• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

كيف تسللت التفاهة إلى الحرم الجامعي؟

ليلى قيس / الأربعاء 03 آيار 2023 / تطوير / 2402
شارك الموضوع :

العلوم ليس الغرض منها الاكتساب، بل الاطلاع على الحقائق، وتهذيب الأخلاق

منذ مدة ليست بقصيرة بدأت ظاهرة طلب العلم بالتلاشي في الأوساط الجامعية وبات الأمر محصورا لأغراض المظهر الاجتماعي، لا طلباً للحكمة العالية. وبما يذكّر بظاهرة الهَوَس بالحصول على الشهادات العلمية العالية من ماجستير ودكتوراه لأغراض الظهور الاجتماعي وحده، كتب الجغرافي والمؤرّخ العثماني حاجي خليفة (المعروف بكاتب جلبي) الذي عاش في القرن السابع عشر الميلادي، والمعروف كأبرز كاتب موسوعي بين أقرانه العثمانيين ومنها أن يقصد بالعلم غير غايته، كمن يتعلم علماً للمال أو الجاه.

فالعلوم ليس الغرض منها الاكتساب، بل الاطلاع على الحقائق، وتهذيب الأخلاق على أنه من تعلّم علماً للاحتراف لم يأت عالماً، إنما جاء شبيهاً للعلماء. ولقد كوشف علماء ما وراء النهر بهذا الأمر ونطقوا به لما بلغهم بناء المدارس ببغداد، فأقاموا مأتم العلم، وقالوا: "كان يشتغل به أرباب الهمم العالية، والأنفس الزكية، الذين يقصدون العلم لشرفه، والكمال به، فيأتون علماء ينتفع بهم وبعلمهم وإذا صار عليه أجرة تدانى إليه الأحساء وأرباب الكسل، فيكون سبباً لارتفاعهم".  والمقصود ببلاد ما وراء النهر - أي نهري سيرداريا وآمورداريا اللذين يحدّان هذه المنطقة من الشرق والغرب - هو منطقة آسيا الوسطى.

أبرز ما ناقشه المؤلف في كتابه هذا هو مسألة تسليع المعرفة الأكاديمية وبيعها للجهات الممولة للجامعات، من خلال سلسلة تبدأ أولا بالأستاذ الجامعي للحصول على المنح من هذه الجهات الممولة.

وهكذا، ينحدر العمل بالجامعة إلى درك التفاهة، فتتحول فيه من منتج للمعرفة إلى تاجر فيها، يعمل في وسط من الاعتبارات الكمية والقيم الزبائنية.

ولعل استنتاج ماكس فيبر Max Weber يصل إلى نفس النتيجة عندما يناقش الجامعة، فالتفاهة فيها أصبحت دارجة إلى درجة أن الخيارات المؤسسية صارت تقع ضمن محيط كل من «الحظ» و«الصدفة» العشوائيين. وهذه الأيام، وجد أسلوب المخاطر طريقه إلى الإدارة وصار يلعب دوراً رئيسياً فيها، إذ يجادل فيبر Weber إنه ليس من العدالة أن تُسائل القصور الشخصي لأعضاء هيئة التدريس أو لوزارات التربية فنجعلهم مسؤولين عن حقيقة أن هناك تفاهات عديدة تلعب دوراً مؤثراً في الجامعات.

"إن شيوع التفاهة إنما يُعزى إلى قوانين التعامل البشري، لا سيما تعامل عدة أطراف معاً...الخ" كما ذكر في كتابه «العلم بوصفه حرفة Science as a Vocation، الذي نُشر عام 1919. إن تحليل فيبر Weber هذا ما زال يثبت صحة حتى اليوم، فأسلوب الإدارة بالمخاطر ما زال مسيطراً على المؤسسة. فالباحث المُقاد بشغف مسيطر، حدس وفهم لطبيعة العمل لن يكون بوسعه النجاح إلا إذا حصل على منحةٍ تُمكّنه من المناورة وسط التعقيدات المؤسسية، حيث تكون السيادة للمعايير الكمية واعتبارات الرعاية.

