتعليق
التعليقات