يظهر فرق من الفروق بين الإستغفار وبين التوبة فإن كثيرًا من الناس يتصورون أن الإستغفار يُراد في التوبة أو يتصورون أنهُ يساوي التوبة فأما يتصورون المرادف المفهومية أو يتصورون المساواة المصداقية لكن الواقع خلال ذلك فإن الإستغفار أمر والتوبة أمر آخر والله تعالى يقول بسم الله الرحمن الرحيم "وَأَنِ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِ".
إذًا الإستغفار شيء والتوبة شيء آخر والناس عادةً لهم أُنس بمفهوم الإستغفار وبالقول مثلا أستغفر الله ربي وأتوبُ إليه لكن التوبة مفهومها غير متداول لديهم عادةً وهنا بيت القصيد، إن الإستغفار يعني أن تطلب من الله سبحانهُ وتعالى أن يغفر لك ذنوبك وهذهِ حركة دفعية لكن التوبة مفهوم إسمي من ذلك بكثير يقول تعالى "ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِ".
يعني إرجعوا إليه وهذا الرجوع إلى الله سبحانهُ وتعالى لا حد لهُ ولا يقف عند حد أما الإستغفار فهو دفعي فهو أمر واحد لكن التوبة هي الرجوع إلى الله وحيثُ أنهُ تعالى فوق ما لا يتناهى بما لا يتناهى من كل الجهات فتكون التوبة إليه حركة صعودية مُستمرة إلى الله "وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلۡمُنتَهَىٰ".
وعلى الإنسان أن يكدح في الارتقاء حتى الوصول إلى الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم
"يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡإِنسَٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدۡحٗا فَمُلَٰقِيهِ".
ولكي يتضح لنا ذلك أكثر، نلاحظ أن الجميع عندما يواصلون الدراسة، ولو تجمد الإنسان فترة من الزمن لأحس بالخسارة، ولكن ماذا على ماذا عن الترقي والتعالي يومًا في مدارج القرب إلى الله تعالى؟ هل نحن في توبتنا إلى الله أي في رجوعنا إلى الله سبحانهُ وتعالى، هل نحن كذلك أي هل إننا نقارن بإستمرار بين الأيام فبالأمس مثلا كان إنقطاعي إلى الله وحضور قلبي وقربي إليه بدرجة، واليوم كم هو قربي وعروجي إلى الله تعالى، في الأدب الحديث هناك ما يسمى بالأدب التصويري وهذا نوع من الأدب الراقي جدًا وإن قواعد التجويد تسهم في تطوير الأدب التصويري؛ وذلك أنها تعطي تموجًا وحركية وصورة للكلمات.
اضافةتعليق
التعليقات