• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

لماذا نحنُ هنا؟

نرجس العبادي / الأثنين 21 تشرين الثاني 2022 / اعلام / 1690
شارك الموضوع :

يبرمجونهُ على مقاطع الفيديو الخاصة بهم ميلاً لمواكبة الموجات العارمة التي لا تنتهي (للترندات الإلكترونية)

تداولت وسائل التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة (ترنداً) يحملُ  بين طيّاتهِ سؤالاً هزلياً وساخراً على الصعيد الفكري للمجتمع، يتسائل به رّواد التواصل ضاحكين:

 "لماذا نحنُ هُنا؟... سؤالٌ صعب" يبرمجونهُ على مقاطع الفيديو الخاصة بهم ميلاً لمواكبة الموجات العارمة التي لا تنتهي (للترندات الإلكترونية) والتي أصبحت رمز الشرف لكلِّ من أراد أن يُلقّب بالشاب العصري.

ولكن.. لماذا نحنُ هنا؟، هل تساءلنا فعلاً عن سببية وجودنا في هذه المجرة؟ وعلى كوكب الأرض؟، وفي بلدنا بالذات؟، وضمن عوائلنا بالتحديد؟، وبكوننا نحنُ ولسنا الغير؟، هل خُلقنا لكي نعيش أم عشنا لنعرف لماذا خُلقنا؟، والسؤال الأهم هو: لماذا نحنُ هنا؟ هل هوَ مَحضُ سؤال أم هو مفترقُ الطُرقِ بين التيهِ والبقاء؟

عندما دخلَ نبينا إبراهيم (عليه السلام) في امتحانِ وجودهِ، قرر أن يواكب غيضَ أمتّه علّهُ يفيضُ عليه بمعرفة خالقه، ليتسنى لهُ فيما بعد إدراك الإجابة عن سؤالهِ الداخلي (لماذا أنا هنا؟)، ولكنَّ سؤالهُ كان إجابةً قد جاورت نبعَ الفطرة بداخلهِ، بعد أن تساقطت أمامهُ كواكبُ الإلوهية بلا حولٍ أو قوّة، جواب يُخلق من الذات اللامعروفة ليكون المعرفة الأسمى في حياته، معرفة العبودية المطلقة التي هيأتهُ ليكون سيد المُمهدين للمعرفة الإلهية على يد رسولنا محمد (صلى الله عليه وآله).

ولكن هل معرفة الإلوهية والعبودية هي الخطوة المتشابهة للجميع وما بعدها سواءٌ عند الناس؟ أم أن الاختلاف يُغلّفُ طُرقَ الإدراك المعنوي أيضاً؟

إن اختلاف أجناس البشر وأشكالهم، هو ليس خَلقٌ عبثيَّ الوجود أو من صُدفِ الطبيعة المحضة كما يدعّي ربائبُ المدرسة الواقعية، بل هو بابُ حقيقةٍ معنوية ترنو إلى اختلاف طُرق الوصول إلى الله ومعرفة النفس، ولنا في نهج البلاغة للبليغ الأعظم نورٌ ودلالة:

"عن عبد الله بن يزيد عن مالك بن دحية، قال كنا عند أمير المؤمنين عليه السلام، فقال وقد ذكر عنده اختلاف الناس:
إنما فرق بينهم مبادئ طينهم، وذلك أنهم كانوا فلقة من سبخ أرض وعذبها، وحزن تربة وسهلها، فهم على حسب قرب أرضهم يتقاربون، وعلى قدر اختلافها يتفاوتون، فتام الرواء ناقص العقل وماد القامة قصير الهمة، وزاكي العمل قبيح المنظر، وقريب القعر بعيد السبر، ومعروف الضريبة منكر الجليبة، وتائه القلب متفرق اللب، وطليق اللسان حديد الجنان" [1] 

فقد اختصر المولى سجية البشر واختلافهم ببضعِ كلماتٍ حملّها معانٍ جمّة، وكان لابد لهذا الاختلاف أن يتجلى على صعيد أدوارهم في الحياة والعودة إلى الدائرة الأولى التي عاهدوا عليها من قبل، وهي دائرة عودة العبد إلى الرب.

وكان من أبواب هذا الاختلاف هو تنوّعُ الأدوات الدنيوية، فقد أودع الله سبحانه لكل عبدٍ أداةً داخلية يبصرها الإنسانُ على هيئة مهارات أو هوايات أو توقٍ إلى المسألة أو حتى شعور يقودُ صاحبهُ إلى ربط التقاطع، فقد اكتست تلك العطايا صبغةٍ خارجية لم تبلغُ بصاحبها إلا إلى موقعٍ أو إبداع أو طموحٍ مُعيّن على حدِّ ظنّهِ، ولكنَ صبغتها الحقيقة هي صبغةُ الطريقِ إلى الله ومن أحسنُ من الله صبغة، فما من حاجة للفطرة أو إدراكٍ لها إلا ولهُ أداتهُ في المحيط والتي تُشبعُ هذا الاحتياج، فإن كان وجودنا يتمحور حولَ عودتنا إلى الله، فلابدَّ لله أن يخلق لنا تلك المركبة، فبدايةُ الطريق.. سؤال.  


[1] خطبة 234 من نهج البلاغة، للمولى أمير المؤمنين(ع)

وسائل التواصل الاجتماعي
الانترنت
الامام علي
نهج البلاغة
الايمان
التفكير
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر

    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية

    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات

    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!

    عادة يومية توصلك للحياة الطيبة

    التفكير وعلاقته بحالتنا النفسية

    آخر القراءات

    من أفكار المجدد الشيرازي: القوانين المادية في المجتمع الغربي

    النشر : الخميس 05 آيار 2022
    اخر قراءة : منذ 9 دقائق

    القلب أم العقل.. أيهما يفوز؟!

    النشر : الأثنين 31 كانون الأول 2018
    اخر قراءة : منذ 9 دقائق

    كيف حمل الامام السجاد راية الاصلاح عن طريق الدعاء؟

    النشر : الثلاثاء 31 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 9 دقائق

    حافظ على صحتك النفسية

    النشر : الأربعاء 26 تشرين الاول 2022
    اخر قراءة : منذ 9 دقائق

    وصايا للتحكم في أوقات الفراغ والاستفادة منها

    النشر : الثلاثاء 24 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 9 دقائق

    عيد الغدير.. يوم العهد المعهود والميثاق المأخوذ

    النشر : الخميس 06 آب 2020
    اخر قراءة : منذ 9 دقائق

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 536 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 477 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 412 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 365 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 344 مشاهدات

    علم الإمام الصادق: بين الوحي والاجتهاد

    • 333 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1193 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1156 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1093 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1079 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1061 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 663 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    ‏ ما بعد الرومانسية: اختيار يصنع العمر
    • منذ 4 ساعة
    دخلاء العلاج الطبيعي.. بين وهم المعرفة وخطورة الممارسة العشوائية
    • منذ 4 ساعة
    استراتيجيات التعايش الذكي مع التحديات الشخصية في العلاقات
    • منذ 4 ساعة
    كيف تحمي نفسك من القاتل الصامت المسبب للسكتة الدماغية!
    • منذ 4 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة