يؤثر مستوى الذكاء جيدا في المكانة الاجتماعية للشخص، ولكنه ينعكس سلبيا على وضعه الصحي بحسب دراسة جديدة.
ويصاب الأشخاص الذين يتمتعون بمستوى ذكاء (IQ) مرتفع بأمراض مثل الكآبة واضطرابات ثنائية القطب ومتلازمة نقص التركيز وفرط النشاط.
علاوة على ذلك، تظهر بين الأذكياء نسبة عالية من المصابين بالربو والحساسية. هذه العلاقات كانت موضع دراسة جديدة نشرت في مجلة "Intelligence".
ودرس فريق البحث حالة أكثر من ثلاثة آلاف شخص من جمعية منسا التي تضم الأشخاص الأذكياء بمستوى ذكاء أعلى من 98% من بقية الشعب. بعد ذلك قارنوا مؤشرات فحوصاتهم الطبية وتبين أن الأذكياء يعانون أكثر من الآخرين، بنسبة 20%، من اضطراب طيف التوحد وبـ 80% من متلازمة نقص التركيز وفرط النشاط وبـ 83% من القلق.
كما أن احتمال تطور أي اضطراب نفسي يعادل ثلاثة أضعاف، ونسبة المصابين بالحساسية بينهم تعادل أيضا ثلاثة أضعاف، فيما يرتفع عدد المصابين بالربو وأمراض المناعة الذاتية إلى ضعفين مقارنة بالآخرين.
ولتحديد العلاقة بين مستوى الذكاء والصحة، اضطر الباحثون لدراسة العلاقة بين الجهاز العصبي ومنظومة المناعة في الجسم. ويشير الباحثون إلى أن الأشخاص ذوي مستوى ذكاء مرتفع هم عرضة "للاستثارة الفكرية المفرطة" وتفاعل مرتفع للجهاز العصبي.
ويساعد هذا من جهة على الابداع، لأن الأذكياء ينظرون إلى العالم باهتمام أكبر. ومن جانب آخر يؤدي إلى الاكتئاب والضعف النفسي. وتشمل هذه الخاصية الكتاب والشعراء وسريعي البديهية، حيث يتعامل هؤلاء مع الأحداث بصورة عاطفية، ما قد يسبب الوسوسة، ما قد يؤدي إلى الاكتئاب والاضطرابات النفسية.
كما يعتقد الباحثون أن رد الفعل القوي قد يؤثر في المناعة. فإذا كان الشخص عصبيا، فإنه يتفاعل بقوة مع المؤثرات الخارجية، حتى غير الضارة منها، ما قد يتحول مع الوقت إلى إجهاد مزمن، وبالتالي تضطر منظومة المناعة لمواجهته ببرنامج خاص.
وعندما يشعر الجسم بأنه في حالة خطر، يتخذ إجراءات دفاعية فورية، بتحفيز عدد كبير من الهرمونات والناقلات العصبية. وإذا جرت هذه العمليات بصورة دائمة فإنها قد تغير جسمنا ودماغنا وتضعف منظومة المناعة وتؤدي إلى أمراض مثل الربو والحساسية.
مع كل هذا، وباعتقاد فريق البحث، يجب الاستمرار في دراسة العلاقة بين الذكاء وصحة الإنسان، والتركيز على الجوانب السلبية التي ترافق مستوى IQ المرتفع. حسب rt.
إصابات الدماغ تقودنا إلى الإجرام!
وفي سياق متصل، وجدت دراسة جديدة أن هناك صلة بين الإصابات في مناطق معينة من الدماغ والسلوك الإجرامي.
وأوضحت البحوث الأخيرة عددا من الحالات البارزة التي تنطوي على تغييرات الشخصية والميل إلى الإجرام بعد إصابات الدماغ. ومع ذلك، ما يزال هناك الكثير من التكهنات حول دور إصابات الدماغ في التحريض على السلوك الإجرامي.
واستخدم العلماء تقنية جديدة لإقامة روابط بين إصابات الدماغ، المعروفة باسم الآفات، و"المخطط الشبكي من الدماغ البشري".
وطُبقت هذه التقنية على مجموعة مختارة من الحالات التي تطور فيها السلوك الإجرامي لدى الأشخاص، بعد إصابات الدماغ. وعلى الرغم من أن الإصابات وقعت في مناطق مختلفة من الدماغ، إلا أنها كانت تنتمي جميعا إلى الشبكة نفسها داخل الدماغ.
وقال الدكتور ريتشارد داربي، قائد البحث، وطبيب الأعصاب في جامعة "Vanderbilt": "وجدنا أن هذه الشبكة كانت تشارك في صنع القرار الأخلاقي لدى الأشخاص العاديين، وربما تعطي سببا لارتباط إصابات الدماغ في هذه المواقع مع ميل المرضى إلى السلوك الإجرامي".
واستندت الدراسة التي نُشرت في مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم، على البحث في المؤلفات العلمية للحالات التي تربط إصابات الدماغ بالجريمة.
ووجد العلماء ميل 17 من المرضى إلى السلوك الإجرامي بعد الإصابات الدماغية، ولكن لم يظهر هذا السلوك قبل ذلك. كما دعموا النتائج بـ 23 حالة أخرى سبقت فيها إصابات الدماغ ظهور السلوك الإجرامي، ولكن الأمر غير مؤكد إلى حد كبير.
وقال البروفيسور مسعود حسين، طبيب الأعصاب في جامعة أكسفورد، الذي لم يشارك في الدراسة: "توفر هذه النتائج المثيرة مزيدا من الدعم للرأي القائل إن السلوك الإجرامي يمكن أن ينشأ عن تعطيل شبكات معينة من الدماغ. وبالطبع، يمكن أن يكون هناك العديد من الأسباب الأخرى، التي قد تجعل الناس يتحولون إلى الإجرام، ولكن معظم أطباء الأعصاب على دراية بالمرضى الذين يتخذون قراراتهم، والأحكام ذات القيمة، وكذلك تغير البوصلة الأخلاقية بعد ظهور المرض في الدماغ".
وأشار باحثون آخرون إلى أن الأساليب غير المباشرة التي استخدمها الدكتور داربي ومعاونوه، تعني أن النتائج لا يمكن النظر إليها إلا في البداية. وقال البروفيسور حسين، نحن بحاجة إلى توخي الحذر من بعض جوانب الدراسة.
وقال العلماء إن هناك حاجة ماسة إلى دراسات شاملة لعدد أكبر من المشاركين، وذلك لاستخلاص استنتاجات راسخة حول ارتباط إصابات الدماغ المحددة مع السلوك الإجرامي.
وأشار الدكتور داربي إلى العوامل الجينية والاجتماعية الأخرى، مع التأكيد على أن إصابات الدماغ ليست المسؤول المباشر والوحيد عن الميل إلى الإجرام.
حسب إنديبندنت.
اضافةتعليق
التعليقات