إنَّ العملية التعليمية في العراق تواجه انحدارا مخيفا في مستوى التعليم وتخبط المناهج فضلاً عن عدم تأهيل الكوادر الحديثة للممارسة المهنة بصورة صحيحة فترى بعض المعلمين يتخبطون بالأساليب والمواد، ومع اضافة مناهج حديثة أو حذفها وحتى التقديم والتأخير أرهق كاهل المعلم والطالب من جهة أخرى فضلا عن القرارات المفاجئة التي تعلنها وزارة التربية وتغيرها بين ليلة وضحاها.
في خضم تلك التفاصيل أجرى موقع بشرى حياة استطلاعا، فأجاب الكاتب والاعلامي حامد الحمراني : إن التعليم والتربية والمناهج العلمية المشرفة عليها هي بمثابة بوصلة وخارطة طريق تؤدي مهمتها بيقين لضبط مستقبل البلاد بما تفعله بالعقل المجتمعي لما تمتلكه من وعي مدروس ومنضبط وحريص على فتح الأبواب للتسلح بالمعرفة بعد حبها من قبل الأجيال والنهوض بالدراسة والتدريس لتجاوز الأخطاء وفتح أبواب الصواب والعلوم ومواكبة التطور في كل لحظة وزمان ليس من باب التجربة والانتقائية الشخصية وإنما تخضع للعقل الجمعي المعرفي الذي يفضي للصواب والتقدم والبناء الصحيح.
وأضاف: وأي خلل أو خطأ أو تلكؤ في تلك المنظومة التعليمية تحدث فجوة وشرخ في آلية التوصيل والتدريس وتفقد الحماس والمواصلة والإبداع وانهيار في الخزين المعرفي، وعندما تحدث الثغرات والحذف والإضافة غير المدروسة، هنا تبدأ إثارة الشكوك لدى المتلقي وبالتالي يفقد الحرص على الإبداع والمواصلة بعد تسلط عناصر الشك في داخله وخاصة عندما تزداد تلك الظاهرة لتضيف إليه عناصر أخرى للاحباط والتردد وعدم المثابرة وحب الإبداع..
وانتهى الحمراني إلى القول : قل لي ما هي اَليات المناهج وكيف وضُعت ومن وضعها ومن المشرفين عليها ومدى ثباتها ومصداقيتها في أي بلاد في العالم ؟ أقل لك كيف يعيش هذا المجتمع وما هو مستقبل الأجيال المعرفي فيه وما نسبة الأمية الحقيقي وكم هي جامعاته الحكومية والأهلية وإلى أين ذاهب هذا الجيل وأي مصير ينتظر تلك البلاد.
وقال حسن سامي مربي: إن عملية تطوير المناهج الدراسية أمر ضروري بشريطة أن يكون التطوير والاستحداث والحذف مدروساً بطريقة علمية تربوية لا باسلوب ارتجالي ذوقي الأمر الذي يربك العملية التعليمية ويحرج الكوادر التدريسية.
كذلك يجب أن تراعى المتغيرات العلمية والمنهجية ومتطلبات الحاجة الفعلية قبل إجراء أي تغيير منهجي لأن الغرض الأساس من التغيير هو مواكبة التطور العالمي على صعيد النظرية والتطبيق.
بطبيعة الحال إن الطالب في مجتمعنا الشرقي وفي العراق خصوصا ميّال إلى الحفظ أكثر منه إلى الاستيعاب والفهم الذهني للمادة وفي هذه الحال تكون الأخطاء المنهجية كارثية على مستوى الطالب الدراسي.
الأخطاء المنهجية أمر غير مقبول إطلاقاً لأن المناهج تكتب من قبل أناس متخصصين وتدقق من قبل لجان علمية تمثل وزارة التربية فأي خلل يضر بسمعة الوزارة ويؤثر سلبا على مستوى الطلبة.
وقالت جنان الهلالي كاتبة ومربية: طبعاً بالتأكيد التغيير العلمي الصحيح في المناهج هو تقدم علمي ومن الضروريات ليواكب التطور والتقدم وما يناسب التطور التكنلوجي الحديث، والتجاوب مع متطلبات التنميّة الاقتصاديّة والاجتماعيّة والبشريّة، ومحاولة الارتقاء بالعمليّة التربويّة من خلال اللحاق بركب الحضارة الانسانيّة، والإسهام فيها.
ولكن يحب أن يراعي الفروق والمهارات الفردية بين مستوى الطلبة، ولابد من ايجاد نسبة من فائدة تغير المنهج ومدى قدرة استيعاب الطلاب لذلك التغير وامكانيته في التغير الأمثل لهم.
وأضافتْ: ولابد أَنْ يستند إلى فلسفة تربويّة نابعة من أهداف المجتمع وطموحاته وتصوراته، وأن يكون هناك رؤية واضحة في ذهن المطور لأهداف العمليّة التربويّة وغاياتها. مع مراعاة تغير الأخطاء التي حُدثت مؤخرا وتسببت في انتكاسة التعليم، ولابد من حذفها ومن المناهج وبما يناسب العملية التربوية؛ لأنها تسبب مضيعه لوقت المعلم، وجهد للطالب.
وقالت اكتفاء علي مُدرّسة: "إن تطور المناهج العلمية خطوة جيدة بطريق مواكبة التطور العلمي السائد في العالم ولكن .. في العراق هنالك قفزات غير مدروسة بتطوير المناهج وغير ملائمة لوضع التعليم وفي تدهور الواقع التعليمي الذي مررنا به في ظل جائحة كورونا لذا يحتاج تغيير المناهج وتطورها يكون مدروسا اضافة إلى أنه في نفس الوقت يتطلب تطوير قدرات القائمين على تعليمه، فالمفروض مع تغيير منهج أو تطويره يكون هنالك دورات مكثفة حقيقية للكادر التدريسي للتطوير والتدريب وليست دورات تسقيط فرض فقط ومع ذلك أيضا يجب مراعاة حجم التطور مع عمر الطالب المستوعب لمثل هذا التطور فالمناهج حاليا وبعد تطويرها وخاصة المراحل الابتدائية غير متسلسلة عمريا أو لا تتجانس مع عمر التلميذ في موادها المطروحة.
اضافةتعليق
التعليقات