إن من طبيعة المرأة أنها واسعة الخيال وتفسر الأمور بشكل عاطفي غالباً، لذا تقييمها للمواقف غالباً لا يكون دقيقا، وتتحسس من أي شيء، وتعتبره جارح ومؤذي لها، وخاصة إذا كانت تعيش اللاهدفية، أي لا يوجد شيء في حياتها على المستوى العمل الاجتماعي النفعي أو الانجاز الشخصي، أو تعاني من ضغوطات الحياة الكثيرة.
لذا على المرأة أن تنمي حالة التعقل في نفسها وتسعى لتبني شخصيتها بناءً معرفيا وفق ثقافة الثقلين وتقوي علاقتها بالله تعالى، أن تسد أوقات فراغها بشيء نافع، تجعل لنفسها أهداف وتنمي مواهبها، وتحرص على أن توفر لنفسها خلوة مع الرب تزيل بها مكدرات العيش.
فالفراغ إذا لم يملأ بشكل صحيح، ويستثمر الخيال بمكانه الصحيح، سيملأ بما هو سلبي وغالباً يؤدي لظهور هكذا تصورات وآثار سلبية، وبالتالي تتفاقم وتكبر المشكلات الصغيرة، قبل الكبيرة.
فالمرأة العاقلة هي تلك التي لا تنظر إلى ردود الأفعال فقط، وتضع نفسها موضع الضحية المظلومة، بل تكون منصفة في نظرتها، فلا توجد ردة فعل من دون فعل مسبق، فالتعامل على تقييم مواقفها وأفعالها جيداً تلك التي أدت لهكذا ردود سلبية من قِبل الزوج أو أي فرد من الأسرة أمر مطلوب وصائب.
فإن رأت أنها كانت مخطئة في موضع ما فعليها أن تتداركه، وأن تبادر بالاعتذار، وأن تطلب العون من زوجها لتتخلص من تلك الأفعال، لكي لا تسبب له مثل هكذا ردود أفعال تكون مؤذية للطرفين.
وإن رأت أن مواقفها سليمة فيما بينها وبين الله تعالى فيجب أن تكون سعيدة وراضية لأنها كسبت رضا الله أولاً.
فالرجل مهما كان غير جيد فهو بالنتيجة إنسان، كما أنت، لكلاً منه عيوبه ومساوئه ويجب على الطرفان أن يتعاونا في إصلاح أنفسهم وتقبل أحدهم للأخر بعيوبه ونواقصه مع السعي للأفضل بالتأكيد.
وذلك من خلال مراقبة نوعية تصرفات زوجها لتتوصل لمعرفة كيفية التعامل معه - كما يقال -في التعامل مع الآخر يجب أن نفرق بين ثلاث أنماط في ردود أفعال الانسان هي (السلوك، العادة، الطبع).
"فالسلوك يمكن التعامل معه بحسن الطلب أي اختيار طريقة مناسبة للتنبيه لتغيير هذا السلوك.
وأما العادة فيتعامل معها من خلال حسن التخطيط، لكي يتمكن من التخلي عن تلك العادة، ويستبدلها بأخرى أفضل.
وأما الطبع فهو من الصفات التي من الصعب التعامل معها والسعي لتغييرها وإزالتها إن كانت سلبية، لذا الحل يكون بحسن التعامل معها وتقبلها في حياتنا المشتركة، مع عدم فقدان الأمل بزوالها"(١).
فليست كل المشكلات يُمكن أن تُحل، بل بعضها ليس لها حل إلا بمعرفة التأقلم معها، والتعايش معها، بالنتيجة نحن في دار ومرحلة من وجودنا ليس من الصحيح أن نتعامل معها على أنها من الممكن أن تعطينا راحة تامة، أو العيش بسعادة كاملة، أو حلاً لكل مشكلة.
لذا المرأة المؤمنة تكون منصفة في تقييم علاقتها وحياتها مع زوجها، فالتي تشتكي بعد سنين وتنظر لحياتها بمنظار سوداوي بشكل كامل، ذلك ليس صحيح!، فلا بد مع العشرة الطويلة ويقينا كانت هناك لحظات طيبة ومواقف جميلة، تذكريها واجعليها بلسما للمواقف السيئة وتذكريها وجملي بها الطباع الغير جميلة.
-----
اضافةتعليق
التعليقات
عواق2019-06-11