إن هذه لا تعدو أن تكون بعضاً فقط من قوى، خيال متملك الظروف الخارجية لمهنة الرجل الأكاديمي، وفقاً لتعبير فيبر Weber .

أما عن المبالغة في الإكثار من خلق التخصصات الجامعية الدقيقة، فهذه أيضاً يرى فيها المؤلف سبباً آخر للتفاهة، فالجامعات الآن تسطح المعارف من خلال اهتمامها بتعميقها بدلاً من توسعتها فلا تُعنى - في معرض تدريس العلوم الموضوعية - بترسيخ القيم العلمية في طلبتها من تفكير نقدي والوقوف على العلاقات بين الموضوعات المتفرقة والفضول المعرفي وغيرها والحقيقة هي أن هذه مادة للتفكير فعلاً، إذ ما هو التحدي العلمي الأعظم: أن تحفر، عميقاً، في تربة علمك الدقيق، مثل قندس – فلا ترى إلا جزيئاته – لتتخصص؟ أم أن تحلق عالياً، في سماء مجاله الأرحب، مثل نسرٍ يُشْرِف على المشهد بأكمله - على أن تفوتك منه دقائقه لتتفلسف؟

مقتبس بتصرف من كتاب "نظام التفاهة" للمؤلف "د. الان دونو"
السلوك
العلم
الشباب
القيم
التفكير
جامعات
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    حين تنطق الحروف: أثر الكلمة في إحياء النهضة الحسينية

    الإمام الحسين.. منارًا أخلاقيًا تحذو به الأمم

    عقلك الباطن خيرٌ لا يُصدق

    دراسة تحذر من تأثير "تشات جي بي تي" على الدماغ!

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    الآباء والتكنولوجيا: كيف نعيد التوازن في تربية الجيل الرقمي؟

    آخر القراءات

    فلسفة الأحكام عند السيدة الزهراء

    النشر : السبت 14 كانون الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الامام الشيرازي: السيدة الزهراء وتكوين المجتمع الاسلامي

    النشر : الأثنين 26 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ ثانية

    ماذا يختبأ خلف قناع "الرغبة المفرطة"؟

    النشر : الثلاثاء 28 آذار 2023
    اخر قراءة : منذ ثانية

    دور الدماغ في التعامل مع المعتقدات الضعيفة

    النشر : الثلاثاء 14 آذار 2023
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    ماوراء غضب المراهق.. قد يكون شعورا اخر

    النشر : الخميس 09 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    مناجاة المطيعين... وسُبل إلهام الطاعة وأثرها

    النشر : الأحد 26 شباط 2023
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 664 مشاهدات

    قيمة الدمعة في مصاب سيد الشهداء

    • 523 مشاهدات

    النساء أكثر عرضة للزهايمر بمرتين... لهذه الأسباب

    • 422 مشاهدات

    الخدمة الحسينية… حين يكون الترابُ محرابًا والعرقُ عبادة

    • 406 مشاهدات

    واقعة الطف معركة عابرة، أم هي قضية حق وإصلاح؟

    • 392 مشاهدات

    تطبيقات الذكاء الاصطناعي

    • 376 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1292 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 907 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 688 مشاهدات

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 670 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 664 مشاهدات

    اكتشاف الذات.. خطوة لمستقبل أفضل

    • 636 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    حين تنطق الحروف: أثر الكلمة في إحياء النهضة الحسينية
    • الخميس 17 تموز 2025
    الإمام الحسين.. منارًا أخلاقيًا تحذو به الأمم
    • الخميس 17 تموز 2025
    عقلك الباطن خيرٌ لا يُصدق
    • الخميس 17 تموز 2025
    دراسة تحذر من تأثير "تشات جي بي تي" على الدماغ!
    • الخميس 17 تموز 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة