قيادة الفوضى انتصارها محدد بزمان تغادره الساعة سريعا وتتركه بعدها مرهونا بالفشل.
وفق قاعدة (كل شيء قدرناه بقدر) فأن لكل شيء نظام خاص يعمل وفقه بلا تيه بلا ضياع يخضع التسلسل الزماني والمكاني، هذا القانون الذي تسير عليه جميع المخلوقات حتى اصغر ذرات جسم الانسان، هو دعوة لتنظيم المسير الحياتي للإنسان المتزن الذي يريد أن يقاوم حتى يصل إلى قمة النجاح والرضا عن النفس، وهذه القمة لا يتم نيلها إلا بسلك طريق محدد، أما السير بطريقة ملتوية أو اختيار طريق خاطئ لا ينتهي إلا بفقدان جزء كبير من طاقات الإنسان المادية والمعنوية وحتى تلك الفكرية، فيُهدَى إلى الضياع، وهذه المشكلة يُعاني منها أغلب الشباب الحالي فينصاع إلى الأهداف المؤقتة لتضيع منه أهداف كبرى لو استثمرها لحقق ما يضمن له استقرار دائم.
ومثل هذا ما يحدث في مظاهرات اليوم من تشتت المطالب وتنوعها فضلا عن لافتات المطالب الشخصية، هذه الفوضى غير المقننة بمطلب موحد لا تجدي نفعا لأنها تضيع كثيرا من الحقوق، فمن أجل أن يتم تنظيم هذه المطالب من المفترض أن يكون هدف عام يتفق عليه الشعب العراقي، ثم تندرج تحته الأهداف الصغرى.
ولتحديد أي هدف في الحياة يلزم على الفرد أن:
١_مراعاة الإمكانات المتاحة، ثم تحديد الأهداف بحجمها ومقدارها، فلا تكون الأهداف خيالية في طموحها بينما الإمكانات المعدة لها متواضعة جدا، أي أن يكون الهدف ممكن الحصول والتحقيق.
٢_ يجب أن يكون الهدف مناسبا للزمن الذي قُدّر لإنجازه.
٣_ من الضروري أن تكون الأهداف الصغيرة في خدمة الأهداف الكبرى.
4_ لا بد أن يكون الهدف مرنا حتى يتم الوصول اليه بأكثر من طريق.
5_ توفير البديل الأقرب اذا ما تعكر صفو طريق الهدف الأول.
فلا بد لكل فرد من تخصيص هدف معين للسير في طريق واضح، هذا الأمر يوجه الأنسان نحو حياة منتظمة
خالية من العبثية والضياع.
وهذه الأهداف تحدد ليس فقط من ناحية الحياة العملية بل وحتى الحياة الاجتماعية والعاطفية والدينية من الضروري أيضا أن يشملها تحديد خطوات ومسارات للسير وفق أنظمة محددة تكاد تخلو من الأخطاء التي تكون وليدة الرغبات المؤقتة والأحلام الزهرية وبالتالي تقود الأنسان الى تشتت مادي ومعنوي.
اضافةتعليق
التعليقات