• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

متى ينجح الإعلان؟

ليلى قيس / الأحد 22 كانون الثاني 2023 / اعلام / 1545
شارك الموضوع :

إنها ليست اختيار بين انجاز أو أداء أو موقف بل هي اختيار للاستهلاك بين عدة سلع

ينجح الإعلان حين يتعطل الحس النقدي وتثار الرغبات والتخيلات والأحلام. فالإعلان هو بالأساس صناعة الموافقة على أن ذلك يقدم من خلال مبررات تبدو منطقية عبر شعارات من مثل: الإعلان هو حق الاختيار. كيف يمكن أن تختار إذا لم تعرف ماذا يوجد على الساحة؟ عليك أنت ستستهلك أكبر قدر من الإعلانات كي تمارس حقك الكامل في الاختيار من بين البدائل المتاحة.

على أن ما يتم السكوت عنه هو طبيعة هذا الاختيار ذاتها. إنها ليست اختيار بين انجاز أو أداء أو موقف بل هي اختيار للاستهلاك بين عدة سلع.

وهنا بيت القصيد الإعلان هو إعلان استهلاكي أساساً. إنه إبن اقتصاد السوق. ندر أن وجـدنـا إعـلانـات عـن الأداء أو الإنتاج. وإذا أغرق المشهد بالإعلانات الاستهلاكية فإننا سنكون أمام صناعة ثقافة الإستهلاك ليس إلا الإستهلاك يصبح هو القيمة، وهو المرجع وهو الموجه ويصرف النظر عن كيفياته. ولكن ماذا بخصوص من لا يملكون القدرة على الاستهلاك؟ كيف سيمارسون حقهم في الاختيار إذا؟ وما الذي يجري حين تتعذر ممارسة هذا الحق؟ كلها أسئلة تظل مطموسة. ليس هناك من حالة تعبر عن ثقافة السوق بقدر الإعلانات التي تدعوك بالقطع إلى متعة الاستهلاك الآني. إننا من جديد بصدد الراهنية والإثارة والمتعة. على الأقل إذا استعرضنا واقع الإعلان التجاري الذي يغمر الثقافة المرئية.

لقد سيطر الإعلام المرئي على الثقافة، وسيطر الإعلان على الإعلام. فالشركات المعلنة هي التي تحدد كما رأينا نوعية المادة المرئية، بما يتمشى مع ترويج سلعها، سواء في الأخبار، أو البرامج الأخرى. ويصل الأمر ببعض القنوات التجارية أن يتحول البث التلفزيوني فيها إلى مجرد غطاء أو إطار للإعلانات. يملأ الفراغ ببرامج متنوعة: بعضها مثير والكثير منها رخيص، والنادر منها مميز، من أجل الإعلان وما يدره من ربح والمميز، وخصر يقدم لجذب الجمهور واصطياده بالإعلانات التي تتخلله والتي تبلغ أسعارها أرقاماً مذهلة.

وعلى كل حال هي مبالغ مأخوذة من المستهلك ذاته فإما أن تضاف على ثمن السلعة، أو تحسم من حساب الضرائب المتوجبة للمال العام، أو الاثنين معاً! شركات الإعلان تعقد الندوات لتنشيط السوق الإعلانية.

والملفت كيف يحدث خلط مقصود أو غير مقصود ما بين تعابير الإعلام والإعلان في أدبيات هذه الندوات وشعاراتها مما تحفل به أخبار الإعلان عنها السوق الإعلامي يستبدل بالسوق الإعلاني من خلال إنزلاق لغوي ملفت للنظر أو ليست هذه أيضاً من خدع الترابط: الإعلام = الإعلان، أو العكس؟ وإذا كان الأمر كذلك ألسنا في بؤرة اقتصاد. السوق وثقافته؟ إغراق الأجيال الطالعة بالإعلانات أصبحت تشغل بال المربين والمفكرين، خصوصاً في الغرب.

يقول بعضهم أن الطفل الأمريكي حين يصل إلى نهاية المرحلة الثانوية يكون قد تعرض لما يقرب من 500 ألف إعلان، تكدس كإثارات دماغية في ذهنه بدون تحليل أو نقد. وهو تكدس يؤدي إلى التشبيك العصبي الذي يجعل المثيرات الجديدة تمر من خلاله ومبدأ الصدارة الذي ينشط ليسبغ دلالة خاصة على حاجة معينة وإشباعها موضوع الإشباع يصبح هو السلعة التي أغرق الذهن بالإعلان عنها. أطفال الغرب هم آخر سوق إعلاني ذي شأن، يبلغ في أمريكا وحدها ما يزيد عن 14 مليار دولار سنوياً.

إغراق الأطفال بالإعلانات عن الحلوى والأغذية غير الصحية خلال ساعات البث المخصصة لهم، بدأ يطرح قضايا صحية جدية على خبراء الصحة العامة.

أبطال الأطفال المحببين يُستخدمون كوسائط إعلانية للترويج عن لباس، أو حلوى، أو لعبة كيف يمكن للطفل أن يقاوم استهلاك هذه السلعة؟ كيف يمكن ألا يكون كالآخرين؟ ذلك ما أصبح معروفاً ويعاني منه الأهل إزاء إطلاق موضات وملابس وأدوات البطل الفلاني المحبب إلى الطفل. وهو بطل قد تمت صناعته بالأصل ولا راحة للأهل إلا بتلبية رغبات الطفل بالطبع!.

فليس عجيباً إذاً أن يكون الطفل هو آخر سوق إعلانية. ليست المشكلة في الإعلان بحد ذاته، بل في توجهاته والإيديولوجيا الاستهلاكية التي يروجها ويرسخها.

إنها في بناء تصور عن العالم ونمط من الوجود تقوم مرجعيته الأساسية وأحكام قيمته على الاستهلاك على اختلاف ألوانه. وبالطبع الشاشة التلفزيونية هي الساحة والأداة الأهم لهذا التنميط الكوني.

المصدر:
مقتبس بتصرف من كتاب "حصار الثقافة بين القنوات الفضائية والدعوة الأصولية" للمؤلف "مصطفى حجازي"
الاعلام
الاقتصاد
الشخصية
السلوك
مفاهيم
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    المرأة من نعيم الإسلام الى جحيم الغرب!

    النشر : الأثنين 16 تشرين الاول 2017
    اخر قراءة : منذ 24 دقيقة

    من الظلام إلى السما

    النشر : الأثنين 09 آب 2021
    اخر قراءة : منذ 24 دقيقة

    نادي أصدقاء الكتاب يناقش: من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟

    النشر : الأحد 15 تشرين الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ 24 دقيقة

    أنا المسؤول

    النشر : الأثنين 02 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ 25 دقيقة

    قراءة في كتاب: إحياء عاشوراء

    النشر : الأحد 06 تشرين الثاني 2016
    اخر قراءة : منذ 25 دقيقة

    الأمومة السامة وكيف تدمر نفسية أبنائها

    النشر : السبت 11 ايلول 2021
    اخر قراءة : منذ 25 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 537 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 477 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 413 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 368 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 352 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 333 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1193 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1156 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1097 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1081 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1063 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 664 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 9 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 9 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 9 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 9 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة