في عصر التكنولوجيا الذكية هناك فتاة تبلغ من العمر خمسة عشر عاما، تعيش مع أمها وأبيها، وهي الوحيدة لعائلتها، كانت تمتلك عدة مواهب لكن موهبتها الأبرز هي الرسم، فهي ترسم بطريقة محترفة، رغم صغر سنها إلا أنها رسمت الكثير من اللوحات الجميلة..
في يوم من الأيام أخبرت صديقتها بأنها تجيد الرسم، وعندما رأت صديقتها اللوحات تعجبت من ذلك ولم تصدق ما رأته، فقالت لها؛ لماذا لا تنشرين لوحاتك، صدقيني ستكونين مشهورة لأن لوحاتك جميلة جدا، وتحمل معانٍ كثيرة، ومن الممكن أن تفوزي بلقب أجمل لوحة..
فقالت لها: حتى أنا أريد ذلك، لكن كيف سأنشرها؟، قالت صديقتها: سهل جدا النشر في هذا الزمان، هل يحتوي جهازك على تطبيق الفيسبوك، قالت: لا، فقالت لها: إذن على ماذا يحتوي؟ فأجابتها: فقط الواتساب، فقالت: حسنا أعطني إياه وأنا سأنزّل التطبيق لكِ وأُعلّمك عليه.
وبعد ذلك اليوم، تغيرت حياتها، نشرت لوحاتها، وأخذت العديد من الجوائز عليها، وسرقتها الأضواء، لكن منذ حصولها على هذا الحساب وإلى هذا اليوم لم ترسم أي لوحة وأصبحت كل إهتماماتها فيه، فإذا فتحته لا تستطيع إغلاقه وتركت موهبتها ودراستها وكانت أمها تنصحها كثيرا لكن لا جدوى من الكلام.
وذات يوم تعرفت على شاب عن طريق هذا التطبيق وأحبته وتزوجت به، وبعد زواجها اكتشفت أن الذي تزوجته يلعب القمار ويشرب الخمر، وفوق ذلك كله أخذ يشك بها حتى أنه أخذ جهازها لكي لا تتكلم مع شخص آخر مثله، وبعد ذلك بدأ شكه يزداد سوءا فتشاجر معها وطلبت الطلاق منه وبعدها جنّ جنونه فحبسها في الغرفة وخرج، وعند خروجه كانت هناك عصابة تلاحقه لأنه كان غارقا في الدين بسبب القمار ولأنه لم يتمكن من دفعه..
قتلوه ورموه في الصحراء، وبعد يومين تغلب الجوع والعطش عليها، وتعبت من الصراخ أيضا، حاولت أن تكسر الباب بأي طريقه لكن بلا جدوى، لأن كل هذه الأدوات خارج غرفتها، وبعدها إستسلمت للموت وكتبت في ورقة صغيرة قبل أن تموت: قاتل المواهب هو الفيسبوك!.
فعلا، فإن لم يُضبط الإنسان برنامجا خلال التعامل مع هذه الأدوات والتطبيقات التكنولوجية التي تقتل الوقت، فسوف يضيع وينسى نفسه، فإن دراسة قامت بها ميشيل فانسون تقول أن 1600 من الشباب يستخدمون هذا التطبيق، وأن أكثر من النصف منهم مدمنين عليه خاصة الطلاب، فإن الطلاب المدمنين على هذا التطبيق نسبة درجاتهم قليلة جدا.
ومن هذا نستنتج أنه يجب على مستخدمي هذا التطبيق أن يحددوا وقتا خاصا له وأن يلتزموا فيه بالقيم والمعايير الأخلاقية لكي لا يسيطر على عقولنا ويدمر قدراتنا ويقتل مواهبنا.
اضافةتعليق
التعليقات