حلم راودهن منذ نعومة أظفارهن, عكفن على تحقيقه كل في مجالها, تحدين الصعاب.. ذللن العقبات وانتزعن مكاناً مميزاً ضمن هذه المعادلة الصعبة.. فهن لسن بالنساء الضعيفات يرفضن أن يعشن على هامش المجتمع فإذا صممن أبدعن وإذا ثابرن حققن إنجازات فوق الخيال..
(بشرى حياة) سلطت الضوء على بعض النماذج النسائية الناجحة التي "حفرت في الصخر" لانتزاع مكان لها وسط هذه المعادلة الصعبة ونفذت على أرض الواقع مشروعات صغيرة بميزانيات زهيدة سيكون لها شأن كبير وعائد أكبر..
علياء الواجدي/ 35 عاماً, أكملت الدراسة الإعدادية ولم تدخل الجامعة بسبب الظروف, قررت وبتشجيع من العائلة وبعض الصديقات, فأسست صفحة "علياء هاند ميد" ومن خلال هذه الصفحة كانت "علياء" تعرض التصاميم الخاصة بها التي تنفذها حسب طلب الزبون.
وعن مشروعها تقول: "موهبتي منذ الطفولة, فن الأعمال اليدوية, كنتُ شغوفة بالأعمال اليدوية وصنعتُ مصغرات ثم تطورت لصناعة الشخصيات الكارتونية من القماش المحشى بالإسفنج, أحد الأعمال اشتركت بها أختي في معرض مدرستها في الإعدادية, وأبدينّ مدرساتها الإعجاب بالعمل, كان الحافز والتشجيع الذي يضاف إلى تشجيع عائلتي..
كنتُ وقتها أعتمد على أفكاري فقط وبمشاهدة الصور أطبق العمل, ثم تطورت أفكاري لصناعة سلال الورد وسلال التقديم وبعد أن أصبح لدي حساب شخصي على الفيس بوك بدأت أنشر أعمالي وأنضم إلى كروب الأيادي المبدعة وتعلمت صناعة وتصميم الشموع, وصناعة السيراميك البارد.
شاهدتُ أن هناك معارض تسويقية تقام في العاصمة بغداد من قبل مشرفات كروب الأيادي المبدعة فخطرت في بالي فكرة إقامة معرض تسويقي في محافظة كربلاء, بعد أن حصلت على موافقة من محافظة كربلاء ومديرية البلدية وكان هو أول معرض تسويقي للأعمال اليدوية يقام في كربلاء على حدائق المتنزه الحسيني الكبير, وبجهود ذاتية وبمساعدة ومساندة أخي, وزوج أختي الذي كان له الدور الكبير في تقديم طلب إلى محافظ كربلاء لإقامة المعرض الذي كان تحت عنوان (نحن نصف المجتمع)، وقد وجهتُ دعوة لعدد من المبدعات، كانت المشاركة من كربلاء وبابل, بعدها قُدمت لي دعوة في عدة معارض أشتركتُ بها.
وقد أقترحوا أهلي وصديقاتي أن يكون لي بيج خاص بأعمالي كما أقترحت علي صديقتي أن يكون اسم البيج "علياء هاند ميد".
أما شمس محسن/ 25 عاماً, فتتحدث عن مشروعها قائلةً: "أول بداياتي كانت تحت يد والدتي, قامت بتعليمي البدايات, كانت تعلمني كيف أصنع قطع صغيرة وتقوم بخياطتها وتصنع منها غطاء للمخدة (الوسادة) أو لتزيين الأشياء الأخرى.
أبي قد أوصل لنا الأنترنت في البيت كان عمري حينها 15 عاماً, بدأتُ أتصفح وأتعلم البدايات وأخذت دروسا كثيرة لتعلم غرز مختلفة وبدأتُ أنفذ الغرز والموديلات المختلفة وبدأتُ بإستلام الطلبات وبمساعدة والدتي، بعدها قامت صديقتي بتنظيم أول معرض لي, وأسست صفحة على الفيس بوك وقامت بتسميتها (شمس الروح للحياكة), بدأت بنشر أعمالي عليها وإستقبال الطلبات،
قمتُ بتطوير العمل وقمتُ بتعليم أختي فن صناعة أشياء مختلفة من الخرز.
ميامين عبد الرؤوف المسلماني/ 22عاماً, كان لديها هواية منذ نعومة أظفارها بالطبخ وصنع المعجنات، وتقول في هذا الصدد: "بدأتُ مشروعي من ثلاث سنوات تقريباً, وكنتُ شغوفة بصنع الحلويات والطبخ والكيك, كنتُ أعمل للعائلة فقط وأحب أن أظهر مهارتي, وأشاهد برامج أجنبية على اليوتيوب وكيف يعملون الكيك بمهارة, وكنتُ أتمنى أن أصبح مثلهم.
في يوم من الأيام تابعتُ بيج مختص بعرض أعمال الكيك، أعجبتني الفكرة وطرحتها على زوجي، وأهلي رفضوا الفكرة خوفاً علي من التعب ومسؤولية البيت وأطفالي، لكن خالتي شجعتني على هذا المشروع ووقفت بجانبي وأقنعت والدتي, فوافقوا بإقامة مشروعي الصغير.
بدأتُ أعمل وأنفذ طلبات الأصدقاء والأقارب فترة من الزمن, بعدها أنشئت صفحة على الفيس البوك أسميتها "كيك الأرجوان" (أرجوان أسم ابنتي الصغيرة), بدأتُ أنشر أعمالي في عدد من (الكَروبات), كثروا زبائني, ووالدتي تساعدني كثيراً في رعاية بناتي, وأنا أعمل الآن والزبائن هم من يروجون لأعمالي.
أتمنى أن أصل إلى مستوى أعلى وأفضل من ذلك, لأني أحب عمل الكيك وأستمتع عندما أعمل به، وطموحي أن أُسس معمل خاص بي, يحمل اسمنا وأعلّم بناتي هذه المهنة.
اضافةتعليق
التعليقات