• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

كيف تسللت التفاهة إلى الحرم الجامعي؟

ليلى قيس / الأربعاء 03 آيار 2023 / تطوير / 2381
شارك الموضوع :

العلوم ليس الغرض منها الاكتساب، بل الاطلاع على الحقائق، وتهذيب الأخلاق

منذ مدة ليست بقصيرة بدأت ظاهرة طلب العلم بالتلاشي في الأوساط الجامعية وبات الأمر محصورا لأغراض المظهر الاجتماعي، لا طلباً للحكمة العالية. وبما يذكّر بظاهرة الهَوَس بالحصول على الشهادات العلمية العالية من ماجستير ودكتوراه لأغراض الظهور الاجتماعي وحده، كتب الجغرافي والمؤرّخ العثماني حاجي خليفة (المعروف بكاتب جلبي) الذي عاش في القرن السابع عشر الميلادي، والمعروف كأبرز كاتب موسوعي بين أقرانه العثمانيين ومنها أن يقصد بالعلم غير غايته، كمن يتعلم علماً للمال أو الجاه.

فالعلوم ليس الغرض منها الاكتساب، بل الاطلاع على الحقائق، وتهذيب الأخلاق على أنه من تعلّم علماً للاحتراف لم يأت عالماً، إنما جاء شبيهاً للعلماء. ولقد كوشف علماء ما وراء النهر بهذا الأمر ونطقوا به لما بلغهم بناء المدارس ببغداد، فأقاموا مأتم العلم، وقالوا: "كان يشتغل به أرباب الهمم العالية، والأنفس الزكية، الذين يقصدون العلم لشرفه، والكمال به، فيأتون علماء ينتفع بهم وبعلمهم وإذا صار عليه أجرة تدانى إليه الأحساء وأرباب الكسل، فيكون سبباً لارتفاعهم".  والمقصود ببلاد ما وراء النهر - أي نهري سيرداريا وآمورداريا اللذين يحدّان هذه المنطقة من الشرق والغرب - هو منطقة آسيا الوسطى.

أبرز ما ناقشه المؤلف في كتابه هذا هو مسألة تسليع المعرفة الأكاديمية وبيعها للجهات الممولة للجامعات، من خلال سلسلة تبدأ أولا بالأستاذ الجامعي للحصول على المنح من هذه الجهات الممولة.

وهكذا، ينحدر العمل بالجامعة إلى درك التفاهة، فتتحول فيه من منتج للمعرفة إلى تاجر فيها، يعمل في وسط من الاعتبارات الكمية والقيم الزبائنية.

ولعل استنتاج ماكس فيبر Max Weber يصل إلى نفس النتيجة عندما يناقش الجامعة، فالتفاهة فيها أصبحت دارجة إلى درجة أن الخيارات المؤسسية صارت تقع ضمن محيط كل من «الحظ» و«الصدفة» العشوائيين. وهذه الأيام، وجد أسلوب المخاطر طريقه إلى الإدارة وصار يلعب دوراً رئيسياً فيها، إذ يجادل فيبر Weber إنه ليس من العدالة أن تُسائل القصور الشخصي لأعضاء هيئة التدريس أو لوزارات التربية فنجعلهم مسؤولين عن حقيقة أن هناك تفاهات عديدة تلعب دوراً مؤثراً في الجامعات.

"إن شيوع التفاهة إنما يُعزى إلى قوانين التعامل البشري، لا سيما تعامل عدة أطراف معاً...الخ" كما ذكر في كتابه «العلم بوصفه حرفة Science as a Vocation، الذي نُشر عام 1919. إن تحليل فيبر Weber هذا ما زال يثبت صحة حتى اليوم، فأسلوب الإدارة بالمخاطر ما زال مسيطراً على المؤسسة. فالباحث المُقاد بشغف مسيطر، حدس وفهم لطبيعة العمل لن يكون بوسعه النجاح إلا إذا حصل على منحةٍ تُمكّنه من المناورة وسط التعقيدات المؤسسية، حيث تكون السيادة للمعايير الكمية واعتبارات الرعاية.

