يرتفع مستوى الأستروجين والبروجيستيرون كثيراً أثناء الحمل وتنخفض كثيرا بعد الوضع وغالبا ما يسبب هذا التغير المفاجئ اكتئاباً ويعاني حوالي نصف نساء العالم من اكتئاب الولادة بعد الوضع أو سوداوية الأمومة، علماً أن 15% من النساء يعانين من اكتئاب ما بعد الولادة يتراوح بين الاكتئاب الخفيف والمتوسط، في حين أن امرأةً من أصل 500 تعاني من اكتئاب ما بعد الولادة الحاد.
سوداوية الأمومة
يعاني نصف الأمهات الجدد من سوداوية الولادة في الأسبوع الذي يلي الوضع فغالباً ما تشعر الأمهات الجدد تقريباً في اليوم الثالث بعد الولادة بالضيق والحزن، ثم يعدن إلى حالتهن الطبيعية السابقة في نهاية الأسبوع الأول، وفي غضون ذلك لن تحتاج هذه الأمهات إلا إلى بعض الدعم والحب والتفهم.
اكتئاب ما بعد الولادة الخفيف والمتوسط
يشيع الاكتئاب طويل الأمد بعد الولادة وغالباً ما يكون هذا الاكتئاب واضحا، لا سيما وأن الأم الجديدة تنشغل بمسؤوليتها أو تبقى مستيقظة طوال الليل تسهر على راحة طفلها وغالبا ما تنتاب حالات الاكتئاب الشديدة الأم بعد الولادة بفترة قصيرة، إلا أن أقلها حدة وأكثرها شيوعا هي تلك التي تبدأ بعد فترة تتراوح بين الأسبوعين والسنة من الوضع وقد يبدأ الاكتئاب أحياناً في الفترة التي يخفّ فيها دعم العائلة والأصدقاء واهتمامهم وتبدو الأعراض في هذه الحالة مبهمة أكثر مقارنة بغيرها من أنواع الاكتئاب، فتكون المرأة قلقة، لا سيما في ما يتعلق بحالة طفلها. وقد تشعر بالذنب فتلوم نفسها وتنتقدها وينتابها التعب والضيق.
يصعب شرح اكتئاب ما بعد الولادة بتغير بسيط يطرأ على الهرمونات، فهذا التغير غالبا ما يحصل قبل فترة طويلة من هذا الاكتئاب ويجعل هذا التغيير المرأة عرضة للاكتئاب، إلا أن العوامل تفعل فعلها أيضاً في هذا الشأن.
عموما تبقى النساء عرضة لخطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة المتزايد لا سيما بعد فترة حمل صعبة أو ولادة صعبة حين تأتي توقعات الأمومة واختلاف الدور أقل من التوقعات، أو حين تسبب ولادة الطفل متاعب في العلاقة، غالبا ما تحتاج النساء اللواتي يعانين من اكتئاب مابعد الولادة إلى العلاج .
عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الاصابة باكتئاب الولادة
تزيد بعض العوامل من احتمال إصابة المرأة باكتئاب ما بعد الولادة كلما ازدادت عوامل الخطر، ازداد احتمال إصابة المرأة بالاكتئاب.
قبل ولادة الطفل:
مشكلات خصوبة
أمراض نفسية سابقة
إصابة أحد أفراد العائلة بأمراض نفسية
والدة وحيدة
مشكلات مالية كبيرة
الإنجاب في سن مبكرة ( أقل من 16 عاماً)
الإنجاب بعد سن الخامسة والثلاثين
شك في الرغبة في الإنجاب
مخاوف تتعلق بصحة الطفل
قلق يتراوح بين القلق الخفيف والمتوسط في أثناء أشهر
الحمل الثلاثة
ولادة صعبة
بعد ولادة الطفل:
ولادة قبل أوانها (قبل الأسبوع السابع والثلاثين)
مرض جسدي
عزلة اجتماعية
قلة الدعم من الشريك
العودة إلى العمل بمستوى أقدمية أقل.
غالبا ما تساعد مشاركة الزوج وتفهمه المرأة التي تتلقى علاجا يساعدها على التخلص من اكتئاب ما بعد الولادة. وفي بعض الأحيان، قد يحتاج الوالد أيضاً إلى الدعم: إذ يكون الوالد الجديد أيضا عرضة للاكتئاب، لا سيما إذا كانت زوجته مكتئبة. وعندما يتعلق الأمر بمعدلات الشفاء ، نلاحظ أن الدواء يُحدث في العادة فارقا كبيرا : فالنساء اللواتي يتلقين علاجا للتخلص من اكتئاب ما بعد الولادة تتحسن أحوالهن تماما، في حين أن النساء اللواتي لا يتلقين العلاج لا يتحسن إلا بنسبة %50 بعد ولادة طفلهن الأول.
اضافةتعليق
التعليقات