إن هذه لا تعدو أن تكون بعضاً فقط من قوى، خيال متملك الظروف الخارجية لمهنة الرجل الأكاديمي، وفقاً لتعبير فيبر Weber .

أما عن المبالغة في الإكثار من خلق التخصصات الجامعية الدقيقة، فهذه أيضاً يرى فيها المؤلف سبباً آخر للتفاهة، فالجامعات الآن تسطح المعارف من خلال اهتمامها بتعميقها بدلاً من توسعتها فلا تُعنى - في معرض تدريس العلوم الموضوعية - بترسيخ القيم العلمية في طلبتها من تفكير نقدي والوقوف على العلاقات بين الموضوعات المتفرقة والفضول المعرفي وغيرها والحقيقة هي أن هذه مادة للتفكير فعلاً، إذ ما هو التحدي العلمي الأعظم: أن تحفر، عميقاً، في تربة علمك الدقيق، مثل قندس – فلا ترى إلا جزيئاته – لتتخصص؟ أم أن تحلق عالياً، في سماء مجاله الأرحب، مثل نسرٍ يُشْرِف على المشهد بأكمله - على أن تفوتك منه دقائقه لتتفلسف؟

مقتبس بتصرف من كتاب "نظام التفاهة" للمؤلف "د. الان دونو"
السلوك
العلم
الشباب
القيم
التفكير
جامعات
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    تربية الأبناء على مبادئ عاشوراء: كيف نُنشئ جيلاً حسينياً؟

    صراع الروح وتجلّي الحق

    نشأة الذكاء الأصطناعي وتطوره

    هل يؤثر حرّ الصيف على فعالية الأدوية؟... خبير يجيب!

    ينزع قرطيها الأقوى

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    آخر القراءات

    الفراسة ...اكتشفي الماكر الخبيث والجاهل...!؟

    النشر : الثلاثاء 09 حزيران 2015
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    لماذا يحذر العلماء من حشوات الأسنان الفضية؟

    النشر : الأربعاء 31 كانون الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    تضرر مزارعي الأسماك في العراق بسبب نفوق الشبوط وسط مخاوف من التلوث

    النشر : الأربعاء 07 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    كيف يتم علاج ظاهرة التوحد الافتراضي؟

    النشر : الأحد 03 نيسان 2022
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    رجال صدقوا..

    النشر : الثلاثاء 11 كانون الأول 2018
    اخر قراءة : منذ 23 ثانية

    وضع الإنموذج في المكان الصحيح

    النشر : الأحد 23 آذار 2025
    اخر قراءة : منذ 44 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 825 مشاهدات

    في رحاب محرم: طلب الإصلاح على خطى سبط الرسول

    • 433 مشاهدات

    الميثاق الذي لم يُكتب: عبد الله الرضيع وولادة قانون الطفولة

    • 404 مشاهدات

    كيف أجعل حب الامام الحسين مشروعًا دائمًا؟

    • 391 مشاهدات

    7 أخطاء قاتلة يرتكبها كل رائد أعمال في البداية.. هل تقع فيها أنت؟

    • 346 مشاهدات

    ينزع قرطيها الأقوى

    • 326 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1268 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1189 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1120 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 825 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 662 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 656 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    تربية الأبناء على مبادئ عاشوراء: كيف نُنشئ جيلاً حسينياً؟
    • الخميس 10 تموز 2025
    صراع الروح وتجلّي الحق
    • الخميس 10 تموز 2025
    نشأة الذكاء الأصطناعي وتطوره
    • الخميس 10 تموز 2025
    هل يؤثر حرّ الصيف على فعالية الأدوية؟... خبير يجيب!
    • الخميس 10 تموز 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة